يُعد محصول المانجو، الذي يُطلق عليه “ملكة الفاكهة” ويحظى بشعبية واسعة بين الملايين في كل مكان، واحدًا من أهم المحاصيل الاستوائية في مصر، التي تُعرف بتميز أصنافها المحلية عالميًا، حيث تستحوذ على مكانة قوية في المشهد التصديري، ما يستلزم دراية ووعيًا وإرشادًا زراعيًا متخصصًا لضمان أعلى إنتاجية وجودة، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر بشكل كبير على مراحل نموه الحرجة، وهو الملف الذي تناولته الدكتورة ولاء سمير يسري، الباحث أول بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مواعيد الزراعة وحماية الشتلات
كشفت الدكتورة ولاء سمير يسري أن مواعيد زراعة المانجو في شهر مارس وأبريل، حيث تكون درجة الحرارة معتدلة ومناسبة لنمو الشتلة، محذرة من زراعتها في أوقات الحرارة الشديدة (مثل مايو)، لأن الشتلة تحتاج وقتًا للتأقلم على المكان والتربة الجديدة.
وأشارت إلى أن زراعة الشتلة تتطلب حفر جورة بعمق لا يقل عن 150 سم (وبقياس 50x50x50 سم على الأقل)، ووضع سماد بلدي وكومبوست ومبيدات لأعفان الجذور فيها، مع الحرث وتطهير التربة مسبقًا.
وأضافت أنه بعد وضع الشتلة في الجورة وتغطيتها بلطف، يجب الاهتمام بريها يوميًا بشكل كافٍ حتى تتأقلم مع المكان، لافتةً إلى ضرورة تغطية الشتلات الصغيرة بجريد النخل لحمايتها من درجات الحرارة المنخفضة والهواء خلال فترة الشتاء.
وأشارت إلى الاتجاه المتزايد لزراعة المانجو تحت الشباك (النت)، الذي يوفر حماية كبيرة من انخفاض الحرارة في الشتاء وارتفاعها في الصيف، على الرغم من تكلفته، مؤكدة أن الأبحاث جارية لتقييم فعاليته الكاملة.
أهمية المسافات الصحيحة للزراعة والتقليم الأساسي
شددت الدكتورة ولاء سمير يسري على أهمية الالتزام بمسافات الزراعة الصحيحة منذ البداية، موضحة أن فكرة الزراعة المكثفة (1.5 × 2 متر أو 2 × 3 متر) قد فشلت، لأن المانجو تحتاج لمسافة كافية بين الأشجار لانتشار المجموع الجذري وامتصاص المغذيات بشكل جيد، ما يؤثر على النمو الخضري وإنتاج الثمار، مؤكدة أن أفضل مسافات الزراعة هي 3 × 5 أمتار، ما يسمح بزراعة 280 شتلة في الفدان.
وأضافت أن التقليم الرئيسي يجب أن يتم بعد جمع المحصول لتجديد نموات الشجرة والسماح بدخول أشعة الشمس إلى قلب الشجرة، مشيرة إلى أن الزراعة على مسافات ضيقة جدًا تمنع التقليم وتسبب تشابك الجذور ومشاكل أخرى.
ودعت المزارعين إلى زيارة معهد بحوث البساتين للاستفادة من الاستشارات والدورات والأيام الحقلية المجانية المتاحة لديهم، للحصول على المعلومات الصحيحة حول الأصناف المناسبة وطرق الزراعة والتعامل مع الظروف المناخية المختلفة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة وحزمة التوصيات الكاملة..