محصول القمح واحد من ركائز منظومة الأمن الغذائي بالسواد الأعظم من دول العالم، وهي المسألة التي دفعت أغلب الحكومات، لوضع برامج زراعية صارمة، للاعتماد على مواردها الطبيعية، وتقليل حجم التوجه صوب الاستيراد، ولاسيما بعد الهزة التي أحدثتها الحرب “الروسية – الأوكرانية”.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية اية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور محمد أبو زيد – باحث أول بقسم بحوث أمراض القمح – ملف مكافحة أمراض القمح بالشرح والتحليل.
محصول القمح
نصائح وتوصيات عامة
في البداية تحدث الدكتور محمد أبو زيد عن أبرز الإشكاليات التي تواجه قطاع عريض من مزارعينا، والتي غالبًا ما تنجم عن بعض الممارسات الخاطئة التي يرتكبونها بحكم العادة، دون وعي أو دراية بفداحة تبعاتها ومردودها السلبي على معدلات الجودة، وحجم الإنتاجية والحصاد المتوقع.
وأوضح أن في مقدمة هذه الأخطاء “التتقية” من بذور حصاد الموسم السابق، لافتًا إلى أنه يعزز فرص الإصابة بمرض “التفحم السائب”، والذي يترتب عليه فقدان 100% من الحبوب المصابة، والتي تترجم بالتبعية لخسائر اقتصادية فادحة لا يمكن تعويضها.
ونصح “أبو زيد” بضرورة معاملة البذور التي سيتم استخدامها كتقاوي، بالمبيدات والمطهرات الفطرية المعتمدة والموصى بها من قبل وزارة الزراعة، حال عدم وجود أي بدائل متاحة أمام المزارعين، واضطرارهم لاستخدام بذور حصاد الموسم السابق.
ونصح “أبو زيد” بإعداد المهد الجيد للبذور والتقاوي، عن طريق المعاملات الزراعية الأساسية من حرث وتنعيم وتسوية، مفضلًا أن يكون المحصول السابق للغلة من البقوليات، لمضاعفة نسبة النيتروجين الموجود في التربة، والذي ينعكس بالإيجاب على حجم الإنتاجية والحصاد المتوقع للقمح.
وتطرق الباحث أول بقسم بحوث أمراض القمح إلى واحدة من الشكاوى الشائعة، من انتشار الأعفان مؤكدًا أن هذه الإصابات ناتجة عن الإفراط في معاملات الري دون وجود الصرف الجيد، ما يؤدي لاختناق النباتات وعدم الإنبات ومن ثم فقدان جانب كبير من المحصول، كنتيجة مباشرة لعدم الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، لافتًا إلى أن هذه القاعدة تسري على ريتي الزراعة والمحاياة.
وأكد “أبو زيد” أن المتابعة الدورية والمستمرة، وإتباع توصيات الفنية الخاصة بالمعاملات الزراعية الصحيحة، والري والتسميد وفقًا للمقننات المسموحة، والزراعة على مصاطب، كحزمة من أهم الأدوات الفاعلة، التي تقلل من احتمالات إصابة محصول القمح بالأمراض الشائعة والمختلفة.
ولفت إلى أن تقليل المقننات المائية عن الحدود المسموحة، يؤدي لإشكاليات عدة تضر بـ”محصول القمح”، وتؤثر بالسلب على معدلات التفريع، وطرد السنابل وامتلاء الحبوب، والتي تتجلى في نقص حاد بمعدلات الإنتاجية وحجم الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم، ما يفرض التزامًا أكبر تجاه تطبيق التوصيات الواردة بهذا الشأن فلا إفراط و لا تقصير.
وانتقل “أبو زيد” إلى المعاملات التسميدية، مؤكدًا أنها تختلف باختلاف طريقة الزراعة، حيث أن لكل واحدة منها مقنناتها المحددة، ما يفرض وجود الوعي بأساسيات تطبيقها، واختيار البرنامج التسميدي الملائم لها.
ونصح “أبو زيد” جموع المزارعين بالالتزام بالمقننات السمادية الموصى بها، محذرًا من الإفراط في إضافة الآزوت والمركبات النيتروجينية، التي تضاعف درجة “غضاضة” النبات، وتجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، على العكس من برامج التسميد الفوسفاتي، التي تحمي النبات، وهي المسألة التي تحتم ضرورة إحداث التوازن المطلوب بينهما.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول القمح.. اشتراطات تجهيز التربة ومعاملات التسميد السابقة للزراعة
دبور الحنطة المنشاري.. ملامح الإصابة وخطورتها على محصول القمح
القمح.. أهمية اختيار التقاوي والأصناف الجيدة
دودة سنابل القمح.. أفضل استراتيجيات المكافحة الواجب اتباعها للتخلص منها