محصول القمح واستراتيجيات مضاعفة الإنتاجية المتوقعة منها، واحدة من أهم الملفات التي عكفت وزارة الزراعة ومراكزها البحثية، على تحقيق أفضل النتائج فيها، بما يقلل الفجوة بين معدلات الإنتاجية وحجم الاستهلاك، وهي المسألة التي تحتم وتفرض على المزارعين، التزامًا أكبر نحو تطبيق التوصيات الفنية والإرشادية للوصول للنتائج المأمولة.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي – رئيس بحوث بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – ملف أهم المعاملات الواجب تطبيقها مع محصول القمح خلال هذه الفترة بالشرح والتحليل.
محصول القمح
توصيات هامة لمعاملات الري والتسميد
في البداية حرصت الدكتورة هدى الغرباوي على تقديم بعض النصائح والإرشادات الخاصة بأهم المعاملات التي يتوجب تطبيقها من قِبل مزارعي محصول القمح خلال الفترة الحالية من شهر ديسمبر، قبل انتهاء التوقيت الأمثل لزراعة الغلة.
وأوضحت “الغرباوي” أن من أهم التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن زراعة محصول القمح، الالتزام بالسياسة الصنفية المقررة من قبل وزارة الزراعة، واستخدام التقاوي المعتمدة للاستفادة من ارتفاع درجة مقاومتها للآفات الحشرية والمرضية، ومعدلات إنتاجيتها التي تتفوق على مثيلتها مجهولة المصدر.
ونصحت “الغرباوي” باتباع التوصيات الواردة بشأن تطبيق معاملات الري، مشددةً على ضرورة الالتزام بالتوقيتات المثلى الحاكمة لنجاحها، محذرة من تبعات التصويم والتعطيش لفترات تتجاوز الـ20 يومًا، والتي يترتب عليها الإصابة بالجفاف، وعرقلة نجاح مرحلة امتلاء الحبوب على النحو المأمول.
وحذرت في المقابل من الإفراط في معاملات الري، وسوء إدارة تطبيق هذه المعاملة الهامة، والتي يلجأ بعض مزارعينا فيها لتغريق النباتات وتجاوز المقننات المائية الموصى بها، ما يهدد باختناق النباتات، والإصابة بأعفان الجذور، وفقدان جانب كبير من حجم الحصاد المتوقع، بحلول نهاية الموسم، رافعة شعار “لا إغراق ولا تعطيش”.
وأوصت “الغرباوي” بضرورة الربط بين تطبيق معاملتي الري والتسميد، لتحقيق المستهدف منهما على صعيد معدلات الإنبات والتفريع، والتي تنعكس بالإيجاب على حجم الإنتاج والربحية الاقتصادية المأمولة من قِبل المزارعين.
ولفتت “الغرباوي” إلى أهمية تنفيذ معاملات الري فور الانتهاء من إضافة المقننات السمادية مباشرة، وقسمتها إلى ثلاثة مراحل أساسية، الأولى “تنشيطية” ويضاف فيها 20% من إجمالي الجرعة السمادية الإجمالية عند الزراعة، يليها إضافة 40% مع رية المحاياة، وتختتم بإضافة الـ40% المتبقية مع الرية الأولى.
نصائح هامة لمضاعفة الإنتاجية
الزراعة في الأراضي الصحراوية
تطرقت “الغرباوي” إلى بعض القواعد الأساسية للزراعة في الأراضي الصحراوية الجديدة، مشددةً على عدم جدوى زراعة القمح مباشرةً فيها، حيث أن الأجدى هو البدء بمحصول بقولي كالفول أو البرسيم، لتعزيز خصوبة التربة وتحسين خواصها.
وأكدت أن اللجوء لزراعة محصولين نجيليين كالأرز والقمح، يعد أسوأ الاختيارات التي يمكن إدراجها في دورة زراعية، لأنهما من أكثر المحاصيل المجهدة للتربة، ما يحتم عدم زراعتهما في ذات الموسم، علاوة على عدم جواز تكرار أي منهما لعدة مواسم متصلة.
ونصحت “الغرباوي” بضرورة إحداث التوازن المطلوب بين المحاصيل النجيلية كالقمح، وبعض الخيارات الأخرى المتاحة للدمج في محصول واحد كـ”البرسيم والبنجر والفول”، لتعزيز خواص التربة والوصول لأعلى معدلات الإنتاجية الممكنة.
وأكدت أن زراعة البرسيم قبل محصول القمح، يعزز مضاعفة مكاسب المزارعين الاقتصادية كقيمة مضافة، علاوة على تحسين خواص التربة، واستغلال الحشة الأولى التي يتم استخدامها كسماد طبيعي يضاف للأرض، بما يعود بالنفع على حصاد “الغلة” المتوقع بحلول نهاية الموسم.