يُعد محصول القمح أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية على مستوى العالم بصفة عامة، وعلى مستوى مصر بصفة خاصة، فهو محصول الأمن الغذائي الأول، ويشكل الأمن الاستراتيجي للدولة المصرية، لكونه المكون الأساسي لرغيف الخبز الذي يمثل قوام حياة المواطنين، وهي المسألة التي دعت لتقديم أبرز النصائح الفنية والإرشادية حول هذا المحصول للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة.
محاور تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح
وخلال حلوله على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر المستقبل”، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل، أوضح الدكتور صبحي عبد الدايم، أن هناك ثلاثة محاور رئيسية ومتكاملة تعمل عليها الدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح وتقليل فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة، موضحًا أن المحور الأول هو التوسع الأفقي في زراعة القمح، والمحور الثاني هو التوسع الرأسي، والمحور الثالث يتمثل في ترشيد استهلاك القمح وتقليل الفاقد منه.
التوسع الأفقي وزيادة الرقعة الزراعية
تطرق الدكتور صبحي، إلى جهود التوسع الأفقي، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية بصفة عامة، والمساحة المنزرعة من محصول القمح بصفة خاصة، وموضحًا أن مساحة الأرض الزراعية في مصر كانت حوالي 6 ملايين فدان في العقود الماضية، مؤكدًا أنها بفضل القيادة الحكيمة وجهود أجهزة الدولة ومراكز البحوث، وصلت اليوم إلى حوالي 9.7 مليون فدان، منهم 6.2 مليون فدان محاصيل بستانية، مضيفًا أن المساحة المحصولية تبلغ حوالي 6.5 مليون فدان، بينما تبلغ مساحة القمح المزروعة حاليًا 3.1 مليون فدان، ومستهدف الوصول بها إلى حوالي 4 ملايين فدان بحلول عام 2030.
التوسع الرأسي ورفع الإنتاجية
فسر الدكتور صبحي، مفهوم التوسع الرأسي، موضحًا أنه يعني زيادة الإنتاجية لوحدة المساحة من الأرض، أي استغلال المساحة المحدودة في رفع الكفاءة الإنتاجية للفدان، وشارحًا أنه منذ حوالي 20 عامًا كانت إنتاجية الفدان حوالي 12 أردب.
وأكد أنه بفضل استنباط أصناف قمح حديثة ومجابهة التغيرات المناخية، وصلنا اليوم إلى إنتاجية قد تصل إلى 30 أردب، مضيفًا أن متوسط إنتاجية الصنف في الحقل الإرشادي يبلغ حوالي 24 أردب، بينما متوسط إنتاجية الفلاح العادي حوالي 19.5 أردب، مدللًا على أهمية سد هذه الفجوة بأنه لو تم زيادة متوسط محصول القمح عند الفلاح العادي بمقدار أردب واحد، فذلك يعني زيادة نصف مليون طن قمح، ولو زاد بمقدار ثلاثة أرادب، فذلك يعني زيادة مليون ونصف طن.
ترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد ثقافياً
أشار الدكتور صبحي، إلى أهمية محور ترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد من محصول القمح، موضحًا أن متوسط استهلاك الفرد داخل مصر يتراوح بين 160 إلى 200 كيلوجرام قمح سنويًا، مؤكدًا أن هذا المتوسط يعتبر عالياً جداً مقارنة بالمتوسطات العالمية.
وأشار إلى ضرورة وجود ثقافة غذائية لدى المواطن المصري لترشيد استهلاك القمح، ومفسرًا أن بعض المواطنين يأخذون خبزًا أكثر من اللازم، ويتم استخدام جزء منه كعلف للمواشي أو الدواجن، وهو ما يمثل فاقداً كبيراً وتكلفة على الدولة التي تدعم إنتاج الخبز وتوفيره للمواطن.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..