محصول القمح من أهم الحاصلات الاستراتيجية التي تسعى كافة الحكومات للاقتراب من حد الكفاية الإنتاجية فيه، لتلبية احتياجات مواطنيها وتقليل فاتورتها الاستيرادية، وهي المسألة التي تفرض التزامًا أكبر على المزارعين، وتطبيقًا منضبطًا للتوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن “الغلة”، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور عبدالسلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية، قسم القمح بمحطة بحوث سخا، التابعة لمركز البحوث الزراعية – ملف التوصيات الفنية المثلى لمضاعفة إنتاجية محصول القمح بالشرح والتحليل.
محصول القمح
فوائد تحليل التربة
في البداية أكد الدكتور عبد السلام المنشاوي أن المزارع دائمًا ما يكون “طبيب أرضه”، نظرًا لدرايته بأحوالها من واقع احتكاكه اليومي بها لسنوات، وهي المسألة التي تحتم ضرورة اتباع الطرق المثلى للحفاظ عليها، ومضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة منها.
وأوضح أن تحليل التربة واحدة من الخطوات الهامة التي تعزز درجة معرفة المزارعين بطبيعة الأرض، والعناصر المتواجدة فيها، وأوجه القصور التي تعاني منها، ومن ثم اختيار الطريقة المثلى لعلاجها وتجاوز مشاكلها على النحو الصحيح، بالإضافة لتلبية احتياجاتها السماية على النحو المنضبط.
كمية التقاوي
قدم الدكتور عبد السلام المنشاوي، حزمة من التوصيات الفنية الواجبة، فيما يخص كمية التقاوي المنضبطة لزراعة محصول القمح، والتي ربطها بطريقة الزراعة السائدة في كل منطقة، مقمسًا إياها إلى ثلاثة مستويات:
- التخضير أو الحراتي: 70 كجم تقاوي
- عفير بدار: 60 كجم تقاوي
- التسطير: 50 كجم تقاوي
- مصاطب: 35 – 40 كجم تقاوي
مزايا الزراعة على مصاطب
عزز “المنشاوي” مزايا الزراعة على مصاطب، مؤكدًا أنها من أفضل الطرق، حيث تساعد على ترشيد كمية التقاوي، وتحسين إدارة مياه الري، علاوة على تصريف الزائد منها، ما يحسن من معدلات الإنتاجية المتوقعة منها بحلول نهاية الموسم.
اشتراطات نجاح الزراعة بطريقة البدار
وجه رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية مجموعة من النصائح لمزارعي القمح بطريقة البدار، بوصفها الطريقة الأسهل والأكثر شيوعًا بين عموم المزارعين، مشددًا على ضرورة تغطية البذرة بعد البدار، لتجاوز المشكلات الناجمة عن هذا الخطأ.
وأكد “المنشاوي” أن تحقيق هذا الشرط، يعزز فرص تحقيق مستهدفات الزراعة بطريقة البدار، معللًا هذا الأمر بالنقاط التالية:
- عدم تغطية البذرة بعد بدرها يجعلها مكشوفة للطيور ما يسهل فقدها
- عدم تغطية البذرة يجعلها عرضه لأشعة الشمس ومشاكل “التحميص”، بسبب انعدام الرطوبة ما يؤدي لعدم استكمال مراحل النمو والتوقف عند خروج الريشة الجذر فقط، والتي يترتب عليها قلة حجم الحصاد المتوقع
- عدم تغطية البذرة يؤدي لضعف النمو الجذري بسبب غياب التدعيم، ما يجعلها عرضه للإصابة بـ”الرقاد”
وربط رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية، بين نجاح زراعة القمح بطريقة البدار، وإتمام معاملات التزحيف، والتي تعطي الفرصة للبذور بوجود طبقة حماية تعزز حصولها على معدلات الرطوبة المطلوبة لاستكمال مراحل نموها على النحو الأكمل.
ورهن نجاح طريقة البدار بعد تطبيق الانتهاء من عملية التزحيف، بشرط مماثل، مشددًا على ضرورة الري “على الحامي”، وتصريف المياه الزائدة بمجرد إتمام هذه المعاملة، لافتًا إلى أن الالتزام بهذه الاشتراطات يضمن الوصول لأفضل معدلات التوريق والتفريع والخلفات، والتي تنعكس بالإيجاب على حجم الإنتاجية المأمولة بحلول نهاية الموسم.