مرض السكر أحد الأرقام المُزعجة على قوائم خريطة الإصابت المُزمنة، التي لا يمكن التغافل عن ضرورة مواجهتها، والتعامل معها بشكل أكثر جدية، نظرًا لمُضاعفاتها الصحية الخطيرة، التي تُهدد حياة نصف مليار شخص على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يستدعي الإنصات لرأي الخبراء والمُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وليد البوشي، مُقدم برنامج “كونسلتو”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور ضياء الدين عبد العزيز – أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بكلية طب القصر العيني – عن مرض السكر باستفاضة، للتعريف بأفضل الطُرق المُعززة للتعامل معه بشكل صحيح، وسُبل الحد من آثاره الجانبية الضارة، وأبرز أسباب الإصابة التي يمكن تلافيها.
تعريف مرض السكر
في البداية عرف الدكتور ضياء الدين عبد العزيز مرض السكر على أنه أحد الأعراض الظاهرة، الناتجة عن النقص الفعلي في مُعدلات وجود هرمون الإنسولين، موضحًا الفارق بين النقص الحاد المُصاحب للدرجة الأولى للإصابة، والدرجات الأخرى التي يكون فيها المرض، نتيجة مُباشرة لمقاومة الجسم لعمل هذا الهرمون، سواء كانت بالزيادة أو النقصان.
وربط أستاذ أمراض الباطنة بكلية طب القصر العيني، بين تعريف مرض السكر، ومضاعفاته المباشرة والخطيرة، موضحًا أن هذه المُضاعفات تدخل ضمن التوصيف العلمي الدقيق، الموجود بالمراجع الطبية والمهنية، بالشكل الذي لا يمكن فصله.
مضاعفات مرض السكر
وقدم “عبد العزيز” وصفًا دقيقًا لمضاعافات مرض السكر، والتي تبدأ بالتأثير على الأوعية الدموية الدقيقة، ما يترتب عليه اعتلال شبكية العين والكلى، والتهاب الأعصاب الطرفية على المدى البعيد، علاوة على آثاره الحادة على الأوعية الدموية الكبيرة، والتي تؤثر بالسلب على الشرايين التاجية للقلب، والأوعية الدموية للمخ، أو الأطراف السفلية في الساقين.
نسب ومعدلات الإصابة العالمية
كشف عن ارتفاع مُعدلات الإصابة خلال الأربعة عقود الأخيرة، والتي قفزت من 4.7% من إجمالي سكان العالم عام 1980، لتصل إلى 8.7% عام 2019، ما يضعه ضمن قائمة الأمراض المُزمنة الخطيرة، التي تُهدد حياة الإنسان، ما يتوجب معه، ضرورة التعرف على سُبل الحد من آثاره الجانبية ومُضاعفاته الخطيرة، عن طريق رفع وزيادة وعي المرضى.
وأوضح أن التنامي المُطرد في أعداد المُصابين، والذي تخطى 534 مليون مريض على مستوى العالم، وفقًا لآخر الإحصاءات المُعلنة عام 2022، يفرض التعامل بشكل أكثر احترافية مع مرض السكر، للحيلولة دون استمرار هذه القفزات، وبخاصة في الأعمار السنية الحرجة.
موضوعات قد تهمك:
أمراض الجهاز الهضمي.. أشهر 7 تشخيصات شائعة وطُرق العلاج المُثلى
مرض السكر.. ترتيب مصر في قائمة الدول المُصابة
ولفت إلى المؤشرات الخطيرة التي كشفها أخر نشرة للاتحاد الدولي لمرض السكر، والتي أعلنت في شهر فبراير الماضي، وضعت مصر في صدارة الدول العربية والإفريقية للإصابة، بـ10 مليون مريض في المرحلة العمرية ما بين العشرين إلى السبعين عامًا، موضحًا أنه رقم مُفزع بالنسبة للمختصين والمعنيين بهذا الملف.
الأنظمة والعادات الغذائية وعلاقتها بمرض السكر
وربط “عبد العزيز” بين التنامي في مُعدلات الإصابة داخل مصر، وتغير العادات الغذائية، التي مالت تجاه تقليد واتباع الأنظمة الغربية، والوجبات السريعة الجاهزة، ذات السعرات الحرارية المُرتفعة والدهون المُشبعة، والتي تؤدي إلى أمراض السمنة، ويترتب عليها بالتبعية الدخول ضمن دائرة الدرجة الثانية من مرض السكر، والتي تُعزز درجة مُقاومة الجسم لهرمون الإنسولين، مؤكدًا أن هذا النوع يُمثل 90% من أشكال الإصابة على مستوى العالم.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
أسباب الإصابة
حصر أستاذ أمراض الباطنة بكلية طب القصر العيني، أسباب الإصابة بـ”مرض السكر” في عدد من النقاط كالتالي:
1. الأنظمة الغذائية غير الصحية الوجبات السريعة ذات الدهون المشبعة والسعرات الحرارية العالية
2. الاستهلاك المفرط لمشروبات المياه الغازية التي تحوي نسب أعلى من احتياجات الجسم للسكريات
3. تنامي الوظائف والأعمال المكتبية التي تؤدى دون أي مجهود عضلي يُساعد على حرق الدهون
4. غياب الوعي بأهمية ممارسة الرياضة كعامل أساسي لمقاومة أمراض السمنة والسكر وضغط الدم
5. زيادة الضغوط النفسية التي تُعزز فرص الإصابة بـ”السكر”
أسباب إصابة الأطفال
ودلل الدكتور ضياء الدين عبد العزيز على خطورة العادات الغذائية غير الصحية، التي تعتمد على الوجبات السريعة، ذات الدهون المُشبعة ومعدلات السكر غير المُنضبطة، مؤكدًا أنها باتت سببًا رئيسيًا في ظهور وانتشار مرض السكر “الدرجة الثانية” بين الأطفال، بالشريحة العمرية ما بين 12 إلى 14 عامًا.
إقرأ أيضًا:
أمراض الظهر والعمود الفقري.. أشهر 4 تشخيصات شائعة وطرق علاجها