محصول القمح واحد من أهم الحاصلات الاستراتيجية، التي تحتل مكانة مرموقة في قائمة اهتمامات المزارعين، علاوة على التصاقه الوثيق بـأسلوب حياة المصريين بوجه عام، ما يضاعف من درجة الاهتمام به، ويفرض مزيدًا من الالتزام بتطبيق الإجراءات والتوصيات الواردة بشأنه، للوصول لأفضل إنتاجية وربحية اقتصادية ممكنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة هدى الغرباوي – رئيس بحوث بقسم القمح بمعهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف المعاملات الزراعية والاستعدادات لزراعة محصول القمح بالشرح بالتحليل.
محصول القمح
طفرة كبيرة في حجم الإنتاجية
في البداية تحدثت الدكتور هدى الغرباوي عن الطفرة التي تحققت في زراعة محصول القمح على مستوى الجمهورية، موضحةً أن إجمالي الإنتاجية كان لا يتعدى حدود 5 إلى 6 إردب، والتي وصلت بفضل جهود الباحثين والمتخصصين، والتزام المزارعين بتطبيق التوصيات الفنية، إلى 19 إردبًا للفدان.
وأوضحت أن بعض الأرضي تتخطى حدود هذه الإنتاجية، نظرًا لتمتعها بمواصفات خاصة على صعيد مستوى الخصوبة ومدى احتوائها على العناصر المعدنية المطلوبة، وغالبًا ما تنتشر هذه النوعية في منطقة الوادي والدلتا، وهي المسألة التي تعزز مضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة من محصول القمح، لتتراوح بين 28 إلى 30 إردبًا للفدان.
ولفتت إلى أن الأراضي المستصلحة حديثًا، يصل إجمالي حجم إنتاجيتها لحدود الـ12 إردبًا للفدان، موضحةً أن هذه الفجوة ما بين الأراضي القديمة والمستصلحة، يجعل متوسطات المسجلة لـ”محصول القمح” تقف عند حدود الـ19 إردب.
التوقيت الأمثل للزراعة
تطرقت “الغرباوي” إلى التوقيت الأمثل لزراعة محصول القمح، موضحةً أنه لم يطرأ عليه تغيير يذكر منذ بدء زراعة في مصر، ليبدأ خلال الفترة من 15 نوفمبر إلى أول ديسمبر، في محافظات الوجه البحري، ومن 10 نوفمبر إلى مطلع شهر ديسمبر بالوجه القبلي.
وأكدت رئيس بحوث قسم القمح بمعهد المحاصيل الحقلية على ضرورة إتمام كافة المعاملات الزراعية الخاصة بتجهيز وإعداد الأرض، من حرث وتشميس وتنعيم وتسوية، لتهيئة المهد الجيد للبذور، قبل الموعد المحدد لبدء موسم زراعة الغلة بفترة كافية.
محاذير واشتراطات حرث الأراضي الملحية
حذرت “الغرباوي” من ارتكاب بعض الأخطاء الشائعة أثناء تجهيز وإعداد الأرض في الأراضي الملحية، مؤكدةً على ضرورة الاكتفاء بحرث الطبقة السطحية فقط، والتي لا تتجاوز حدود الـ30 سم، نظرًا لتبعاتها السلبية على خصوبة التربة وجدوى المعاملات التسميدية التي تم إجراؤها قبل الزراعة.
وأوصت رئيس بحوث قسم القمح بضرورة إضافة المقننات السمادية المقررة – السوبر فوسفات – أثناء تنفيذ الحرثة الأخيرة قبل التنعيم، وذلك بالنسبة لطرق الزراعة الأربعة المتعارف عليها، سواء على “مصاطب أو بالتسطير أو على خطوط أو بدار عفير”.
وشددت “الغرباوي” على ضرورة الالتزام بزراعة التقاوي المعتمدة، محذرةً من تبعات الاستعانة بـ”بذور الحصاد”، أو “بقايا تقاوي” العام الماضي، والتي تنعكس بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وكشفت أن الاستعانة بالأصناف المجهولة، أو بقايا حصاد المحصول السابق، يعزز ويضاعف فرص الإصابة، نظرًا لعدم معاملة هذه البذور بالمطهرات الفطرية على النحو المطلوب، والأمر عينه ينطبق على بقايا التقاوي المعتمدة من المواسم السابقة، والتي غالبًا ما يتم تخزينها بطريقة عشوائية من قِبل المزارعين.
السياسة الصنفية
أكدت الدكتورة هدى الغرباوي على ضرورة اتباع السياسة الصنفية المعتمدة من قبل وزارة الزراعة ومراكزها البحثية، والتي جاءت بعد العديد من التجارب والدراسات والأبحاث العلمية والعملية، بهدف الارتقاء بإنتاجية المزارعين، والوصول لأعلى حد ممكن منها.
وأوضحت “الغرباوي” أن أصناف “مصر 3، 4″ و”سخا 95، 96″ لافتةً إلى أن الأخير يصلح للزراعات المبكرة، بالإضافة لـ”سدس 14، 15″ و”جيزة 171″، نظرًا لكونها من الأصناف لارتفاع درجة الرطوبة، والتي تعزز فرص الإصابة بـ”الأصداء” و”الفطريات”.
ولفتت إلى أن جميع الأصناف السابقة تصلح لمنطقة “الفيوم” ومصر الوسطى، ويضاف إليها “مصر 1” و”بني سويف 5، 7″، والتي تلائم الانخفاض الملموس في درجة الرطوبة، والظروف المناخية السائدة في هذه البقعة.
وأشارت “الغرباوي” إلى أن قائمة الأصناف المعتمدة للزراعة بمحافظات الوجه القبلي، تشمل “بني سويف 5، 7″، و”جميزة 11″، و”سدس 12″، لافتةً إلى أنها تناسب الأجواء الجافة السائدة في هذه المنطقة، ما يحول دون إصابتها بـ”الأصداء”.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
القمح.. مواعيد الزراعة وبرنامج التسميد المناسب
البصل.. كمية التقاوي اللازمة لتجهيز “المشتل ” وأبرز التوصيات الفنية
محصول البنجر.. فوائد الحرث “تحت الأرضي” والتوقيت الأمثل لزراعة “العروة المبكرة”
محصول البنجر.. خطأ واحد يكلفك خسارة 50% من إجمالي الإنتاجية