التغذية الصحية السليمة واحدة من المحاور والركائز الاساسية في علاج مرضى السكري، والتي يتوجب اتباعها والوعي لمدى أهميّتها للتعايش مع هذا المرض، والحيلولة دون مضاعفاته السلبية على حياة المريض.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مقدمة برنامج «نهار جديد»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور سيد فرحات – أستاذ التغذية بقسم التغذية الخاصة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – عن قواعد وضوابط التغذية الصحية لمرض السكري.
قائمة المحاذير والممنوعات
الدهون المشبعة والزيوت المتحولة
في البداية تحدث الدكتور سيد فرحات عن أبرز المحاذير التي يتوجب على مرضى السكري مراعاتها، وفي مقدمتها الابتعاد بشكل كامل ونهائي، عن الدهون المشبعة والدهون المتحولة، والتي تمثل مصدر خطورة كبيرة على هؤلاء المرضى.
وأوضح أن تعريض الدهون المتحولة والمهدرجة إلى الحرارة أو التسخين، يؤدي لتغيير صورتها إلى زيوت متحولة في وضع “ترانس”، لافتًا إلى أن الأمر عينه ينطبق على طريقة تصنيع السمن الصناعي، والتي يوجد بها قدر كبير من الدهون المهدرجة والزيوت المتحولة.
المشروبات الغازية
وواصل تقديمه وشرحه لقائمة الممنوعات والمحظورات التي يتوجب على مرضى السكري الابتعاد عنها بشكل نهائي، ومنها كافة الأغذية التي تحتوي على نسبة مرتفعة من السكر، بالإضافة للمشروبات الغازية نظرًا لاحتوائها على سكريات وسعرات حرارية عالية.
منتجات الألبان والفاكهة المجففة
ونصح “فرحات” مرضى السكري بالابتعاد بشكل كامل عن النقانق واللحوم الغنية بالدهون، وكذلك الألبان ومنتجاتها الغنية بالدسم، لافتًا إلى خطورة تناول الفاكهة المجففة، والتي ترتفع فيها تركيزات السكر بشكل كبير.
وفسر هذه المعلومة مؤكدًا أن الفاكهة الطازجة تحتوي على نسبة من المياه، على عكس نظيرتها المجففة التي يتم تبخير المياه منها، ما يترتب على زيادة تركيز نسبة السكر فيها بشكل كبير، وهي المسألة التي يحظر على مرضى السكري التعامل معها.
قواعد تناول الفاكهة الطازجة
وأكد “فرحات” أن الإفراط في أي شيء له تداعيات وتأثيرات سلبية، حتى لو كان هذا الشيء مباحًا، ضاربًا المثل بتناول الفاكهة الطازجة، موضحًا أن الأسلم لمرضى السكري هو الالتزام بتناول ثمرة واحدة فقط على مدار اليوم، بما يعزز فرص الحفاظ على انخفاض مستوى السكر في الدم.
العصائر المحلاة
وحذر أستاذ التغذية بقسم التغذية الخاصة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، من خطورة تناول العصائر المحلاة بالسكر، والأمر عينه بالنسبة للعصائر المحلاة بالمحليات الصناعية، موضحًا أن الإفراط فيها، يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية.
قواعد ومحاذير
وأكد على المبادئ الأساسية الحاكمة لبرامج التغذية المتبعة مع مرضى السكري، والتي يتحتم فيها ومن خلالها التحكم في نسبة السكر الموجود بالدم، ليكون في معدلاته الطبيعية.
وشدد على الشق الثاني الأساسي في برامج التغذية المتبعة مع مرضى السكري، والتي تاخذ في الاعتبار، ضرورة العمل بشكل منضبط على خفض وإنقاص وزن المريض، والامتناع عن تناول أي أطعمة من شأنها مضاعفة الوزن.
