المبيدات الزراعية واحدة من العناصر الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، شريطة الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بشأن آليات وقواعد وطرق استخدامها، والمقننات المثلى لتحقيق المستهدف منها، وهي المحاور التي تطرق إليها الدكتور طارق عبد العليم – باحث أول بالمعمل المركزي للمبيدات – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الخلط بين مصطلحي “الدواء” و”المبيد” وتداعياته على النشاط الزراعي
في البدايه نوه الدكتور طارق عبد العليم، الباحث بالمعمل المركزي للمبيدات، إلى الخلط الموجود لدى المزارعين المصريين بين مصطلح «الدواء» و«المبيد الزراعي»، كأحد الموروثات الثقافية، التي جرى تناقلها منذ ستينيات القرن الماضي، بسبب الدعاية الإعلامية التي روجت للمبيدات باعتبارها علاجًا للحشرات والآفات.
وأوضح أن هذا المفهوم أدى إلى تعامل المزارعين مع المبيد الكيمائي بصورة حميمية، ودون أخذ الاحتياطات العلمية باعتباره جزءًا لا يتجزأ من حياته وروتين عمله اليومي.
ولفت إلى الأمر الأكثر إثارة للقلق وهو استخدام العبوات الفارغة للمبيدات لأغراض منزلية مثل تخزين الشاي أو السكر، مما يعكس عدم الوعي الكافي بخطورة هذه الممارسات على الصحة العامة.
وأشار أيضًا إلى غياب الوعي الكامل لدى المزارعين حول أهمية اتباع معايير السلامة عند التعامل مع المبيدات، حيث لا يستخدم العديد منهم القفازات أو الملابس الواقية أثناء عملية الرش، مشددًا على ضرورة وجود تدخل تشريعي صارم، يمنع استخدام المبيدات إلا من قبل الأفراد الحاصلين على تراخيص معتمدة من الدولة.
ضرورة تقنين استخدام المبيدات
اقترح الدكتور طارق عبد العليم عدم تنفيذ إجراءات المكافحة الكيميائية بواسطة المزارعين، مشددًا على ضرورة الاعنماد بشكل أكبر على المطبقين المعتمدين من قبل الدولة، لضمان التعامل الآمن مع المبيدات، مما يقلل من التكاليف ويزيد من فعالية إجراءات مكافحة الآفات، ما يعزز فرص حماية المحاصيل والمزارعين من المخاطر المحتملة.
مراحل ترخيص وتسجيل المبيدات في مصر
انتقل «عبد العليم» للحديث عن المراحل المختلفة التي تمر بها عملية تسجيل المبيدات في مصر، مشيرًا إلى أن العملية تبدأ بمرحلة “ما قبل التسجيل”، حيث تقدم الشركة المحلية ملفًا للجنة المبيدات يحتوي على معلومات تفصيلية حول المادة الفعالة، على أن تقوم اللجنة بتحليل المادة والتأكد من تسجيلها في إحدى المرجعيات العالمية الخمس الكبرى (الـ EPA، الاتحاد الأوروبي، كندا، أستراليا، واليابان) لضمان سلامتها وفعاليتها.
مرحلة التجارب والخضوع للاختبار
وتابع أن المرحلة التالية تستلزم خضوع المركب الكيميائي للتجربة والاختبار لمدة عامين، حيث يتم اختبار المبيد تحت الظروف المصرية من خلال المعمل المركزي للمبيدات.
وأشار إلى محاور ومراحل الاختبار والتي تشمل تحليل المادة الفعالة، ودراسة فترات الأمان، والمستويات المسموح بها من الشوائب، فإذا اجتاز المبيد هذه المرحلة بنجاح، يتم عرضه على لجنة من الخبراء والعلماء للحصول على شهادة التسجيل.
مرحلة تداول المبيدات في السوق المصري
واستطرد «عبد العليم» شرحه لباقي الخطوات، والتي تبدأ بعد التسجيل، إذ يتم التداول في السوق تحت إشراف لجنة المبيدات، حيث يتم استيراده من الخارج، وإجراء عمليات مطابقة للمواصفات المصرية في المعمل المركزي للمبيدات، فإذا كانت المطابقة ناجحة، يُسمح بدخوله وتداوله بالسوق، وإذا لم تكن كذلك، يتم إعادته إلى بلد المنشأ.
وأشار إلى أن الرقابة لا تتوقف عند هذه المرحلة، حيث يقوم المعمل المركزي وشرطة المسطحات المائية بتنفيذ حملات تفتيشية دورية على المحلات لضمان عدم وجود أي مبيدات غير مطابقة للمواصفات أو غير مسجلة، مؤكدًا أن الشركات المستوردة ملزمة طبقًا للقانون ببيع الكميات الموجودة في مخازنها قبل استيراد كميات جديدة.
تأثير القرار الوزاري رقم 974 لعام 2017
أخيرًا، أشار الدكتور طارق عبدالعليم إلى القرار الوزاري رقم 974 الصادر في عام 2017، الذي يتضمن مواد واضحة حول كيفية التعامل مع مثل هذه المركبات الكيميائية التي تفقد فعاليتها أو تظهر مقاومة من قبل الآفات المستهدفة، موضحًا أن القرار يهدف إلى حماية السوق المصري وضمان أن المبيدات المستخدمة تظل فعالة وآمنة تحت الظروف المحلية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
قواعد تسجيل المبيدات وعلاقتها بالصادرات الزراعية
موضوعات قد تهمك..
مكافحة حشائش القمح والتوقيت الأمثل لتنفيذ معاملات الرش ودور مطبقي المبيدات
مطبقي المبيدات وأبرز الاشتراطات التي يتوجب مراعاتها أثناء المكافحة