محصول القمح واحد من حاصلات الحبوب الشتوية الاستراتيجية، ما يفرض تعاملًا خاصًا ووعيًا كبيرًا بطرق تنفيذ مُعاملاته الزراعية الضرورية، وفي مُقدمتها المُعاملات التسميدية، بهدف الوصول لأعلى مُعدلات الإنتاجية، والتي تُترجم في نهاية الموسم إلى أرباح اقتصادية للمُزارعين، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء على أهم قواعدها والحدود المُثلى المُوصى بها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عادل محمد عبد الحميد – الأستاذ بقسم خصوبة الأراضي وتغذية النبات بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف طرق تسميد محصول القمح بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أفضل الخيارات المتاحة لتحقيق أقصى استفادة مُمكنة لـ”الغلة”.
محصول القمح.. التوقيت الأمثل لإضافة المُقننات السمادية
في البداية تحدث الدكتور عادل محمد عبد الحميد عن القواعد الحاكمة لتحديد توقيت إضافة المُقننات السمادية المُوصى بها لـ”محصول القمح”، طبقًا للتوصيات الواردة بهذا الشأن، وذلك للوصول لأقصى الحدود الإنتاجية المُمكنة، وتحقيق أفضل مُعدلات الربحية بحلول نهاية الموسم.
وقدم أستاذ قسم خصوبة الأراضي وتغذية النبات واحدة من أهم التوصيات الواجبة التنفيذ، فيما يخص توقيت إضافة الأسمدة الزراعية المُقررة لـ”محصول القمح”، مُشددًا على ضرورة إضافتها قبل إتمام مُعاملات الري المُتعارف عليها، والمعمول بها بالنسبة لـ”الغلة”.
ولفت إلى أن الاستفادة المعروفة من المُقنن السمادي الذي يتم إضافته لـ”محصول القمح”، تنشأ بناءًا على تفاعل العنصر السمادي مع الماء، هو الأمر الذي يُحتم تنفيذ هذه المُعاملة الهامة والضرورية قبل الري، لتحقيق أقصى امتصاص مُمكن للعناصر الغذائية التي يتم إضافتها، والتي تنعكس إيجابًا على إتمام كافة مراحل النمو على النحو الأمثل.
إضافة الأسمدة بعد الري.. أبرز الخسائر الاقتصادية المُتوقعة
سلط “عبد الحميد” الضوء على الخسائر الاقتصادية المُتوقعة، حال إهمال إضافة المُقننات السمادية المُقررة لـ”محصول القمح” طبقًا للتوصيات، لافتًا إلى أن استفادة النبات من السماد المُقدم للنبات قبل تنفيذ مُعاملات الري تصل إلى 65%، فيما تنخفض هذه النسبة بمقدار النصف – تقريبًا – حال إضافتها بعد القيام بعملية الري، لتتوقف عند حدود الـ40%.
وأوضح أن تعميم هذا الخطأ الخاص بإضافة المُقنن السمادي بعد الري على عموم الجمهورية، يعني خسارة اقتصادية تصل لـ25% من حجم الإنتاجية المُتوقعة، علاوة على إهدار نسبة كبيرة من الأسمدة المُضافة دون تحقيق الفائدة الغذائية المرجوة من هذه العملية الهامة والضرورية بالنسبة للنبات.
موضوعات قد تهمك
البرامج التسميدية.. “باحث” يكشف أفضل “تركيبة” للتغلب على التغيرات المناخية
محصول القمح.. مخاطر التسميد بعد “السدة الشتوية”
محصول الفول.. التوصيات الفنية والأصناف المُوصى بها للزراعة الفردية والتحميل
الجرعة النيتروجينية المُوصى بها للفدان
انتقل أستاذ قسم خصوبة الأراضي وتغذية النبات إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية، مُفضلًا استخدام نترات النشادر في عمليات التسميد المُوصى بها بالنسبة لـ”محصول القمح”، لافتًا إلى أهم القواعد الواجب الالتفات إليها عند تنفيذ هذه المُعاملة الأساسية.
وقدر الاحتياجات السمادية المُقررة لمحصول القمح بـ3 شكائر يوريا أو 4.5 شيكارة نترات للفدان، موضحًا أن هذه الكمية توفر احتياجات النبات النيتروجينية والمُحددة بـ70 وحدة، بما يُحقق أعلى مُعدلات الإنتاجية والربحية المُتوقعة.
فوائد الجرعة التنشيطية وتوقيت تنفيذها
نصح الدكتور عادل محمد عبد الحميد بتقسيم المُقننات السمادية المُقررة لـ”محصول القمح”، والمُقدرة بـ 70 وحدة نيتروجينية للفدان، على ثلاث مراحل أساسية، للوصول لأعلى مُعدلات الإنتاجية المُتعارف عليها “20 إردب للفدان”.
أوصى “عبد الحميد” بتنفيذ ما يُعرف بـ”الجرعة التنشيطية”، والتي تُقدر ىثُلث المُقنن السمادي المُوصى به “قبل الزراعة”، موضحًا أنها تُمثل الخطوة الأولى والضرورية لتحقيق عدة أهداف، وعلى رأسها الوصول لأفضل نمو مُتوقع لـ”محصول القمح”، بالإضافة لمكسب إضافي يتمثل في الحصول على إنبات متساوي لـ”الغلة” في كامل الحقل.
إقرأ أيضًا
عيش الغراب.. 19 خطوة من الزراعة إلى الحصاد
أصداء القمح.. 5 محاور رئيسية لنجاح برنامج المُكافحة والنجاة بـ”محصول الغلة”
الفول البلدي.. خطوات الزراعة بالأراضي الجديدة وتوصيات مُعاملات “العُقدين”
لا يفوتك
طرق إدارة واستصلاح الأراضي الملحية