محصول القمح واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي توليها الدولة كامل اهتمامها، وتدعم مزارعيها بكافة السبل والوسائل بغية الوصول لأعلى معدلات الإنتاجية والجودة على حد سواء، وهي المسألة التي تناولتها الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأمن الغذائي ودور القمح في تحقيق الاكتفاء الذاتي
أكدت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي، رئيس بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، أن الأمن الغذائي يعد من القضايا المحورية التي تواجه الدول، مشيرًا إلى أن تأمين المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح، يمثل أولوية قصوى لضمان الاستقلالية الاقتصادية والسياسية.
وأضافت أن الأزمات العالمية، مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، كشفت أهمية امتلاك الدول لمخزون استراتيجي من المحاصيل الأساسية، حيث شهدت تلك الفترات تقييدًا شديدًا على صادرات القمح من الدول المنتجة، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة النظر في سياساتها الزراعية.
أهمية امتلاك الدولة لمصادر إنتاج القمح
أوضحت الغرباوي أن من لا يملك قوته لا يملك قراره، مشيرةً إلى أن الاعتماد على الاستيراد في تأمين احتياجات الدولة من القمح يعرضها لضغوط سياسية واقتصادية، موضحةً أن الدول المصدرة قد تتحكم في جودة وأسعار القمح الموجه إلى الأسواق المستوردة، مما قد يجبر بعض الدول على قبول أنواع أقل جودة.
ولفتت إلى ضرورة دعم الفلاحين المحليين وزيادة المساحات المزروعة بالقمح لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، مؤكدةً أن القمح المحلي يتميز بجودته العالية مقارنة ببعض الأنواع المستوردة.
دور الدولة في دعم المزارعين وتحفيز الإنتاج
سلطت الغرباوي الضوء على أهمية دور الدولة في دعم الفلاحين، من خلال تقديم أسعار عادلة لمحصول القمح، تتماشى مع الأسعار العالمية، وتحفزهم على زيادة الإنتاج، موضحةً أن زراعة محصول القمح تتطلب استثمارات كبيرة من جانب المزارعين، تشمل تكاليف البذور والأسمدة والمبيدات وإدارة الري، مما يستدعي تقديم حوافز مالية وتسهيلات لضمان استمرارية زراعة القمح بمعدلات مرتفعة.
العوامل المؤثرة في إنتاجية محصول القمح
أشارت إلى أن إنتاجية محصول القمح تتأثر بعدة عوامل، من بينها اختيار الصنف المناسب، ومعاملة التربة، والتوقيت الأمثل للزراعة، وطرق الري الصحيحة، مؤكدةً أن المزارعين غالبًا ما يتعلمون من بعضهم البعض، حيث يلاحظون الفوارق في الإنتاجية بين الحقول المجاورة ويبحثون عن الأسباب العلمية وراء هذه الفروقات، ومشددةً على ضرورة تحليل التربة للتأكد من سلامتها ومدى خلوها من الأمراض، مع الالتزام بأساليب الزراعة الحديثة، بوصفها من ضمن أبرز العوامل الحاسمة في تحقيق إنتاجية مرتفعة.
الأصناف الجديدة من محصول القمح ودورها في تحسين الإنتاج
كشفت رئيس بحوث القمح أن هناك أصنافًا جديدة من القمح يجري اختبارها واعتمادها من قبل مراكز الأبحاث الزراعية، بهدف تحسين الإنتاجية وزيادة مقاومة الأمراض، موضحةً أن بعض هذه الأصناف، مثل “مصر 4” و”مصر 5″، أثبتت كفاءة عالية في تحمل الظروف البيئية الصعبة، وخاصة الملوحة، مضيفةً أن هناك أصنافًا أخرى لا تزال قيد التسجيل والتجربة، مثل “مصر 7″ و”مصر 8” و”مصر 9″، والتي يُتوقع أن تقدم أداءً متميزًا في المستقبل.
أهمية الالتزام بالتوصيات العلمية
اختتمت الغرباوي حديثه بالتأكيد على أهمية التزام المزارعين بالتوصيات العلمية الصادرة عن مراكز الأبحاث، مشيرةً إلى أن بعض الأصناف قد يتم سحبها من الخريطة الزراعية إذا ثبت عدم جدواها، وعليه يجب على الفلاحين الالتزام بزراعة الأصناف المعتمدة لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة وضمان استدامة زراعة القمح في البلاد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
فريق إرشادي عن تربية الدواجن..و ندوة حقلية لمحصول القمح بـ«زراعة دمياط»
«زراعة بورسعيد » توصي المزارعين بأهمية اتباع التوصيات الفنية لري محصول القمح