تعد زراعة محصول الموز من الزراعات الاقتصادية الهامة للغاية في مصر، والتي تتطلب معاملات خاصة ليست بالمرهقة، إذا توفرت المعرفة اللازمة والمرجعية العلمية الموثوقة، مثل مركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث البساتين.
وفي إطار السعي نحو تعظيم الإنتاجية وتقليل التكاليف، يسلط الخبراء الضوء على أهمية كل مرحلة من مراحل نمو المحصول، بدءًا من الزراعة محصول الموز وصولًا إلى الحصاد، إذ تعتبر مرحلتا النمو الخضري والتزهير مرحلتين مفصليتين في حياة النبات، حيث يؤثر أي خلل في تنفيذ وتطبيق معاملاتهما بشكل مباشر على حجم المحصول وجودته النهائية، وهو الملف الذي تناوله الدكتور عبد الحميد الشاهد، أخصائي الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسف، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل».
مقاومة الأمراض الفطرية في محصول الموز
البرنامج الوقائي من الألف إلى الياء
أشار الدكتور عبد الحميد الشاهد إلى انتشار الأمراض الفطرية في مزارع محصول الموز، خاصة في الصعيد، معللًا ذلك بعدم اتباع برنامج وقائي من البداية، مشددًا على أن الموز لا يجوز أن يتدهور أو يصاب ثم يتم علاجه، لأن الفترة من الإصابة حتى التعافي ستستغرق وقتًا يكون خلاله الشمراخ الزهري قد تكون في الكورمة مصابًا أو غير صحيح، مما يؤدي قطعًا إلى عدم الحصول على أوزان عالية.
ونصح بوضع جرعات وقائية من الأول في زراعة محصول الموز، لافتًا إلى أن استخدام مواد حيوية وعضوية رخيصة وفعالة أو متوسطة وفعالة ومسجلة هو السبيل للاستمرار في البرنامج الوقائي، بخلاف المبيدات الكيميائية الغالية.
وشدد على خطورة الخطأ الشائع لدى البعض بأن أرضهم نظيفة وخالية من الأمراض، مؤكدًا أن الإصابات المرضية يمكن أن تأتي عن طريق السماد أو العمال أو حتى عجلات السيارات، موصيًا بالاهتمام بعمليات التعقيم والدخول بحذر إلى مناطق الزراعة.
التحميل على محصول الموز.. “المشكلات والاحتياطات”
تطرق الدكتور عبد الحميد الشاهد إلى ممارسة تحميل محصول آخر على الموز (الإنتر كروبينج)، معترفًا بوجود المصطلح ودراسات حوله، وموضحًا أنه لا يمكن منع المزارع منه بشكل قاطع. ولكنه عدد المشكلات التي قد تحدث والتي يجب محاولة تلافيها. وحذر من فيروس الموزيك أو التبرقش الذي يصيب الموز (وإن كان قليل الانتشار في مصر)، والذي يمكن أن يتطفل على القرعيات (الكوسة، البطيخ، وغيرها) في أحد مراحل دورة حياته، لذلك يستحب الابتعاد عن زراعة القرعيات مع محصول الموز حتى لا تكون عائلًا للفيروس.
وأشار إلى مشكلة أخرى وهي خدمة المحصول المحمل، حيث أن كثرة الحركة (العمال رايحين جايين) في الخطوط المبللة بالماء قد تسبب كبسًا للتربة وضغطًا عليها (كومباكشن)، مما يدمر النفاذية والتهوية ويرد المياه ويسبب مشكلات أعفان تؤثر على الجذور.
وأوضح أنه إذا كان المزارع سيتحرك كثيرًا ويسبب كبسًا في المهاد المجهز للموز، فلا ينصح بالتحميل، أما إذا كان لن يؤثر على الموز ولن يسبب مشاكل أمراض، فلا بأس بذلك، حيث يمكن الاستفادة من الفترة الأولى التي لا يكون فيها الموز مغطيًا للتربة لتعويض جزء من التكلفة، مشيرًا إلى أن المحاصيل الشائعة في التحميل مع الموز تشمل البصل، البطيخ، والفاصوليا.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..