مرض السكر.. طبيعته وأسبابه وعلاقته بآلية عمل البنكرياس

مرض السكر واتباع برنامج تغذية علمي مسألة حيوية تتطلب اهتمامًا بالغًا، فالأطعمة التي يتناولها المريض تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم، مما يستوجب اتباع نظام غذائي صحي ومغذٍ، ويعتبر مرض السكر من أمراض العصر المنتشرة عالميًا، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بنوعية الغذاء وعادات الأكل الحديثة.

ولتسليط الضوء على أهمية هذا الموضوع، استضاف برنامج «نهار جديد» على شاشة قناة «مصر المستقبل» الدكتور محمد حسن، خبير التغذية وسلامة الغذاء، لتقديم نصائح وإرشادات قيمة لمرضى السكر.

طبيعة مرض السكر وأسبابه

أكد الدكتور محمد حسن، خبير التغذية وسلامة الغذاء، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح ببرنامج «نهار جديد»، أن مرض السكر يعتبر مرض العصر، مشيرًا إلى أنه لم يكن منتشرًا بنفس القدر في الماضي، ومعللًا ذلك بأن الناس قديمًا كانوا يعتمدون على الأكل الطبيعي الذي يأتي من الشجر والخضروات المزروعة.

وأوضح أن انتشار المصنعات الغذائية وإقبال الناس عليها أصبح سببًا رئيسيًا في انتشار المرض عالميًا، خاصة في الدول التي تعتمد على الأغذية السريعة، مدللًا على ذلك بأن عادات الأكل في مصر أصبحت قريبة من العادات الأمريكية في حب الوجبات السريعة، بينما يركز الأوروبيون بشكل أكبر على الأكل الصحي ويتميزون بأنظمة غذائية أكثر تنظيمًا.

وتابع أن قصة الوجبات السريعة (الفست فودز) هي التي أحدثت الكارثة كلها، مضيفًا أن الأغذية مثل الفول والطعمية يمكن اعتبارها وجبات سريعة وغير صحية (جانك فودز)، بمعنى أن الفوائد منها ضعيفة، مبيّنًا أن الفول قد يكون مفيدًا بعض الشيء إذا تم إعداده في المنزل لضمان خلوه من الإضافات الضارة.

آلية عمل البنكرياس وتطور المرض

فسر الدكتور محمد حسن آلية عمل البنكرياس في إفراز هرمون الانسولين من خلال جزر لانجرهانز، ضاربًا مثالًا على أن البنكرياس قد يكون مصممًا لإفراز كمية معينة من الانسولين تكفي لعمر طويل (مثل 70-80 عامًا) إذا كان الغذاء طبيعيًا كما خلقه الله.

وأشار إلى أن تناول كميات كبيرة من السكر في فترة زمنية قصيرة (مثل استهلاك ما يكفي لـ 100 عام في 30 عامًا) يؤدي إلى استهلاك هذه الكمية المحدودة وإرهاق الجهاز، مؤكدًا أن لكل شيء في الدنيا عمرًا افتراضيًا.

وأوضح أن البنكرياس يبدأ بالضعف أولًا، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، لافتًا إلى أن هذا النوع يصيب البالغين ولكنه قد يصيب الأطفال أيضًا، ومبينًا أنه يعني أن الجهاز لا يزال يعمل ولكن بكمية انسولين أقل من الطبيعي.