محصول الكتان واحد من النباتات الزيتية الحولية، التي باتت في مقدمة أولويات قطاع عريض من المزارعين، بسبب حجم الطلب عليها، وقاعدتها التسويقية التي تضمن لهم تحقيق مردود وعائد اقتصادي مرضي بحلول نهاية الموسم.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة أماني الرفاعي – رئيس قسم بحوث الألياف والكتان – بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
محصول الكتان
أبرز التحديات التي واجهت المزارعين
في البداية تحدثت الدكتورة أماني الرفاعي عن أبرز التحديات التي واجهت مزارعي محصول الكتان خلال الفترة السابقة، بسبب جائحة كورونا، ما أدى لتراجع المساحات المنزرعة بما يعادل 65% منها الإجماليات المسجلة وصولًا إلى 6366.
وأوضحت أن الإشكاليات التي واجهت مزارعي محصول الكتان لم تتوقف عند هذا الحد، لتتخطاه بسبب الهزة الرهيبة التي أعقبت وقف حركة الصادرات، ما هبط بأسعار التداول من 60 إلى 18 ألف جنيه للطن، وهي المسألة التي أدت لإحجام قطاع عريض منهم عن خوض هذه المغامرة مرة أخرى.
المكاسب الاقتصادية
لفتت رئيس قسم بحوث الألياف والكتان إلى أن إجمالي المساحات المنزرعة عاد لمعدله الطبيعي بالتزامن مع موسم 2022/2021، ليسجل طبقًا للإحصاءات 22896 ألف فدان، وذلك مع إعادة فتح أبواب التصدير، لتسجل أسعار التداول قفزة كبيرة، وصل بها الطن إلى 90 ألف جنيه.
وكشفت أنه بنهاية موسم 2023 وصل إجمالي المساحات المنزرعة بـ”محصول الكتان” إلى 29996، مشيرةً إلى أن هذه الزيادة واكبتها قفزة مماثلة في أسعار التداول، لامست معها قيمة الطن حدود الـ210 ألف جنيهًا.
9 صناعات وأنشطة اقتصادية
تطرقت “الرفاعي” لمزايا محصول الكتان، الذي يؤمن حاليًا لمزارعيه العديد من المنافذ التسويقية، علاوة على إمكانية مضاعفة حجم الربحية والعوائد الاقتصادية المتوقعة، حال خوضهم لتجربة “التصنيع”، والتي تضاعف مكاسبهم 3 مرات على أقل تقدير.
وسلطت الضوء على الأهمية الاقتصادية التي يتمتع بها الكتان، موضحةً أن مكوناته تدخل في العديد من الصناعات، حيث تدخل الألياف الطويلة في صناعة الأقمشة والملابس، بينما توجه الألياف القصيرة لتصنيع قلوع المراكب.
وأوضحت أن استخدامات الألياف لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما يوجه جزء منها لصناعة أوراق التبغ والبنكنوت، فيما يتم استخدام “الساس” الناجم من عملية الاستخلاص إلى صناعة الخشب الحبيبي والأثاث، ما يعزز حجم المكاسب المتوقعة من هذا النبات.
وأشارت إلى وجود استخدمات إضافية لبذور الكتان، لصناعة الزيت الحار حال استخلاصها “على البارد”، فيما يمكن الاستفادة منها في صناعة مواد الطلاء حال تعرضها للغليان عند محاولات الفصل والاستخلاص.
وأضافت “الرفاعي” أن الكسب الناجم عن عملية عصر واستخلاص الزيوت، يتم استخدامه في مشروعات الإنتاج الحيواني وتسمين الدواجن، نظرًا لارتفاع نسبة ومعدلات البروتين فيه، ما يفتح المجال لاستثمارها بشكل جيد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..