الاعتماد على الزراعة الرقمية «الذكية» بات أمرًا ملحًا، كأحد استراتيجيات تقليل حجم الضرر والتداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي غيرت من البيئة الزراعية، وأثرت بشكل ملحوظ على بنية التربة والتراكيب المحصولية، وهو الملف الذي تطرق إليه الدكتور الدكتور عطوة أحمد عطوة – الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات، ومدير مكتب إدارة وتسويق التكنولوجيا بمركز البحوث الزراعية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج «صوت الفلاح»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مفهوم الزراعة الرقمية وتطبيقاتها
بدأ الدكتور عطوة أحمد عطوة، حديثه موضحًا المفهوم الأساسي للزراعة الذكية أو الرقمية، التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والتقدم الهائل في مجالات الإنترنت والأجهزة المتصلة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن هذه التقنيات تساهم في تحليل المدخلات الزراعية بشكل دقيق وسريع، بما في ذلك معاملات الري والتسميد ومكافحة الآفات، علاوة على إمكانية الوصول لتلك المعلومات عبر الهواتف المحمولة.
وأضاف «عطوة» أن الفكرة الرئيسية هي توفير الإرشاد الزراعي للمزارعين بسرعة ودقة، من خلال توظيف التكنولوجيا الرقمية، التي تسهل عملية اتخاذ القرارات الحاسمة، مثل مكافحة الآفات والأمراض، التي قد تهدد المحاصيل.
وأشار إلى أن التجارب الناجحة التي أُجريت على محاصيل استراتيجية مثل القمح والأرز والشعير، أظهرت فعالية هذه التقنية في تحسين الإنتاجية الزراعية.
دور الزراعة الرقمية في مواجهة التحديات الزراعية
أكد «عطوة» أن الزراعة الذكية تمثل تقدمًا هائلًا في مواجهة الأمراض والآفات، حيث يمكن للبرنامج المتطور، المعروف بـ “العيادة الزراعية الذكية”، تحذير المزارع مبكرًا بوجود أي إصابات نباتية أو آفات حشرية، ما يمنح المزارع الفرصة لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة قبل انتشار المرض، ما يساعد في تقليل الخسائر.
وأشار أيضًا إلى أن التشخيص المبكر للأمراض هو مفتاح النجاح في القضاء عليها، مؤكدًا أن هذه التقنيات تمت تجربتها على العديد من المحاصيل الهامة، مثل القمح والأرز والذرة، وحققت نجاحًا كبيرًا في توفير الإنذارات المبكرة للمزارعين، وهي التقنية التي يمكن تعميمها على محاصيل أخرى أيضًا، مثل التمور، لمكافحة الآفات مثل سوسة النخيل.
التجارب العالمية في الزراعة الرقمية
تحدث الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات عن تجارب الدول الرائدة في تطبيق الزراعة الذكية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت من أوائل الدول التي طبقت التكنولوجيا الرقمية في القطاع الزراعي، مشيرًا التقدم الهائل الذي حققته الصين في هذا المجال، لدرجة أن رئيس وزرائها تباهى في مؤتمر عالمي بقدرته على التواصل يوميًا مع المزارعين من خلال تطبيقات الزراعة الرقمية.
وأوضح أن الزراعة الرقمية لا تساهم فقط في تحسين الإنتاجية، بل أيضًا في الحد من التلوث البيئي، حيث تسمح باستخدام مبيدات الآفات بكفاءة أكبر من خلال التركيز فقط على المناطق المصابة بدلاً من رش المحاصيل بأكملها، مما يقلل من الأضرار البيئية.
أهمية الزراعة الذكية في الحفاظ على البيئة
في نهاية حديثه، أكد الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات أن استخدام الزراعة الرقمية الذكية يساعد في الحد من التلوث البيئي، حيث يمكن من خلال التكنولوجيا استهداف النقاط التي تحتاج إلى معالجة فقط، بدلاً من رش المبيدات على نطاق واسع، ما يؤكد أن هذه التقنيات تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي وفي نفس الوقت تعزز الإنتاج الزراعي، لافتًا إلى أنها ليست مجرد تطور تكنولوجي، بل هي خطوة نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة للقطاع الزراعي المصري.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
الزراعة الرقمية ومستقبلها في مصر
موضوعات قد تهمك..
زراعة كفر الشيخ تنظم فريق إرشادي لمكافحة الآفات ..وندوة لمحصول القطن
محصول القطن واشتراطات مكافحة آفات البادرة وفوائد “الخربشة” ومزايا “الصابون البوتاسي”