أعلن مركز بحوث الصحراء عن تنفيذ 75 مدرسة حقلية خلال الموسم الشتوي الحالي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” ضمن أنشطة مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بواحة الخارجة، وبمشاركة أصحاب الهمم.
ومن جانبه صرح الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق الوطني للمشروع، أن تلك الأنشطة يتم تنفيذها بهدف رفع قدرات المزارعين الحقلية، وتبني الممارسات الزراعية المستدامة التي تحافظ علي الموارد الطبيعية بالواحة، مع تقديم خدمة تعليمية لكافة المزارعين بالواحة تعمل علي تبني الممارسات الزراعية السليمة.
دور أصحاب الهمم في المدارس الحقلية
وقال زغلول، إن أصحاب الهمم يشاركون أيضا في أنشطة المدارس الحقلية بواحة الخارجة بهدف دمجهم في كافة مراحل المشروع، وذلك بعمل مدارس حقلية تجمع ذوي الهمم من ضعاف السمع والكلام من كافة القري المشاركة في أنشطة المشروع؛ لتقديم خدمة تعليمية لهم، وتعريفهم بالممارسات الزراعية السليمة، والتي يتم تطبيقها بحقول هؤلاء المزارعين.
عدد المشاركين في المدارس الحقلية من ذوي الهمم
وأوضح زغلول أن ما حدث يعتبر تجربة فريدة من نوعها، حيث تم تنفيذ جميع الأنشطة خلال جلسة المدرسة من خلال المشاركين من الصم والبكم المهتمين بالعمل الزراعي، والذي بلغ عددهم حوالي 17 عضو من ضعاف السمع والكلام، إضافة إلى عدد من زوجاتهم، وذلك لتحسين ممارسات إدارة نخيل البلح بغرض زيادة الدخل وتحسين سبل المعيشة لهم.
ومن جانبه أكد الدكتور عماد عوض المسئول التنفيذي للمشروع، بأن مركز بحوث الصحراء يقوم حالياً بتنفيذ حوالي 75 مدرسة حقلية بقري المشروع من إجمالي 100 مدرسة حقلية سيتم تنفيذها خلال العام الحالي، منها مدارس ذوي الهمم، والتي تتيح تلك المدارس لهم على تبادل الرؤي والأفكار والمعلومات بين المزارعين من ذوي الهمم والأسوياء، مع توفير كافة الدعم الفني والمادي لتلك المدارس من أجل مساعدة أبناء الواحة من ذوي الهمم على القيام بأدوارهم في المجتمع.
ومن جانبه أوضح الدكتور أشرف الصادق مدير المشروع، أن المشروع يعتمد بصفة رئيسية على النهج التشاركي في كل خطوة، بدءً من تحديد الممارسات الفعلية التي يقوم بها المزارعين وصولًا إلى حزمة من التوصيات المحسنة لحفظ التنوع البيولوجي الزراعي والإدارة المستدامة للتربة والمياه بواحة الخارجة، حيث يستهدف المشروع تحسين الممارسات المستدامة للتربة والمياه وحفظ التنوع البيولوجي الزراعي في قرى الشركة والمنيرة وناصر الثورة من خلال تقديم الدعم الفني لعدد 3 آلاف مزارع من الرجال والسيدات.
كما أشاد الدكتور أحمد دياب خبير المدارس الحقلية بمنظمة الأغذية والزراعة ومستشار المشروع، بأهمية تلك المدارس في إتاحة المعلومات الزراعية للمزارعين، حيث يقوم المشروع بتوفير من يشرح ويترجم للمشاركين كافة المعلومات الزراعية بلغة الإشارة؛ ليتمكنوا من فهم كافة المعاملات الزراعية الخاصة بالمحصول.
كما أكد دياب على ضرورة الاستمرار والتوسع في تنفيذ هذه المدارس نظراً لقدرتها على إقناع المزارعين بتنفيذ الممارسات الجيدة، والتي تعمل على تبادل الخبرات بين أعضاء المزارعين المشاركين في المدارس الحقلية.
وأضاف الدكتور عماد سالم المستشار البيئي الزراعي للمشروع، أن الممارسات المحسنة المستخدمة في المواقع التجريبية للمدارس الحقلية اعتمدت على الممارسات الزراعية المستدامة التي يتبعها المزارعون أنفسهم بالإضافة الى اخر ما توصلت اليه نتائج البحوث العلمية في مجال الادارة المستدامة للمياه والتربة. ولقد تم رصد هذه الممارسات من خلال الحصر الذي قام به مركز بحوث الصحراء خلال السنة الاولى من المشروع.
وقام بتيسير الجلسة السيد أحمد عبادي (من صحاح السمع والكلام) وتمت الترجمة من وإلى لغة الإشارة من نحمده رياض منصور زوجة أحد أعضاء المدرسة والتي أوضحت بأن المشاركون من ذوي الهمم كانوا سعداء بإشراكهم في هذه المدارس والتي تتيح لهم فرصة لتعلم الممارسات الزراعية السليمة ليتم تطبيقها بحقولهم بالإضافة الي تقديرهم لمركز بحوث الصحراء ومنظمة الفاو على رعايتهم مثل هذه المدارس والاهتمام بذوي الهمم من أبناء واحة الخارجة وتوفير كافة الدعم لهم متطلعين بدوام تقديم مثل هذه الخدمات في كافة المجالات.
اقرأ أيضا
مديرية الإصلاح الزراعي بدمياط: القضاء على فكرة “الوسطاء” أفضل الإنجازات
لا يفوتك