محصول القمح واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي توليها الدولة كامل اهتمامها، وتدعم مزارعيها بكافة السبل والوسائل بغية الوصول لأعلى معدلات الإنتاجية والجودة على حد سواء، وهي المسألة التي تناولتها الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تحديد توقيت الحصاد بناءً على مؤشرات نضج المحصول
أوضحت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي أن تحديد توقيت الحصاد يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على جودة وإنتاجية القمح، مشيرةً إلى ضرورة مراقبة لون العود الحامل للسنبلة، مؤكدةً أنه عندما يصبح 50% من الأعواد في الحقل ذات لون أصفر، يكون ذلك إشارة إلى ضرورة وقف الري تمامًا. وأوضحت أن هذه المرحلة تُعرف باسم “النوتجورفسولوجي”، وهي مرحلة حاسمة لضمان تجفيف الحبوب بشكل طبيعي دون التعرض لمشكلات الرطوبة.
طرق التحقق من جاهزية القمح للحصاد
كشفت الدكتورة الغرباوي عن طريقة عملية لتحديد مدى جفاف الحبوب وجاهزيتها للحصاد، موضحةً أنه يمكن فحص حبة القمح عبر الضغط عليها تحت الأسنان أو بين الأصابع، فإذا كانت الحبة جافة تمامًا وتنقسم بسهولة، فهذا يدل على اكتمال جفافها. أما إذا كانت لا تزال طرية وتترك أثرًا عند الضغط عليها، فهذا يعني أنها بحاجة إلى المزيد من الوقت قبل الحصاد. وأضافت أن الظروف المناخية، مثل درجات الحرارة المرتفعة، قد تسرع من عملية الجفاف، مما يستدعي متابعة مستمرة للمحصول.
اختيار المعدات المناسبة للحصاد وتقليل الفاقد
أشارت رئيس بحوث القمح إلى أن استخدام المعدات المناسبة خلال الحصاد يساهم في تقليل نسبة الفاقد، مؤكدةً أن الكمباينات الكبيرة قد لا تكون الخيار الأمثل في بعض الحالات، خاصةً في الحقول الصغيرة، نظرًا لأنها قد تتسبب في ضغط التربة وإلحاق الضرر بها. ونصحت باستخدام كمباينات صغيرة وأكثر ملاءمة للمساحات الضيقة، حيث تتيح حصادًا دقيقًا مع تقليل الهدر إلى أدنى حد ممكن.
حصاد القمح يدويًا في غياب المعدات المتطورة
أوضحت الغرباوي أن بعض المزارعين الذين لا يمتلكون المعدات الحديثة يضطرون إلى الحصاد اليدوي، مشيرةً إلى أن هذه الطريقة تتطلب جهدًا مضاعفًا لكنها تظل فعالة، مشددةً على ضرورة الالتزام بإتمام معاملات الحصاد خلال الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس لتجنب التعرض للحرارة العالية، مضيفةً أن الحزم المحصودة يجب أن توضع في الشمس لفترة كافية، حتى تجف تمامًا قبل البدء في عملية الدراسة لفصل الحبوب عن القش.
أهمية طرق التخزين الصحيحة للحفاظ على جودة المحصول
أكدت الدكتورة هدى الغرباوي أن طريقة تخزين القمح تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على جودته، موضحةً أن الأجولة المستخدمة يجب أن تكون مصنوعة من الخيش، نظرًا لقدرتها على السماح بمرور الهواء وتقليل نسبة الرطوبة، مضيفةً أن ارتفاع تكلفة هذه الأجولة يدفع البعض لاستخدام أكياس بلاستيكية، وهو أمر قد يكون مقبولًا بشرط عدم تخزين الحبوب لفترة طويلة داخلها. كما أوصت بوضع القمح على مفارش مناسبة أثناء النقل لمنع تسرب الحبوب وفقدان جزء من المحصول دون انتباه المزارعين.
أهمية الحصاد في تعزيز الأمن الغذائي
اختتمت الغرباوي حديثها بالتأكيد على أهمية الالتزام بممارسات الحصاد السليمة، مشيرةً إلى أن القمح يمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي، داعيةً المزارعين إلى توريد حصادهم في الوقت المناسب، مؤكدةً أن الحصاد الناجح لا يقتصر فقط على زيادة الإنتاجية، بل يشمل أيضًا الحفاظ على كل حبة قمح ككنز ثمين يجب استثماره بحكمة لتحقيق أقصى استفادة منه.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
فريق إرشادي عن تربية الدواجن..و ندوة حقلية لمحصول القمح بـ«زراعة دمياط»
«زراعة بورسعيد » توصي المزارعين بأهمية اتباع التوصيات الفنية لري محصول القمح