محصول المانجو واحد من المحاصيل ذات الطبيعة الخاصة، التي تحتاج لتوافر وتنفيذ بعض المُعاملات، للوصول لأفضل إنتاجية مُمكنة، وتحقيق هامش ربحية مقبول ومُرضي، ما يتطلب الاستماع لرأي المُتخصصين في هذا الملف، للتوعية بأفضل التطبيقات والممارسات التي يتوجب تنفيذها.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة سناء سامي عبيد – رئيس بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن محصول المانجو ومميزات المنتج المصري، وأسباب تفوقه على كافة الدول المُنافسة، بالإضافة لأبرز المشاكل التي تواجه مُزارعي هذه الفاكهة الاستوائية.
محصول المانجو “السقط” وأشهر استخداماته
في البداية سلطت الدكتورة سناء سامي عبيد الضوء على محاصول المانجو، موضحةً أن المُتاح والمعروض في الأسواق حاليًا، يُطلق عليه اصطلاحًا “المانجو السقط”، مؤكدةً أن توقيت حصاج المحصول الأساسي لم يبدأ بعد.
وأوضحت أن محصول المانجو الصعيدي أو السكري “السقط” الموجود في الأسواق، ناتج عن التنافس بين الثمار أو التغيرات المناخية أو أي ظروف عارضة أخرى، قد تؤدي لتساقط بعض الثمار من الأشجار.
وكشفت “عبيد” أن أشهر استخدامات المانجو السقط يتم توجيهها للتخليل، وفقًا للعادة الهندية الشهيرة، لاستخدامها كفاتح شهية على موائد الطعام، نظرًا لعدم اكتمال قيمتها الغذائية أو الوصول لكامل نموها الطبيعي.
وأكدت رئيس بحوث الفاكهة الاستوائية أن محصول المانجو من الفواكة ذات الموسم الطويل، والتي غالبًا ما تبدأ زراعتها في شهر يونيو، ليتم حصادها في الظروف المناخية والظروف الطبيعية خلال شهر سبتمبر، لافتةً إلى أن الموسم الحالي قد يتخطى هذا التوقيت بسبب التغيرات المناخية.
مميزات محصول المانجو
فسرت الدكتورة سناء سامي عبيد سبب الاهتمام بزراعة محصول المانجو، بأنه يعود لمميزاته التي حصرتها في النقاط التالية:
1. ارتفاع قدرته على التأقلم والتكيف مع الظروف البيئية والمناخية المُحيطة
2. تميزه المانجو المصري بطعم ونكهة مُختلفة تتفوق على مثيلاتها المزروعة بجميع أنحاء العالم بسبب ظروفنا المناخية وطبيعة التربة
موضوعات قد تهمك:
البيض.. “السلع الغذائية”: “المُستهلك” أضعف الحلقات و”التسعيرة الجبرية” هي الحل
خريطة مناطق زراعة محصول المانجو
سلطت الدكتورة سناء سامي عبيد الضوء على خريطة توزيع ومناطق زراعة محصول المانجو على الأراضي المصرية، موضحةً أنها وبرغم انتشارها ، في معظم محافظات الجمهورية، إلا أنها تتركز في بعض مناطق بعينها، تشتهر بهذه الفاكهة الاستوائية، بسبب طبيعتها الجغرافية والمناخية الخاصة، وفي مُقدمتها “الإسماعيلية، الشرقية، الفيوم، أسوان، السويس، النوبارية، البحيرة”.
وكشفت “عبيد” أن إجمالي المساحة المُنزرعة بـ”محصول المانجو”، تصل لقرابة 304 ألف فدان على مستوى الجمهورية، تتخطى إنتاجيتها حدود الـ1.1 مليون طن، كأكبر حصاد يمكن الوصول إليه في الوقت الحالي.
إقرأ أيضًا:
الضوء والرياح.. أبرز (12) عرضًا مرضيًا يصيب النبات بسبب التقلبات المناخية
مشاكل محصول المانجو
أكدت الدكتور سناء سامي عبيد أن أبرز المشكلات التي تواجه زراعة محصول المانجو، تتمثل في ضعف إنتاجية وحدة المساحة، والتي تتراوح ما بين 4.1 إلى 4.4 طن/للفدان، وذلك بالمقارنة بمتوسط الإنتاجية المُتعارف عليه في بعض الدول مثل الهند والصين وأمريكا وجنوب إفريقيا، والذي يتراوح ما بين 12 إلى 15 طن/للفدان، ما يكشف حجم الفارق الرهيب، والذي ينعكس بالتبعية على حجم المكاسب والأرباح المُتوقعة.
وأوضحت أن ضعف إنتاجية الفدان تُمثل واحدة من أكبر المشكلات التي تؤثر بالسلب على اقتصاديات المُزارعين، نظرًا لأنها تنعكس على حجم المكاسب التي يتم تحقيقها بحلول نهاية الموسم، ما يجعل الإنتاج يغطي بالكاد تكاليف وقيمة مُدخلات النشاط، مع تحقيق هامش ربح بسيط.
شاهد:
أسباب نجاح منطقة النوبارية
لفتت “عبيد” إلى أن تطبيق المًعاملات والتوصيات الفنية بشكل صحيح، وصل بإنتاجية الفدان في منطقة النوبارية إلى 7 طن/للفدان، وهو رقم يُشير لوجود تحسن نسبي، عزته إلى الحملات التوعوية والحقول الإرشادية التي يتم تقديمها للمُزارعين، بهدف الارتقاء بالإنتاجية والأرباح الاقتصادية المُتوقعة.
وربطت رئيس بحوث الفاكهة الاستوائية ما بين الاهتمام بالتصدير ورفع وتحسين مستوى الإنتاجية، مؤكدةً أن سعي المُزارع لعبور محصوله من بوابة التصدير، يشجعه على الاهتمام بتنفيذ كافة التوصيات الفنية والإرشادية على النحو الأمثل، نظرًا لحجم المكاسب التي يُمكن جنيها حال الوصول للأسواق الخارجية.