محصول القمح واحد من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، لتعزيز ومضاعفة معدلات الإنتاجية وتقليل هامش الفاقد، وهي الركائز التي تقلص من حجم الفجوة الغذائية ومدى الاحتياج إلى الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة، وهي الملفات التي تطرق إليها الدكتور أحمد مصطفى، الأستاذ بقسم بحوث القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
ارتباط وثيق بين محصول القمح والثقافة المصرية
في البداية أكد الدكتور أحمد مصطفى أن محصول القمح يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتل مكانة محورية في مصر، موضحًا أن العلاقة بين القمح ورغيف الخبز متجذرة في الثقافة المصرية، حيث يعتمد المصريون بشكل أساسي على الخبز في غذائهم اليومي، مشيرًا إلى أن مصر من بين الدول القليلة التي تطلق على الخبز اسم “العيش”، وهو ما يعكس ارتباطه الوثيق بالحياة ذاتها، مدللًا على ذلك باستخدام المصريين لعبارات مثل “العيش والملح” في إشارتهم إلى العلاقات الإنسانية الراسخة.
دوره في الاقتصاد المصري
أوضح “مصطفى” أن القمح يمثل سلعة أساسية تُستخدم في إنتاج الدقيق، الذي يدخل بدوره في صناعة المخبوزات والخبز، مضيفًا أن هناك نوعًا آخر من القمح يُستخدم في صناعة المكرونة من خلال إنتاج السيمولينا، مشيرًا إلى أن القمح يعد ركيزة غذائية رئيسية في مصر، حيث يعتمد المواطنون بشكل أساسي على منتجاته في نظامهم الغذائي، سواء من خلال الخبز أو المكرونة، مما يجعل تأمين احتياجات السوق المحلي من القمح هدفًا استراتيجيًا.
جهود الدولة للتوسع في المساحات المنزرعة
أشارالأستاذ بقسم بحوث القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية إلى أن الدولة تسعى جاهدًا لزيادة الإنتاج المحلي من محصول القمح، مشددًا على أهمية التوسع الأفقي من خلال زيادة المساحات المزروعة، والتوسع الرأسي عبر استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ومتحملة للظروف البيئية الصعبة، موضحًا أن معهد بحوث المحاصيل الحقلية، بالتعاون مع مركز بحوث القمح، يعمل على تطوير أصناف مقاومة للأمراض والإجهادات البيئية، بهدف تعزيز الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي.
الأصناف الجديدة
كشف الدكتور مصطفى أن عملية استنباط الأصناف الجديدة تمر بمراحل دقيقة، حيث تُجرى تجارب مكثفة على العديد من السلالات قبل اعتمادها، مؤكدًا أن الأصناف الجديدة يجب أن تكون متفوقة على الأصناف القديمة من حيث الإنتاجية ومقاومة الأمراض، مدللًا على ذلك بالتطور الملحوظ في إنتاجية محصول القمح خلال العقود الماضية، مشيرًا إلى أن الأصناف الحديثة أثبتت كفاءتها في مواجهة التغيرات المناخية والأمراض التي تصيب القمح، مما ساهم في تحقيق طفرات إنتاجية كبيرة.
تحديات الزراعة والحلول المقترحة
سلط الدكتور مصطفى الضوء على التحديات التي تواجه زراعة القمح، مثل الظروف البيئية المعاكسة والإجهادات المرضية، مشددًا على ضرورة أن تتسم الأصناف الجديدة بقدرتها على التكيف مع هذه الظروف، مشيرًا إلى أن أي صنف جديد يجب أن يكون متكاملًا من حيث الإنتاجية والمقاومة البيئية والمرضية، موضحًا أن الاعتماد على صنف واحد في الزراعة قد يشكل مخاطرة، إذ يمكن أن يؤدي انتشار مرض معين إلى خسائر فادحة، كما حدث في الماضي عندما كانت مصر تعتمد على صنف أو صنفين فقط، مما جعلها عرضة للأوبئة الزراعية.
أهمية موسم الحصاد للمزارعين
أعرب الدكتور مصطفى عن أهمية موسم الحصاد بالنسبة للمزارعين، مؤكدًا أنه يعد بمثابة احتفال للمزارعين الذين ينتظرون هذا الموسم بعد شهور من العمل الجاد، مشيرًا إلى أن نجاح الموسم يعتمد بشكل كبير على الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة واستخدام التقنيات الحديثة التي تساعد في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحصول، موضحًا أن توجيهات المرشدين الزراعيين تلعب دورًا أساسيًا في توعية المزارعين بأفضل الطرق لضمان حصاد وفير.
الآفاق المستقبلية للزراعة
تابع الدكتور مصطفى حديثه، مؤكدًا أن مستقبل زراعة القمح في مصر واعد، في ظل الجهود المبذولة لتحسين الإنتاجية وزيادة الاكتفاء الذاتي، مشددًا على أهمية استمرار البحث العلمي في مجال القمح، وتطوير برامج الإرشاد الزراعي لضمان وصول أحدث التقنيات إلى المزارعين، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على توفير الدعم اللازم للمزارعين، سواء من خلال تيسير الحصول على التقاوي المعتمدة أو تحسين نظم الري والتسميد، مما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في إنتاج القمح خلال السنوات المقبلة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الإجراءات الآمنة لمكافحة دودة ورق القطن على الذهب الأبيض
توريد محصول القمح.. تعرف على جهات تخزين وتسويق “الذهب الأصفر”