محصول القمح واحد من المحاصيل التي تحتاج انضباطًا كبيرًا حيال اختيار التوقيت الأمثل للزراعة، والذي يرتبط إلى حد بعيد بنجاح تنفيذ باقي المُعاملات، وينعكس بالإيجاب على حجم الإنتاجية ومستويات الجودة المأمولة حال الوصول لمرحلة الجني والحصاد، وهو الأمر الذي يستدعي مزيدًا من الاهتمام والتوعية، وتسليط الضوء على فوائد الالتزام بهذا الأمر، عن طريق الاستماع والإنصات لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة هيام سيد أحمد محجوب – الأستاذ بمعهد المحاصيل الحقلية – ملف أهم الركائز التي يعتمد عليها نجاح زراعة محصول القمح بالشرح والتحليل، مُسلطة الضوء على علاقة مواقيت الزراعة بحجم الإنتاجية ومستويات الجودة.
التوقيت الأمثل لزراعة محصول القمح
في البداية أكدت الدكتورة هيام سيد أحمد محجوب على مدى الارتباط الوثيق بين توقيت زراعة محصول القمح، والوصول لمُعدلات الإنتاج المُثلى، وأعلى درجات الجودة المُتوقعة، مؤكدةً أن مرجوع هذا الأمر هو مدى توافر الاحتياجات الحرارية الضرورية، اللازمة لإتمام مراحل نمو النبات على الوجه الأكمل، دون حدوث أي قصور فيها.
وأكدت أن بداية زراعة محصول القمح تحتاج لتوافر البيئة المُثلى والاحتياجات الحرارية التي تتناسب مع النبات، وبخاصة في مرحلة البادرة والنمو الأولى، مؤكدةً على أن تحديد موعد الزراعة محسوم بنسبة 100%، وفقًا للدراسات العلمية والفيزيائية التي جرت على مدار عشرات السنوات، والتي أثبتتها التجارب أيدتها خبرات المُزارعين على أرض الواقع.
“هاتور”.. شهر الخير لمُزارعي القمح
تلمست “محجوب” التراث الشعبي الريفي الذي ربط بين موعد بداية زراعة محصول القمح وشهر “هاتور” بالتقويم القبطي، والذي يتزامن مع بداية شهر نوفمبر بالتقويم الميلادي، لافتةً إلى أنه يُعد التوقيت الأمثل لتحقيق أفضل النتائج المرجوة بالنسبة للذهب الأصفر.
مرحلة الإنبات.. الـ25 يومًا الأولى من نوفمبر
قدمت أستاذ معهد المحاصيل الحقلية، شرحًا بسيطًا للبراهين العلمية التي تؤكد على أفضلية اختيار شهر نوفمبر موعدًا لبدء موسم زراعة محصول القمح، لافتةً إلى أن مرحلة البادرات والبذور تحتاج لحرارة ما بين الـ20 إلى 25 درجة مئوية، للوصول لإتمام مرحلة الإنبات على النحو الأمثل، وهو ما يتوافر خلال الـ25 يومًا الأولى من هذا التوقيت “هاتور”.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. 3 مكاسب اقتصادية حال زراعة “الغلة” بعد “البرسيم الفحل”
محصول القمح.. حافز التوريد الإضافي وأحدث القرارات الخاصة بـ”الكارت الذكي”
شهر مارس واحتياجات مرحلة التفريع
لفتت “محجوب” إلى احتياجات النبات الخاصة بالتفريع، والتي تتطلب درجات حرارة منخفضة نسبيًا، لتشجيع القمح على تكوين الأفرع الحاملة للسنابل، كأحد الركائز الهامة والضرورية قبل مرحلة التزهير، والتي تتزامن مع الوصول لشهر مارس، كأفضل توقيت يفي بمتطلبات هذه المرحلة.
“ظاهرة العقم” وعلاقتها بالتبكير في موعد الزراعة
حذرت الدكتورة هيام محجوب من خطورة التبكير في زراعة القمح، والتي يترتب عليها إصابة النباتات بـ”العقم”، وعدم إتمام مرحلة “العقد” بالشكل المطلوب، بسبب انخفاض درجات الحرارة، ما يؤدي لخسارة جانب كبير من حجم الحصاد المتوقع، نتيجة لهذا الخطأ الذي يستهين البعض بتبعاته السلبية على إنتاجية وجودة المحصول.
من مارس لنهاية إبريل.. التوقيت الأنسب لمرحلة امتلاء الحبوب
أشارت “محجوب” إلى احتياجات محصول القمح الحرارية خلال فترتي “التزهير” و”امتلاء الحبوب”، والتي تحدث بشكل مثالي خلال الفترة من مارس وحتى بدايات شهر مايو، حال الالتزام ببدء موسم الزراعة في نوفمبر، طبقًا للتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن.
إقرأ أيضًا
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
حشائش العليق.. طرق المكافحة وأفضل المبيدات الموصى بها للتخلص منها
لا يفوتك