محصول القمح من أهم الحاصلات الاستراتيجية التي تسعى كافة الحكومات للاقتراب من حد الكفاية الإنتاجية فيه، لتلبية احتياجات مواطنيها وتقليل فاتورتها الاستيرادية، وهي المسألة التي تفرض التزامًا أكبر على المزارعين، وتطبيقًا منضبطًا للتوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن “الغلة”، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور عبدالسلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية، قسم القمح بمحطة بحوث سخا، التابعة لمركز البحوث الزراعية – ملف التوصيات الفنية المثلى لمضاعفة إنتاجية محصول القمح بالشرح والتحليل.
5 اشتراطات نجاح عملية التفريع
رهن الدكتور عبد السلام المنشاوي نجاح عملية التفريع، بالالتزام بتنفيذ التوصيات الفنية الواردة بشأن تطبيق معاملات الري، مؤكدًا أن أي تجاوز أو إهمال لها ينعكس بالسلب على كافة مراحل النمو اللاحقة، وبالتبعية على حجم الحصاد والإنتاجية المتوقعة.
ولفت “المنشاوي” إلى الركائز الخمسة التي تحكم نجاح عملية التفريع، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- الالتزام بالتوقيت الأمثل للزراعة يعزز حصول النبات على الاحتياجات الحرارية اللازمة لاستكمال مراحل نموه على النحو المطلوب، وبالتبعية الوصول لمرحلة التفريع خلال 15 إلى 20 يومًا من بدء الزراعة.
- الالتزام بكمية التقاوي الصحيحة والواردة في التوصيات.
- درجات الحرارة الملائمة لمحصول القمح.
- خصوبة الأرض من خلال إضافة المقننات السمادية الصحيحة.
- الوصول لمعدلات الرطوبة المطلوبة من خلال تطبيق عمليات الري بشكلها الصحيح.
ولفت “المنشاوي” أن الثلاثة اشتراطات الأولى، لا يمكن التحكم بها بمجرد بدء عملية الزراعة، فيما يمكن التحكم في المعاملتين المتبقيتين “الري والتسميد”، للوصول للنتائج المرجوة بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
مخاطر تأخير رية المحاياة
حذر رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية، من أي إهمال يشوب عملية تنفيذ رية التشتية “المحاياة”، لافتًا إلى أبرز الأخطاء الشائعة، التي يقع فيها قطاع عريض من أهالينا المزارعين، والذي يتعلق بتأخير موعد تنفيذ تلك “الرية”، اعتقادًا منهم بأنها تؤدي لزيادة معدل الخلفات والتفريع.
وأكد “المنشاوي” على وجود ارتباط وثيق بين تنفيذ رية المحاياة ومعاملات التسميد، موضحًا أن كلاهما مرهون بالآخر، نظرًا لاحتياج النبات للرطوبة والعناصر الغذائية المثلى، لاستكمال دوره حياته ومراحل نموه على النحو الأكمل، وهي المسألة التي تحتم تطبيق هاتين المعاملتين في موعدهما الصحيح.
ونبه من مغبة وتداعيات عدم الالتزام بتطبيق رية المحاياة في الموعد المحدد خلال الـ15 إلى 20 يوم التالية للزراعة، مشددًا على أن نجاحها مرهون بتطبيق شرط آخر لا يقل أهمية، وهو تصريف المياه مباشرةً وبمجرد إتمام تلك المعاملة.
رية المحاياة وعلاقتها نجاح معاملات التسميد
كشف أن أغلب المشاكل التي يتعرض لها محصول القمح بعد الزراعة، مرجوعها الأساسي يكون بسبب ارتكاب بعض الأخطاء خلال تنفيذ معاملات الري، موضحًا أن إغراق الأرض وعدم الاهتمام بصرف المياه فور الانتهاء من تنفيذ هذه المعاملة، يؤدي لاختناق الجذور وموتها، ما يدفع النبات لاستهلاك الغذاء المخزون بالأوراق، وهي المسألة التي تعزز فرص ذبول واصفرار النبات وتعوق إتمام عملية التفريع.
مزايا التسميد بـ”اليوريا”
شدد “المنشاوي” على ضرورة إتمام معاملات التسميد مع رية المحاياة، مشيرًا لوجود عدة مصادر يمكن الاعتماد عليها، وأبرزها اليورويا أو النترات أو سلفات النشادر، وإن كان النوع الأول منها يمثل أفضل الخيارات المتاحة للمزارعين، بالنظر إلى كفاءة الامتصاص وحجم الاستفادة المتحققة منها، وتقلص معدلات فقده بالغسيل، علاوة على انخفاض أسعاره مقارنة بما عداه.
علاقة اليوريا وتسقيع
صحح رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية، المفاهيم المغلوطة الشائعة التي يتم تناقلها بين عموم المزارعين، موضحًا أنه لا توجد أدنى علاقة بين التسميد باليوريا و”تسقيع” الأرض أو مضاعفة مستوى رطوبتها.
وأوضح “المنشاوي” أن العكس هو الصحيح، لافتًا إلى أن التربة هي التي تؤثر في السماد، أن معدلات كفاءة سماد اليوريا ترتفع في الأراضي التي تعاني من الرطوبة الزائدة بعض الشيئ، وذلك مقارنة بما عداها من الأنواع الأخرى كـ”سلفات النشادر أو النترات”.
وتطرق رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية إلى معدلات التسميد المنضبطة، مؤكدًا أن الأراضي القديمة كافة تحتاج لإضافة 75 وحدة آزوت أو ما يعادل 3 إلى 4 شكائر بحسب خصوبة وطبيعة الأرض، بالإضافة لنوعية المحصول السابق، والظروف المناخية السائدة، فيما ترتفع هذه النسبة حال استخدام النترات بما يعادل 5 شكائر للفدان.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
القمح.. فوائد الزراعة على مصاطب
محصول القمح.. “3” اشتراطات لنجاح زراعة الغلة بطريقة “البدار”
محصول القمح.. “4” أصناف عامة و”3″ يحظر زراعتها بـ”الوجه البحري”
إقرأ أيضًا..
محصول القمح.. رية المحاياة وانعكاساتها على نجاح عملية “التفريع”
محصول القمح.. “4” أصناف عامة و”3″ يحظر زراعتها بـ”الوجه البحري”
الممارسات الزراعية الخاطئة.. مشاكل زراعة “القمح” وفوائد “البرسيم الفحل”