قواعد واشتراطات التغذية الصحية
وأشار إلى تداعيات عدم الالتزام بتلك التوصية، مؤكدًا أن تناول الأطعمة التي تضاعف وزن المريض، تؤدي لزيادة مستوى الدهون الموجودة في الدم، وبالتبعية يحول دون وصول السكر للخلايا.
وأوصى «فرحات» مرضى السكري بضرورة ممارسة الرياضة، مع الالتزام بتناول الأطعمة المتوازنة، التي تلبي احتياجات الجسم الطبيعية من الكربوهيدرات والبروتين والعناصر المعدنية، والتي يلعب كلٍ منها دورًا هامًا ومحوريًا، في التخفيف من عبء ارتفاع مستوى السكر بالدم.
وأكد أن تخطيط وجبة مرضى السكري، يحتم ضرورة اتباع نمط غذائي صارم ومتوازن، يراعى فيه مضاعفة نسبة الأغذية التي تحتوي على الألياف، مع الابتعاد بشكل تام عن الأغذية التي تحتوي على السكر الأحادي والثنائي.
وأشار «فرحات» إلى قاعدتين ذهبيتين، في تخطيط برنامج تغذيى مرضى السكري، الأولى تدعو لعدم الإسراف في تناول الطعام، والثانية تؤخذ في الاعتبار ضرورة تقسيم المعدة لثلاثة أقسام، الأول للطعام والثاني للشراب والثالث للنفس، بما يخفض من مستويات السكر المستخلصة منها، ويحفظ التوازن الصحي المطلوب للمريض.
ودعا أستاذ التغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية إلى الالتزام، بتوزيع الوجبات على مدار اليوم، بمعدل ٤ إلى ٥ وجبات صغيرة، على أن تكون متوازنة ومتوافقة مع القواعد السابقة.
نسبة الكربوهيدرات
وقدم «فرحات» المعادلة الغذائية التي يتوجب الاستناد إليها، موضحًا أن الوزن المثالي لشخص يبلغ طوله ١٧٠سم، يتراوح بين ٦٠ إلى ٦٥ كجم.
وأوضح أن تقدير احتياجات هذا الشخص من الكربوهيدرات يتراوح بين ١٧٥ إلى ٢٥٠ جم يوميًا، وهي الكمية التي تلبي حوالي ٥٥٪ إلى ٦٥٪، من الطاقة التي يحتاجها الجسم، مع استكمال باقي النسبة من الكربوهيدرات البسيطة كسكر المائدة والسكروز الموجود في اللبن.
وأكد أنه يتوجب اتباع هذه المعادلة وتلبية احتياجات الجسم من الكربوهيدرات وبخاصة لدى المصابين بـ«مرض السكري» من النوع الثاني، محذرًا من تداعيات إهمالها والتي تؤدي للعديد من المشاكل.
وأوصى «فرحات» أن تكون الكربوهيدرات المستخدمة في النظام الغذائي الموضوع لمرضى السكري، من النوع المعقد بطيء الهضم، والموجودة في الخضروات والفواكة، التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف، كالكرنب والخس والجزر والكيوي والخوخ.
وعدد مزايا الالتزام بتناول الخضروات والفواكة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف، موضحًا أنها بطيئة الهضم، وتعطي شعور بالشبع والامتلاء، علاوة على تقليل نسبة الدهون والكوليسترول، والحفاظ على وزن المريض، وتعزيز كفاءة الجهاز الهضمي، وتنشيط البكتيريا النافعة، وتقليص فرص الإصابة بالسرطان.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
التغذية الصحية لمرضى السكري.. قواعد ومحاذير
موضوعات ذات صلة..
الدكتورة رحاب عبد السلام تكتب عن تغذية مرضى السكر
نبات المورينجا.. بديل آمن وطبيعي لعلاج مرضى السكري
التهاب العصب السابع.. الأعراض ودور العلاج الطبيعي والدوائي في التعافي
الوجبة المتوازنة.. طريقك لحياة خالية من الأمراض