محصول القمح واحد من أهم الحاصلات الزراعية الاستراتيجية التي تأتي في مقدمة أولويات الدولة والمزارعين، وهي المسألة التي تحتم ضرورة الاحتكام إلى القواعد العلمية والإرشادية الساعية لتحقيق أفضل النتائج المأمولة، بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور عبد السلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية قسم بحوث القمح، بمحطة سخا التابعة لمركز البحوث الزراعية – ملف الاستعدادات لبدء موسم زراعة محصول القمح الجديد بالشرح والتحليل.
محصول القمح
المعاملات الزراعية الواجبة
في البداية تحدث الدكتور عبد السلام المنشاوي عن أهمية الالتزام بالتخطيط لبدء موسم زراعة محصول القمح، مؤكدًا أن المقدمات الصحيحة والأخذ بالأسباب العلمية، يفضي دومًا إلى نتائج وحصاد على قدر الطموحات المأمولة، فيما يؤدي إهمال تطبيقها للعديد من التداعيات السلبية على حجم الإنتاجية.
وأوضح أن “المنشاوي” أن تجنب المحاذير والأخطاء يسهل تجاوزه في البداية، وهي المسألة التي يصعب التعامل معها تاليًا، ما يفرض التزامًا أكبر على المزارعين بتطبيق كافة التوصيات الفنية والإرشادية، للحصول على أفضل النتائج بحلول نهاية الموسم.
التوقيت الأمثل للزراعة
شدد رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية على ضرورة الالتزام بالتوقيت الأمثل لزراعة محصول القمح، بوصفه واحد من أهم القرارات التي يتخذها المزارعين، والتي يؤثر أي خلل فيها على نجاح باقي المعاملات وموسم الحصاد ككل.
أيهما أفضل.. “قمح هاتور” أم “بابه”؟!
أكد “المنشاوي” أن الأمثلة والمبادئ المتوارثة بين الأجيال، لازالت هي الحكم الفيصل، فيما يخص زراعة محصول القمح خلال شهر هاتور – من 10 نوفمبر إلى 10 ديسمبر – أو كما قال أجدادنا “قمح هاتور.. ذهب منثور”، وهي المقولة التي أثبت الدراسات العلمية صحتها، برغم التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية على تعديل أجندة أغلب المحاصيل.
ولفت إلى أن الخيار الأفضل هو الالتزام ببدء زراعة محصول القمح خلال الفترة من 20 إلى 30 نوفمبر، كأفضل الخيارات المتاحة للمزارعين لحصاد آمن وموسم بلا مشاكل، وهي المسألة التي يتم ترجمتها رقميًا بإنتاجية ترقى لمستوى الطموحات.
أبرز الأخطاء الشائعة
ضرب “المنشاوي” المثل ببعض الأخطاء التي يرتكبها المزارعين، وأبرزها اختيار التوقيت الخاطىء، والزراعة المبكرة في نهاية شهر أكتوبر، ما يؤدي للطرد المبكر بحلول شهر ديسمبر، ومحصول ذا “سنابل قصيرة” وبدون تفريع، وهي الإشكالية التي يصعب التعامل معها أو علاجها.
وتابع الاستعانة بالأمثال المتوارثة عبر الأجيال، والتي أيدتها الأبحاث والتجارب الحقلية على مدار سنوات، بأن الزراعة قبل 9 نوفمبر – نهاية شهر بابه القبطي – تمثل مغامرة خطيرة غير مأمونة العواقب، والتي عبر عنها أجدادنا بمقولة “غلة بابه.. هبابه”.
فوائد التشميس والتهوية
نصح “المنشاوي” مزارعي محصول القمح باستغلال هذه الفترة حتى 20 نوفمبر، في تنفيذ بعض المعاملات الأساسية للتجهيز وإعداد المهد الجيد للزراعة، وأهمها تهوية وتشميس التربة، للقضاء على الغالبية العظمى من المسببات المرضية.
وعدد مزايا “التهوية والتشميس” قبل زراعة محصول القمح، مؤكدًا أنها تحقق العديد من الفوائد، وفي مقدمتها تيسير العديد من العناصر في التربة، بالإضافة لتقليل الحمل الميكروبي، وهي المسألة التي تنعكس بالإيجاب على معدلات الإنتاجية.
التبعات السلبية للزراعات المبكرة
حذر رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية من مغبة وتبعات الزراعات المبكرة، وعدم الالتزام بالتوقيت الأمثل للزراعة، مؤكدًا أنها تضاعف من فاتورة التكاليف والخسائر، ولا تتماشى مع معايير الكفاءة الإنتاجية، الساعية للوصول لأعلى محصول اقتصادي بأقل كلفة ممكنة، بالإضافة للحفاظ على جودة ومستوى وخواص التربة.
ولفت “المنشاوي” إلى أنه وبخلاف الكلفة الاقتصادية الزائدة، التي توازي إطالة موسم النمو وشغل الأرض وإجهادها لفترة زائدة، بالإضافة لتحميله مصاريف تنفيذ “رية زائدة”، فإن مردودها الأكبر، هو خسارة مؤكدة لـ7 إلى 8 اردب من إجمالي الإنتاجية المتوقعة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
محصول القمح.. قواعد ومحاذير وأبرز التوصيات الفنية لموسم جيد
موضوعات ذات صلة..
تقاوي القمح وحوكمة الأسمدة.. “المركزية لشؤون المديريات” تزف بشرى سارة للمزارعين
القمح.. تعرف على السياسة الصنفية للموسم المقبل
حشيشة الفرس.. مكامن خطورتها وعلاقتها بإنتاجية محصول القمح
مراحل تصنيع “الرغيف المدعم” من دقيق الشعير والقمح وفوائده الصحية والاقتصادية