محصول المانجو أحد أصناف الفاكهة المُحببة، نظرًا لمذاقها المُميز وفوائدها الغذائية العالية، علاوة على مزاياها وجدواها الاقتصادية، التي تضعها على رأس قائمة اهتمامات قطاع عريض من المُزارعين، وبخاصة الأنواع الأجنبية منها، التي يسهل توجيه حصادها للتصدير.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة أمل مسعود رخا – باحث بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية، التابع للمركز القومي للبحوث – ملف زراعة محصول المانجو بالشرح والتحليل، مُسلطةً الضوء على أبرز الفوارق ما بين الأصناف المحلية والأجنبية، والعوائد الاقتصادية لكلٍ منهما.
محصول المانجو.. خريطة الإنتاج والتصدير العالمية
في البداية أعطت “رخا” لمحة فنية عن محصول المانجو بوصفه أحد الحاصلات الاستوائية، مُشيرةً أن موطنه الأصلي يعود لشرق القارة الآسيوية، ما أعطاها الأفضلية لاحتلال موقع الصدارة في الإنتاج والتصدير لغالبية دول العالم.
وتحدثت أستاذ قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية عن خريطة إنتاج محصول المانجو، لافتةً إلى استحواذ الهند على 50% من إنتاج هذه الفاكهة الاستوائية على مستوى العالم، يليها الصين، تايلاند، باكستان، بنجلاديش، أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى، وجنوب إفريقيا.
ولفتت “رخا” إلى أنه وبرغم استحواذ الهند على صدارة ترتيب الدول المُنتجة، إلا أنها تستهلك غالبية محصولها محليًا، ما يخفض حصيله مُساهمتها التصديرية إلى 1% فقط، فيما تتربع الصين على عرش قائمة الدول المُصدرة لـ”محصول المانجو” على مستوى العالم.
خريطة توزيع زراعة محصول المانجو بالمحافظات المصرية
قدمت أستاذ قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية خريطة توزيع زراعة محصول المانجو داخل القطر المصري، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتوافر عنصري التربة الخصبة والظروف المُناخية المُلائمة، موضحةً أن في مُقدمة النقاط التي تستحوذ على زراعة هذه الفاكهة الاستوائية محافظات “الإسماعيلية، الشرقية، منطقة النوبارية، الجيزة، البحيرة، أسوان، الفرافرة”، فيما تنتشر بشكل متوسط في أغلب مناطق الجمهورية.
أفضل أنواع التربة لزراعة محصول المانجو
كشفت الدكتورة أمل مسعود رخا عن أجود المناطق التي تجود فيها زراعة محصول المانجو، لافتةً إلى أن التربة الصفراء الخفيفة، هي الأنسب لهذا النوع من الفواكة الاستوائية، نظرًا لطبيعتها التركيبية التي تتميز بجذر وتدي، وشعيرات جذرية ضعيفة، ما يُحتم توفير تُربة لينه تُتيح لها فُرص التمدد والانتشار، علاوة على امتصاص المُقننات المائية والعناصر الغذائية بسهولة وأريحية.
6 مزايا غذائية لمحصول المانجو
عددت أستاذ قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية مزايا فاكهة المانجو الغذائية، والتي أوجزتها في عدة نقاط:
1. السكر يُمثل 20% من تركيبتها ومحتواها الكُلي
2. تحتوي على نسبة متوازنة من الكربوهيدات والدهون والمعادن
3. تضم مجموعة من الفيتامينات الهامة لجسم الإنسان “أ،ج”
4. يحتوي على مادة الكاروتين ونسبة كبيرة من الألياف والأحماض الأمينية
5. قشرة النبات تحتوي على نسبة كبيرة من مُضادات الأكسدة ما يُعزز استخداماتها الطبية
6. قشرة النبات تدخل في صناعة اللحوم والصناعات الغذائية
موضوعات قد تهمك:
الحشائش.. “3” أضرار مباشرة على مشروعات التسمين وإنتاج الألبان “تعرف عليها”
مكافحة دودة الحشد “قبل الزراعة”.. 4 خطوات لحماية “الذرة” من الإصابة
محصول المانجو.. الفوائد الاقتصادية
انتقلت “رخا” إلى الفوائد الاقتصادية لـ”محصول المانجو”، والذي كان يحتل المرتبة الثالثة في قائمة صادرات الفاكهة المصرية، لافتةً إلى أنه بات مُنافسًا شرسًا للموالح، فيما واصل صعوده، ليتخطى محصول العنب ويصل إلى المركز الثاني، بإجمالي إنتاج يصل إلى 2 مليون طن سنويًا، فيما تصل المساحة المُنزرعة بهذه الفاكهة الاستوائية إلى 330 ألف فدان، طبقًا لآخر إحصاء.
الأصناف المحلية والأجنبية
سلطت أستاذ قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية الضوء على أبرز الأصناف المحلية والأجنبية الشائع زراعتها في المحافظات المصرية، والتي تتميز بمواصفات شكلية مُعينة حيث تظل خضراء اللون بعد تمام نُضجها، فيما تحمل مزايا خاصة تتناسب مع ذوق المُستهلك المصري، وفي مُقدمتها ارتفاع نسبة السكر، وأبرزها “الزبدية، السكري، ألفونص، العويس”.
على الجانب الآخر تتميز الأصناف الأجنبية التي يتم استيراد بذورها من الخارج، بمواصفات قياسية مُغايرة، تناسب مُتطلبات الأسواق التصديرية، وأهمها التصبغ اللوني للقشرة الخارجية، علاوة على انخفاض مُعدلات ونسبة السكر داخل الثمرة.
إقرأ أيضًا:
دوار الشمس.. طريقك لـ”ربح مضمون” بدون مصاريف و8 مكاسب اقتصادية لزراعته بالتحميل
فول الصويا.. “7” مزايا اقتصادية وتوصيات خاصة لمُزارعي الأراضي الجديدة
7 فوارق ما بين الأصناف المحلية والأجنبية
أوضحت الدكتورة أمل مسعود رخا أبرز الفوارق بين أصناف المانجو المحلية والأجنبية، والتي لا تتوقف عند حدود اختلاف المواصفات الشكلية للثمار، وإنما تمتد لعدة نقاط محورية أخرى، أهمها مُعدل النمو حيث تتخطى أطوال الأشجار المحلية حدود الـ30 مترًا، فيما تتميز الأصناف المستوردة بمحدودية نموها، والتي لا تزيد عن 1.5 أو 2 متر، ما يُسهل جمع المحصول، وتنفيذ عمليات الخدمة بشكل صحيح.
ولخصت “رخا” أبرز الفوارق التي تفصل بين ثمار محصول المانجو المحلية والأجنبية في النقاط التالية:
1. الأصناف المحلية مرتفعة من حيث مُعدلات تواجد السكر فيها
2. الأصناف الأجنبية تتميز باكتمال التصبغ اللوني لثمارها ما يُعزز فُرص تصديرها
3. الأصناف الأجنبية محدودة النمو ما يُسهل مهمة جمعها وأداء جميع مُعاملات الخدمة الخاصة بها
4. الأصناف الأجنبية قليلة الألياف
5. الأصناف الأجنبية تتفوق في نسبة “المُعاومة” حيث تتميز بثبات حدود إنتاجيتها السنوية
6. الأصناف الأجنبية تتفوق في كفاءة إنتاجيتها بسبب زيادة نسبة توزيعها في رقعة المساحة
7. الأصناف الأجنبية تتراوح إنتاجيتها ما بين 7 إلى 15 طن للفدان، فيما تتوقف المحلية عند حدود 4.5 طن على أقصى تقدير
شاهد: