يُعد محصول المانجو، الذي يُطلق عليه “ملكة الفاكهة” ويحظى بشعبية واسعة بين الملايين في كل مكان، واحدًا من أهم المحاصيل الاستوائية في مصر، التي تُعرف بتميز أصنافها المحلية عالميًا، حيث تستحوذ على مكانة قوية في المشهد التصديري، ما يستلزم دراية ووعيًا وإرشادًا زراعيًا متخصصًا لضمان أعلى إنتاجية وجودة، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر بشكل كبير على مراحل نموه الحرجة.
مكانة المانجو وأهميتها الاقتصادية في مصر
أكدت الدكتورة ولاء سمير يسري، الباحث أول بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، أن المانجو ستبقى دائمًا “ملكة الفاكهة” حتى مع ظهور فواكه جديدة، كونها معشوقة الملايين في كل مكان، موضحة أن مساحة زراعة المانجو في مصر بلغت 328 ألف فدان وفقًا لآخر الإحصائيات.
وأشارت إلى أن متوسط إنتاجية الفدان الواحد يبلغ 4.6 طن، ما يجعل الإنتاج السنوي يتجاوز مليونًا و43 ألف طن، ومضيفة أن مصر بدأت تزايد نسب التصدير بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت من 33 ألف طن في عام 2015 إلى 150 ألف طن في العام الماضي، مدللة على أن هذه الزيادة تُعد مؤشرًا مبشرًا للغاية.
تقلبات الربيع وتأثيرها على الإنتاجية
تطرقت الدكتورة ولاء سمير يسري إلى فترة الربيع، التي تُعد أكثر حساسية وحرجًا، حيث يحدث فيها انتقال مفاجئ من البرد الشديد إلى الحرارة، ما يسبب صدمة للنبات، موضحة أن التذبذبات الحرارية الكبيرة بين الليل والنهار، والتي لوحظت بشدة في شهر أبريل الماضي، تؤثر على التزهير وبداية العقد وتسبب تساقطًا كبيرًا في التزهير والعقد.
ودللت على تداعيات هذه الفترة والتي تؤثر سلبًا على معدلات الإنتاجية، موضحةً أنها أدت لانخفاض الإنتاج بنسبة 40% في عام 2021، مشددةً على ضرورة القيام بكافة المعاملات الفنية لتجنب هذه الآثار السلبية قدر الإمكان، على الرغم من صعوبة التحكم الكامل في المناخ، مؤكدة أن بعض المعاملات يمكن أن تقلل الضرر، وأن النبات بحاجة إلى حالة غذائية قوية لمواجهة الإجهاد والتذبذبات الحرارية، فالشجرة القوية تكون أكثر قدرة على المواجهة من الشجرة الضعيفة.
أهمية انتظام الري
أشارت الدكتورة ولاء سمير يسري إلى أن من أخطر العوامل التي تسبب تساقط العقد في هذه الفترة هي عدم انتظام الري، مؤكدة أن موضوع الري في منتهى الأهمية والخطورة، مشددة على ضرورة انتظام الري وعدم نقص رطوبة التربة، معللة بأنه في حال حدوث جفاف في التربة مع الحرارة العالية، سيحدث تساقط مؤكد، وأن الحل لا يكمن في التغريق ولا التعطيش، بل في الحفاظ على معدلات ثابتة يومية بانتظام. ونوهت إلى أن توقيت الري يجب أن يكون في الصباح الباكر أو بعد الظهيرة، أي بعد أن تختفي الشمس الشديدة، لأن الري في عز الحرارة قد يسبب ضررًا للنبات.
معاملات حماية الثمار من لفحة الشمس
لفتت الدكتورة ولاء سمير يسري إلى إمكانية رش هيدروكسيد الكالسيوم (الجير المطفي) على الأشجار والثمار لتقليل ضرر لفحة الشمس المباشرة، موضحة أن ذلك يعمل على تكوين طبقة عازلة على الأوراق، مضيفة أنه يمكن أيضًا تغطية الثمار بالأوراق لحمايتها من ساعات الشمس الشديدة، لتقليل الضرر عليها.