محصول القمح واختيار الموعد الأمثل لبدء الزراعة، واحدة من أكثر الملفات التي يتوجب الانتباه لها، نظرًا لعلاقتها الوثيقة بنجاح موسم الذهب الأصفر، وتحقيقه لأعلى مُعدلات الجودة والإنتاجية التي يُمكن الوصول إليها، وهي الإشكالية التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء، للتوعية بضرورة الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بشأنها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد السلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، أستاذ قسم بحوث القمح بمحطة بحوث سخا – ملف التوقيت الأمثل لزراعة محصول القمح بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على الإرث الثقافي والموروث الشعبي الذي سجله المُزارع المصري بهذا الشأن ومدى تطابقه مع النظريات العلمية الحديثة للوصول لأفضل مُعدلات الإنتاجية.
توقيت الزراعة وعلاقته بحجم إنتاجية محصول القمح
في البداية تحدث الدكتور عبد السلام المنشاوي عن ضرورة اتباع التوصيات الفنية الواردة بشأن تحديد واختيار أفضل توقيت لزراعة محصول القمح، والذي يُمثل أهم ركائز نجاح موسم الغلة، شريطة تنفيذ باقي المُعاملات طبقًا للإرشادات، لتحقيق أفضل وأعلى حجم إنتاجية مُمكنة.
توقيت زراعة محصول القمح والموروث الثقافي للمُزارع المصري
أشاد رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية بعقلية المُزارع المصري، مؤكدًا أنه ينتمي لواحدة من أعرق المدارس الزراعية على مستوى العالم، والتي تمتد جذورها لفجر التاريخ، ما جعله يملك إرثًا ثريًا، ورصيدًا كبيرًا من الخبرة، والوعي بالقواعد الأساسية الحاكمة لنجاح موسم الذهب الأصفر.
وسلط “المنشاوي” الضوء على أفضل توقيتات زراعة محصول القمح، مؤكدًا أن خبرة المزارع المصري التي توارثتها الأجيال على مر العصور، مكنته من تحديدها بكل دقة، وهو الأمر الذي يُمكن الاستدلال عليه من الموروث الثقافي والأمثال الشعبية التي أوردها بهذا الشأن.
موضوعات قد تهمك
تقاوي القمح.. جدول الكميات المُوصى به لتحقيق أعلى إنتاجية وأسباب تفوق “سخا 95”
حشائش الهالوك.. أفضل المبيدات والتقاوي المقاومة وتوقيت المُكافحة وطرق الرش
“قمح بابه”.. أبرز محاذير زراعة الذهب الأصفر
كشف “المنشاوي” أبرز هذه الأمثال التي تؤرخ لنجاح المُزارع المصري في تحديد أفضل موعد لزراعة محصول القمح وفي مُقدمتها “قمح بابه هبابه”، ويأتي ضمن قائمة المحاذير التي سنها أجدادنا بشأن الذهب الأصفر، نظرًا لاحتياج هذا المحصول الاستراتيجي لعدد مُحدد من ساعات “الحرارة والبرودة”، والتي تختلف بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
وأوضح رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية أن “بابه” واحد من أشهر التقويم القبطية، والذي يبدأ في 10 أكتوبر وينتهي بحلول 9 نوفمبر، وهي الفترة التي لا يُحبذ زراعة محصول القمح خلالها، نظرًا لعدم ملائمتها لاحتياجاته والبيئة المُناخية التي تُساعده على إتمام مراحل نموه التالية.
إقرأ أيضًا
حشائش أشجار الفاكهة.. خطة المُكافحة الصحيحة وقائمة المبيدات المُوصى بها
البرسيم الفحل.. أسباب تفوقه على “العليقة المركزة” وطرق صناعة الدريس
“هاتور”.. أفضل توقيت لزراعة محصول الغلة
انتقل “المنشاوي” إلى أشهر الأمثلة التي سجلها المُزارع المصري القديم بشأن توقيت زراعة محصول القمح، وأشهرها على الإطلاق “قمح هاتور.. ذهب منثور”، ويُشير هذا المثال الشعبي الأصيل إلى “شهر هاتور”، بوصفه أنسب موعد لبدء موسم الذهب الأصفر.
ولفت إلى أن التقويم القبطي الخاص بشهر “هاتور” يوازي الفترة من 10 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، والتي أثبتت الدراسات العلمية إلى أنها تُمثل أفضل توقيت لبدء موسم زراعة محصول القمح، نظرًا لتماشيها مع احتياجاته الحرارية المُنضبطة، ما يُعزز من فُرص اكتمال مراحل نموه بشكل سليم، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على حجم الحصاد ونسبة الربحية الاقتصادية المُتوقعة.
لا يفوتك