يُعد محصول المانجو، الذي يُطلق عليه “ملكة الفاكهة” ويحظى بشعبية واسعة بين الملايين في كل مكان، واحدًا من أهم المحاصيل الاستوائية في مصر، التي تُعرف بتميز أصنافها المحلية عالميًا، حيث تستحوذ على مكانة قوية في المشهد التصديري، ما يستلزم دراية ووعيًا وإرشادًا زراعيًا متخصصًا لضمان أعلى إنتاجية وجودة، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر بشكل كبير على مراحل نموه الحرجة، وهو الملف الذي تناولته الدكتورة ولاء سمير يسري، الباحث أول بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التوقيت الصحيح للقطف
أوضحت الدكتورة ولاء سمير يسري أن المانجو لا تنضج على الشجرة، بل تُجمع عند اكتمال نموها الفسيولوجي ثم تنضج خارج الشجرة، مشددة على أن اختيار الميعاد المناسب لقطف الثمار يُعد نقطة في غاية الأهمية، محذرة من القطف المبكر الذي يسيء لسمعة المانجو المصرية في التصدير وينتج عنه ثمار مكرمشة وبحالة سيئة.
وأكدت على ضرورة أن ينتظر المزارع حتى مرحلة امتلاء أكتاف الثمرة، بما يعزز قدرتها على أن تكون قابلة للدوران والقطف بسهولة، مشيرةً إلى إمكانية إجراء اختبار بسيط بأخذ ثمرتين وتغطيتهما بورق جانبي لمعرفة إذا ما كانتا قد وصلتا للنضج ودرجة التلوين بشكل طبيعي.
ونبهت إلى ضرورة قطف الثمار بجزء من العنق باستخدام مقصات مطهرة لتجنب نزول مادة اللاتكس البيضاء التي تقلل من القيمة التسويقية وتشوه الثمرة، موضحة أن الأصناف تختلف في مواعيد نضجها بين مبكرة (مثل الهندي، الكنت، الصديق، الجلك)، ومتوسطة (مثل العويس، الزبدة)، ومتأخرة (مثل الكيت، المسك، رقبة الوزة) التي يمكن حصادها في سبتمبر، ومحذرة من أن القطف المبكر لأصناف متأخرة لن يعطي النتيجة المرجوة حتى مع المعاملات الخاصة بالثلاجات.
ممارسات خاطئة في التلوين والحصاد
شددت الدكتورة ولاء سمير يسري على أن الخطأ الأكبر يكمن في جمع محصول المانجو قبل موعد نضجها، مؤكدة على عدم تفضيل رش أي مواد مثل الكبريت لتسريع تلوين الثمار، معللة ذلك بأنها تسبب زيادة نسبة بقايا المبيدات، والتي تؤدي إلى رفض الشحنات التصديرية.
وأكدت أن الأهم من ذلك يتعلق بالضمير الإنساني، فالمزارعون للأسف يقومون برش ثمار المانجو المتساقطة في شهري مايو ويونيو بمواد غير سليمة لتلوينها، ما ينتج عنه ثمار تبدو ملونة من الخارج لكنها عديمة الطعم والرائحة.
وأكدت أن حصاد محصول المانجو يتم على مرحلة واحدة للصنف الواحد بمجرد اكتمال نموه، ويُفضل استخدام المقصات المطهرة لقطف الثمار للحفاظ على جودتها وتجنب تكسيرها أو إصابتها بالعصي، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب حرفية عالية كونه محصولًا معمّرًا.