محصول القطن المصري حفر لنفسه موقعًا مُتفردًا بالأسواق العالمية منذ استخداثه بأرض المحروسة، وعلى مر العقود الماضية تعرض لبعض الانتكاسات والتراجع، قبل أن تولي القيادة السياسية اهتمامها مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي زمام المسؤولية، ما مهد لاستعادة ريادته مرة أخرى، بفضل الخُطط والأصناف المُستحدثة، التي تم إنتاجها بجهود بحثية وطنية 100%، بما يتماشى مع أحدث الدراسات والتطبيقات العلمية، التي تم الوصول إليها في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور جابر محمد – أستاذ متفرغ بمعهد بحوث القطن – ملف زراعة محصول القطن بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على مزايا الأصناف الجديدة، والجهود المبذولة في سبيل الإرتقاء بإنتاجية وجودة الذهب الأبيض المصري.
محصول القطن.. أسباب عدم تحقيق الأرقام المُستهدفة
في البداية كشف الدكتور جابر محمد عن إجمالي المساحة المُنزرعة بـ”محصول القطن”، والتي تم حصادها حتى نهاية شهر يوليو الجاري، ووصلت إلى 337.5 ألف فدان، مُشيرًا إلى أنها تُمثل 77% من إجمالي المساحة المُستهدفة لزراعة الذهب الأبيض والمُقدرة بـ”439 ألف فدان”.
وعزا أسباب عدم الوصول للمساحات المُستهدف زراعتها بـ”محصول القطن”، إلى انخفاض درجات الحرارة وطول الموسم الشتوى، بالإضافة لكون 50% من مُزارعي الذهب الأبيض اتخذوا قرار تأخير الموسم، الذي بدأ فعليًا بنهاية شهر إبريل الماضي.
دور معهد بحوث القطن والأصناف المُستحدثة
أكد أستاذ معهد بحوث القطن أنه وبرغم عدم تحقيق الأرقام المُستهدف زراعتها خلال الموسم الحالي، إلا أن المساحات التي تم الوصول إليها مُرضية إلى حد كبير، وتخطت ما تم تحقيقه خلال الموسم الماضي، والتي توقفت عند حدود الـ237 ألف فدان بزيادة 42%.
وثمن الدكتور جابر محمد دور المعهد في الوصول لأفضل النتائج خلال الموسم الحالي، مؤكدًا أن التوصيات والأصناف الحديثة التي تم إنتاجها ومنها “جيزة 97″، ساهمت إلى حد كبير في تقليل الأثر السلبي الناجم عن تأخر زراعة محصول القطن، والذي كان له تبعات على حجم الإنتاجية المُتوقعة، نظرًا لقصر دورتها الزراعية التي لا تتجاوز الـ140 يومًا.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. 4 خطوات للتخلص منها بدون مبيدات
الذرة الرفيعة.. أخطر 6 آفات تُهدد المحصول وطرق مكافحة العصافير والغربان
خريطة توزيع وزراعة محصول القطن
كشف “محمد” خريطة توزيع زراعة محصول القطن، والتي تتصدرها محافظة كفر الشيخ بـ108 ألف فدان، مزروعة بصنف جيزة 94، وتُمثل 32% من إجمالي المساحات المُنزرعة بالذهب الأبيض، تليها الدقهلية بـ59 ألف فدان، الشرقية ثالثًا بـ56 ألف فدان، فيما تراجعت البحيرة للمركز الرابع بـ45 ألف فدان مزروعة بصنف “جيزة 86”.
وبرر تراجع مساحات زراعة محصول القطن، موضحًا أن جانب كبير منها يعود لقلة العائد الاقتصادي، فيما تأتي الإشكاليات الخاصة بتدهور إنتاجية بعض الأصناف نظرًا للوقوع في بعض الممارسات الزراعية الخاطئة، وهو الأمر الذي تم وضعه في الحسبان، وإدراجه ضمن خطة إحلال الأصناف الجديدة عالية المقاومة والإنتاج وفي مُقدمتها صنف “جيزة 97”.
إقرأ أيضًا:
الذرة الرفيعة.. أخطر 6 آفات تُهدد المحصول وطرق مكافحة العصافير والغربان
محصول الفراولة.. “60 ألف جنيه للفدان” شروط الحصول على دعم البنك الزراعي
محصول القطن”.. ومزايا صنف جيزة 97
قدم الدكتور جابر محمد شرحًا وافيًا لمميزات أصناف وسلالات محصول القطن الجديدة مثل “جيزة 97″، مُشيرًا إلى إدراجه ضمن خطة إحلال السلالات، والتي بدأت بإكثاره على مساحة 9450 فدان بمحافظات المنوفية والغربية والإسكندرية، قبل تعميمه بشكل تدريجي بباقي محافظات الجمهورية.
وعدد مزايا صنف جيزة 97، موضحًا أن يتميز بالآتي:
1. قِصر دورته الزراعية والتي لا تتعدى الـ140 يومًا
2. التكبير في النضج
3. إنتاجيته العالية
4. متانته العالية التي تتساوى مع صنف جيزة 86
5. نسبة تصافي عالية
6. فائق النعومة
7. كفاءة غزل عالية
8. متوسط إنتاجية الفدان تتراوح ما بين 9 إلى 12 قنطار أو يزيد حال اتباع تنفيذ كامل التوصيات الفنية
شاهد:
دور الحقول الإرشادية والندوات والأيام الحقلية
أكد الدكتور جابر على أهمية الحقول والندوات الإرشادية التي يتم عقدها للمُزارعين، للتوعية بمزايا الأصناف الجديدة، ومشاهدتها على أرض الواقع، بجميع مراكز وقرى محافظات الجمهورية، ما يشجع على تنفيذ ونجاح خطط التحول والإحلال التدريجي لها، في سبيل الوصول لحجم الإنتاجية المُستهدف بنهاية الموسم، علاوة على مُتابعة كافة المشاكل الطارئة التي قد يتعرض لها المُزارعين على مدار الموسم.