يُعد محصول القمح أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية على مستوى العالم بصفة عامة، وعلى مستوى مصر بصفة خاصة، فهو محصول الأمن الغذائي الأول، ويشكل الأمن الاستراتيجي للدولة المصرية، لكونه المكون الأساسي لرغيف الخبز الذي يمثل قوام حياة المواطنين، وهي المسألة التي دعت لتقديم أبرز النصائح الفنية والإرشادية حول هذا المحصول للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة.
تقليل الفاقد بعد الحصاد
شدد الدكتور صبحي، على التطور الكبير الذي حققته الدولة في تقليل الفاقد من القمح، مؤكدًا أنه منذ حوالي 10 سنوات كان الفاقد يصل إلى 15-20%، بينما أصبح اليوم شبه معدوم بفضل سياسات الدولة وتحديث الطرق والشون والمصانع والصوامع.
وأضح أن الفاقد كان يحدث أثناء الحصاد والدراس والنقل والتخزين في الشون التقليدية، ومفسرًا أن الدولة قامت بإنشاء صوامع حديثة مجهزة ومكيفة لمنع التسوس والقوارض، بالإضافة إلى شبكة الطرق الحديثة التي سهلت النقل، مضيفًا أن إدخال الميكنة الزراعية مثل الكومباين الذي يقوم بعمليات الحصاد والدراس والتعبئة في عملية واحدة قد قضى تقريبًا على الفاقد في مرحلة الحصاد وما بعدها.
تشجيع المزارعين والحملة القومية للقمح
سلط الدكتور صبحي، الضوء على كيفية تشجيع المزارعين للاستفادة من التقاوي الحديثة والتوصيات الفنية، موضحًا أن هناك برنامجًا يسمى “الحملة القومية لمحصول القمح” على مستوى الجمهورية، يغطي جميع المناطق.
ولفت إلى أنه يتم زراعة حقول إرشادية لدى المزارعين بدعم من المركز القومي للبحوث بتوفير التقاوي مجانًا، مؤكدًا أنه يتم أيضاً تقديم حزم توصيات فنية وندوات إرشادية للمزارعين والاخصائيين الزراعيين، تشمل كل شيء من الزراعة حتى الحصاد (مواعيد الزراعة، الري، التسميد، مقاومة الآفات)، بهدف مساعدة المزارع على تحقيق الطاقة الإنتاجية الكاملة للصنف، ومضيفًا أن هذه الحملة يتم تقييمها بالتعاون مع وزارة الزراعة، وأكاديمية البحث العلمي، ووزارة الري، ومعاهد بحوث الأمراض، الحشائش، والوقاية، وإدارة فحص واعتماد التقاوي، وإدارة إنتاج التقاوي.
السياسة الصنفية وتكيف الأصناف مع المناطق
بين الدكتور صبحي، أهمية السياسة الصنفية، موضحًا أنها خطة يتم وضعها قبل موسم زراعة القمح لتحديد الأصناف المناسبة لكل منطقة، وشارحًا أن محافظات مصر تختلف في طبيعة التربة (طينية، رملية، جيرية، ملحية، زلطية، حجرية) والظروف البيئية، ومؤكدًا أن التنوع الكبير في مصر يستلزم استنباط أصناف قمح تجابه وتتكيف مع ظروف كل منطقة وبيئتها، مثل الأصناف التي تتحمل درجات الحرارة العالية، أو الملوحة، أو نقص الرطوبة (الجفاف) حيث يمكن أن تكتفي بريتين أو ثلاثة فقط على الأكثر.
آلية تسجيل الأصناف الجديدة ومعاييرها
أوضح الدكتور صبحي، آلية تسجيل الأصناف الجديدة، شارحًا أن استنباط صنف جديد يستغرق حوالي 10 إلى 12 عامًا من البحث والتقييم، وموضحًا أن الباحثين يقومون بتقييم آلاف السلالات سنويًا.
وعدد مبادئ التقييم التي يجب أن تتوفر في السلالة لتصبح صنفًا تجاريًا، وهي أن تكون محصولها عاليًا، ومقاومة لجميع الأمراض الفطرية (مثل الصدأ والبياض)، ومقاومة للآفات الحشرية، ومتكيفة مع العوامل الجوية المختلفة (الحرارة، الرطوبة، الملوحة).
وأكد أن هذه الاختبارات تتم بالتعاون مع معاهد بحوث الأمراض، الحشائش، الوقاية، وفحص واعتماد التقاوي، وإدارة إنتاج التقاوي، ومفسرًا أنه لكي يتم تسجيل سلالة كصنف، يجب أن تكون متفوقة على الصنف القياسي المستخدم كمرجع.
وأوضح أن الأصناف تأخذ أسماء حسب محطة البحوث التي استنبطتها مثل سخا وجميزة وسدس، بينما هناك أصناف وطنية تسمى “مصر”، مؤكدًا في ختام حديثه أن الصنف الجديد يجب أن يلبي هدفين رئيسيين: أن يكون عالي المحصول للمزارع والمستثمر، وذو مواصفات تكنولوجية عالية تلبي احتياجات صناعة الخبز.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..