محصول القمح واحد من محاصيل الحبوب الشتوية الهامة، التي تحتاج تعاملًا مُنضبطًا وإلمامًا كبيرًا باستراتيجيات الزراعة المُلائمة، والتوقيت الأمثل لبدء الموسم، وطريقة الزراعة التي تتماشى مع نوع التربة المُتاح، وهو الأمر الذي يستدعي مزيدًا من الإنصات لرأي الخبراء والمُتخصصين، لتحقيق أفضل النتائج على صعيد حجم الإنتاجية ومُعايير الجودة، والتي تُترجم في النهاية إلى ربحية مُرضية للمُزارعين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول المهندس زينهم عاشور – مدير عام الإرشاد الزراعي بمحافظة الفيوم – ملف الاستعداد لزراعة المحاصيل الشتوية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبجديات وخطوات تجهيز التربة وإعداد الأرض لزراعة محصول القمح، وأبرز الطرق التي يُمكن اتباعها بهذا الشأن.
قواعد اختيار موعد زراعة محصول القمح
في البداية شدد المهندس زينهم عاشور على ضرورة الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بشأن اختيار موعد الزراعة الأمثل، مُشيرًا إلى أنها تُمثل نُقطة محورية فاصلة، تحكم إلى حد بعيد مدى نجاح موسم زراعة محصول القمح وتحقيق حجم الإنتاجية والأرباح الاقتصادية المأمولة من عدمه.
وأوضح مدير عام الإرشاد الزراعي بمحافظة الفيوم أن اختيار موعد الزراعة يترتب عليه الكثير من النتائج التي تُسهم بشكل كبير في تحديد حجم الإنتاجية المُتوقعة من محصول القمح، نظرًا لارتباط هذا المعيار بمدى توافر الاحيتاجات الحرارية المُلائمة لإتمام مراحل النمو والتفريع بالشكل المطلوب.
موضوعات قد تهمك
الصوب الزراعية وطرق استثمارها فوق أسطح المنازل.. 3 مكاسب اقتصادية وبيئية
بنجر السكر.. “المالكي” يطالب المصانع بتحمل تكلفة تقنية مكافحة “النيماتودا” الجديدة
قمح هاتور.. رمانة ميزان نجاح زراعة الذهب الأصفر
استند المهندس زينهم عاشور إلى قاعدة هامة تحكم اختيار توقيت زراعة محصول القمح بشكل صحيح، وهي المعلومة التي توارثتها الأجيال وأكدتها الدراسات العلمية، لتُشكل قوام التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، وأبرزها الشروع في التجهيز وبدء موسم الذهب الأصفر اعتبارًا من شهر هاتور بالتقويم القبطي، والذي يواكب “10 نوفمبر” بالتقويم الميلادي، ويمتد حتى “10 ديسمبر”.
وأوضح أن هذه الفترة تُمثل أفضل توقيت لزراعة محصول القمح، نظرًا لتماشيها مع الاحتياجات الحرارية التي يحتاجها النبات على مدار مراحل نموه المُختلفة، والتي تؤثر بالإيجاب على مُعدل الإنبات والنمو الخضري، وصولًا لمُعدلات التفريع وامتلاء الحبوب، والتي تنعكس في النهاية على حجم إنتاجية المحصول والأرباح الاقتصادية المُتوقعة.
النتائج المُترتبة على عدم الالتزام بتوقيت الزراعة المُوصى به
قدم “عاشور” تفسيرًا علميًا وافيًا للآثار السلبية المُترتبة على عدم الالتزام بتوقيت زراعة محصول القمح الوارد في التوصيات الخاصة بهذا الشأن، موضحًا أن التبكير عن 10 نوفمبر يترتب عليه العديد من التداعيات التي يُمكن إيجازها في النقاط التالية:
1. مرحلة التنبيت ستمر في البداية على خير ما يرام
2. يصطدم النبات بارتفاع درجات الحرارة في مرحلة التفريع
3. ارتفاع درجات الحرارة في هذه المرحلة المفصلية الهامة يؤدي لنقص شديد في عدد النباتات
4. تناقص عدد الحبوب في السنبلة الواحدة
5. عدم الوصول لمُعدلات امتلاء الحبوب المُنضبطة
6. ضمور نسبة كبيرة من الحبوب
7. خلو السنابل من غالبية محتواها “الحبوب”
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. 7 خطوات لتجهيز التربة وفوائد الزراعة “الحراتي” لمكافحة الحشائش
تربية البط.. المزايا الاقتصادية وعوامل تفوقها على مشروعات الإنتاج الداجني
المُعادلة الحاكمة لنجاح موسم زراعة القمح
لفت المهندس زينهم عاشور أن المعادلة الحاكمة لنجاح موسم زراعة محصول القمح والوصول للأرباح الاقتصادية المأمولة، تعتمد على عدة مقاييس هامة وهي:
1. عدد النباتات في وحدة المساحة
2. عدد السنابل في النبات الواحد
3. عدد الحبوب في “السنبلة”
وأوضح أن نجاح هذه المعادلة يرتبط ارتباطًا وثيق الصلة بمدى توافر الاحتياجات الحرارية اللازمة لإتمام مراحل نمو النبات بالشكل المطلوب، وهو الأمر الذي يُحتم الالتزام بتوقيت الزراعة المُوصى به، والذي أقرته الجهات المعنية بهذا الشأن.
لا يفوتك