فول الصويا بات واحدًا من المحاصيل، التي يسعي قطاع عريض من المُزارعين، للتعرف على كافة التفاصيل الخاصة به وبمعاملاته، نظرًا لحجم الاهتمام الذي أولته الدولة، باعتباره من الركائز الأساسية للعديد من الصناعات الاستراتيجية الهامة، سواء على صعيد إنتاج الزيوت أو العلف، علاوة على دوره الفاعل في الصناعات الغذائية، وفوائده الصحية الغنية عن التعريف، وهو الأمر الذي يستدعي مزيدًا من إلقاء الضوء، عبر الاستماع لأراء ونصائح الأساتذة المُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، أجاب الدكتور صمويل برتي راغب – رئيس بحوث، بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمعهد البحوث الزراعية، قسم الفول – عن استفسارات أهالينا من المُزارعين والتي دارت حول متوسط إنتاجية محصول فول الصويا، وحجم العوائد الاقتصادية المُتوقعة، علاوة على مدى ملائمتها لطموحاتهم.
محصول فول الصويا.. متوسط الإنتاجية المُتوقعة
في البداية تناول الدكتور صمويل برتي راغب، الملف الخاص بمتوسط الإنتاجية المتوقعة من محصول الصويا، موضحًا أنها تتراوح ما بين 1.2 إلى 1.3 طن/للفدان، في الأراضي الضعيفة التي لا تمتلك المقومات اللازمة للنجاح، حال تنفيذ كافة المُعاملات المُوصى بها بشكل سليم.
وأشار رئيس بحوث المحاصيل الحقلية إلى أن إنتاجية الفدان ترتفع، لتصل إلى حدودها القصوى، والتي تتراوح عادة ما بين 1.5 إلى 2 طن/للفدان، مُستشهدًا بما يحدث في مُحافظة المنيا، التي تُعد أكبر مساحة مُنزرعة بـ”محصول فول الصويا” على مستوى الجمهورية، ما يُدر عائدًا مقبولًا لمُزارعيها بنهاية الموسم.
متوسط ربحية محصول فول الصويا
ألقى “راغب” الضوء على متوسط الربحية المُتوقعة، بعد حصاد المحصول بنهاية الموسم، استنادًا إلى الأرقام الُمعلنة ومتوسط الشراء في السوق المحلي، موضحًا أن الأسعار شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، ولا سيما بعد حزمة الحوافز التشجيعية والقرارات الرشيدة التي نفذتها وزارة الزراعة، والتي قفزت بسعر الطن من 7 آلاف إلى مابين 12 إلى 14 ألفًا، بعد إقرار وتطبيق استراتيجية “الزراعة التعاقدية”.
وأكد أن هذه الأرقام تصل بمتوسط الربحية المُتوقعة لـ”محصول فول الصويا” إلى حدود الـ25 ألفًا، نظرًا لانخفاض سقف وقيمة مُدخلاته الزراعية على مدار الموسم، منذ بداية الزراعة وحتى الحصاد.
موضوعات ذات صلة:
محصول فول الصويا .. 4 توصيات فنية يجب مراعاتها خلال شهر يونيو – قناة مصر الزراعية
فول الصويا.. تأثير الهالوك ونوع التربة ومعاملات الملوحة المسموحة
متوسط تكاليف زراعة محصول فول الصويا.. وإجمالي مُعاملات التسميد والمكافحة
أكد الدكتور صمويل برتي راغب، على انخفاض سقف وقيمة مُدخلات زراعة الصويا، مُقارنة بباقي المحاصيل التقليدية المُتعارف عليها، لافتًا إلى أن إجمالي مُعاملاته التسميدية، لا تتعدى الـ3 شكائر من سوبر الفوسفات، فيما لا تتجاوز احتياجاته من الآزوت حدود الـ15 وحدة.
وفسر انخفاض احتياجات محصول الفول الصويا من التسميد الآزوتي، بالبدائل الحيوية التي يتم الاعتماد عليها وفي مُقدمتها “البكتيريا العُقدية”، التي تقوم بتوفير عناصر النيتروجين اللازمة للنبات من الجو، ما يخفض يقلل من قيمة المُدخلات الخاصة بالمُعاملات التسميدية.
إقرأ أيضًا:
محصول فول الصويا.. مُعاملات ما قبل الزراعة “من الألف إلى الياء”
تكاليف المُكافحة.. عامل إضافي لزيادة أرباح محصول فول الصويا
انتقل “راغب” إلى حجم النفقات الخاصة بمُعاملات مُكافحة الأمراض والآفات والإصابات الحشرية، مؤكدًا أنها أحد ركائز ارتفاع أرباح الفول الصويا، بسبب عدم تأثره بالأمراض أو الإصابات الحشرية الخطيرة، ومنها “دودة ورق القطن”، علاوة على مُقاومته للحشائش الضارة وأشهرها “الهالوك”، ما يضعه في مُقدمة الحاصلات التي تُدر عوائد اقتصادية بامتياز.
وأوضح أم مُعادلة التكاليف مُقابل الأرباح، تُنصف محصول الصويا بشكل كبير، نظرًا لانخفاض قيمة المصروفات، مُقارنة بارتفاع قيمة العائد الاقتصادي المُتوقع، استنادًا إلى القفزة الكبيرة التي حققها على صعيد متوسط أسعار البيع، والتي وصلت في هذا الوقت من الموسم إلى 15 ألفًا للطن.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: