محصول المانجو واحد من حاصلات الفاكهة الاستوائية، ذات الطابع المميز، والأرضية التسويقية الكبيرة، التي تسمح بوضعها ضمن الخيارات الجيدة للمستثمرين، وأصحاب الرقع الزراعية الجديدة الراغبين في الاستصلاح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور السيد مصطفى قاعود – أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة بالإسماعيلية، جامعة قناة السويس – ملف أهم المعاملات الزراعية لمضاعفة إنتاجية محصول المانجو في ظل التغيرات المناخية بالشرح والتحليل.
محصول المانجو
قواعد الزراعة والاستثمار الصحيح
في البداية تحدث الدكتور السيد قاعود عن مدى ضرورة اتباع القواعد العلمية قبل خوض تجربة الزراعة واستصلاح الأراضي، لافتًا إلى أنها هذا المجال أصبح بمثابة الصناعة متكاملة الأركان.
وأوضح أن دراسة الجدوى السابقة لاختيار النشاط، تبلغ من الأهمية بحيث يتوقف عليها مدى إمكانية تحقيق المستهدفات الموضوعة من عدمه، ومن ثم نسب إجازة خوض التجربة وبدء النشاط.
ولفت إلى أن الزراعة لها وجهان رئيسيان “المدخلات” و”المخرجات”، فإذا تساوت الكفتان، فلا ينبغي على المستمر خوض هذه التجربة والمجازفة من الأساس، فيما يمكن البدء حال ضمان تحقيق 25% معدلات ربحية من إجمالي رأس المال المستخدم.
أبرز التحديات
تطرق “قاعود” إلى أبرز التحديات التي تواجه زراعة محصول المانجو، منبهًا لخطورة الوضع الراهن، على مستقبل الأصناف المحلية المصرية، والمهددة بشبح الاندثار والتهميش حاليًا.
ولفت إلى خطورة الوضع الحالي، والذي يفرض فيه أصحاب المصلحة “المشاتل”، الترويج لأصناف بعينها، لتوسيع دائرة توزيعها ومبيعاتها، على حساب الأصناف المحلية المصرية المعروفة، وأشهرها “السكري، الصديق، الفونس، العويس، الزبدة، التيمور”.
وكشف “قاعود” عن التبعات السلبية لهذا الأمر، لافتًا إلى خطورة الانسياق وراء ذلك التوجه، وبخاصة أن أغلب الأصناف التي يتم الترويج لها، لم يتم اختبارها تحت الظروف البيئية والمناخية المصرية.
بديل “العويس”
ضرب أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية المثل بما حدث من قبل، حينما طرح بعض أصحاب المشاتل، صنفًا جديدًا بوصفه أحد أفضل البدائل لـ”العويس”، ليتكالب عليه المزارعين، نظرًا لمميزاته التي تم الترويج لها حينها.
وتابع “قاعود” قائلًا: المفاجأة كانت عند الحصاد، وكانت الطامة الكبرى، هي اكتشاف كذب كافة المزاعم التي تم الترويج لها، ليتضح مدى رداءة الصنف الذي قاموا بزراعته، من حيث صعيد الجودة والطعم، ما أجبرهم على تطعيمه أشجارهم بالأصناف المصرية المعروفة مرة أخرى.
ورد أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية على كذب الادعاءات التي يطلقها أصحاب المشاتل، والتي يؤكدون فيها أن هذه الأصناف “غير المعروفة”، مطلوبة على قائمة التصدير، موضحًا أن المعيار الحكم هنا، هو نتائج المقارنة بين إجمالي الناتج المحلي ونسبة الصادرات منها.
وكشف أن إجمالي إنتاجنا السنوي من محصول المانجو، يصل إلى 1.2 مليون طن، لا تتجاوز نسبة الصادرات منها حدود الـ50 ألف طن، وهو رقم يكشف أن السوق المحلي هي الهدف الأكبر لتسويق هذا المنتج، ما يفرض ذوقه العام على المزارعين والأصناف التي يتم اختيارها للزراعة في بداية الموسم.
شاهد..
لا يفوتك..