محصول القطن وملامح الخريطة الصنفية للموسم الجديد

محصول القطن وأخر الاستعدادات لبداية موسم الزراعة الجديد كانت أحد المحاور التي تطرق إليها الدكتور عماد عبد العظيم عامر – رئيس بحوث بمعهد بحوث القطن، التابع لمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”.

جهود الدولة لتصحيح مسار محصول القطن

في البداية ثمن الدكتور عماد عبد العظيم عامر الجهود المبذولة من قِبل وزارة الزراعة، لإقرار سعر ضمان عادل ومُرضي لجموع المزارعين، وهي المسالة التي عززت تصحيح مسار زراعة محصول القطن، تجاوز مشاكل التسويق بالموسم السابق، والذي تراجعت فيه إجمالي المساحة المنزرعة إلى أقل من 250 ألف فدان فقط.

وأوضح “عامر” أن إعلان سعر الضمان قبل بداية موسم زراعة محصول القطن، والذي تم إقراره قبل حوالي شهر ونصف، ساهم في استعادة قطاع كبير من جموع مزارعي الذهب الأبيض، لافتًا إلى أن الدفع بالأصناف الجديدة عالية الإنتاجية، يتيح تحقيق معدلات ربحية مُرضية، تتماشى مع حجم الجهد المبذول على مدار الموسم.

جهود معهد بحوث القطن وملف الأصناف الجديدة

لفت “عامر” إلى حجم التحديات التي نجح معهد بحوث القطن في تجاوزها والتغلب عليها، وفي مقدمتها ملف إنتاج الأصناف والسلالات الجديدة، موضحًا أن إطلاق أي صنف جديد يحتاج ما بين 15 إلى 20 عامًا، على أن يتفوق على الأصناف القائمة إما على مستوى الإنتاجية أو التصافي أو معدلات الجودة، أو الثلاثةت محاور معًا.

وسلط الضوء على دور بعض أقسام معهد بحوث القطن، موضحًا أن قسم التربية يقوم بإنتاج الأصناف والسلالات الجديدة، على أن يتولاها قسم “المحافظة”، والمنوط بالحفاظ على الأصناف من التدهور وتبعات الخلط الذي يحدث لدى قطاع عريض من المزارعين.

وأكد أن “التدهور” معناه حيود الصنف عن الصفات الأساسية التي يتسم بها، وهي المهمة التي يناط بها قسم “المحافظة”، لحماية السلالات من تبعات هذا الحيود، وإنتاج أصناف جديدة بشكل مستمر، بناءًا على مجموعة كبيرة من المعاملات التي يتم إجراؤها داخل حقول الإكثار، مرورًا بالمحالج، وانتهاءًا بعمليات النقل والفرز والتسويق.

قرارات وزارية

أشار “عامر” إلى الإجراءات التي تحدث قبل بداية الموسم، حيث يتم إصدار قرارين وزاريين، لتحديد الأماكن التي سيتم زراعتها بكل صنف أو ما يعرف بـ”الخريطة الصنفية”، مع توقيع جزاءات على المخالفين، فيما يختص القرار الثاني بتحديد أماكن حقول الإكثار، مع تطبيق المتابعة الدورية عليها لاستبعاد “الغريبة” و”الشوارد”.

وكشف أن الخطوة التالية تختص بتحديد المساحات المنزرعة، موضحًا أنها تتم وفقًا للكميات والمعدلات الإنتاجية المطلوب تحقيقها بحلول نهاية الموسم، وتختص بها كافة الجهات المعنية بهذا الملف، وفي مقدمتها “اتحاد مصدري القطن، لجنة تجارة الأقطان، الشركة القابضة للغزل والنسيج، لجنة تجارة القطن بالداخل”، مع توفير التقاوي اللازمة لكل صنف، لافتًا إلى أن المساحة المستهدفة لهذا الموسم تتجاوز حدود الـ320 ألف فدان.

ملامح الخريطة الصنفية للموسم الجديد

عرج “عامر” على أحدث الأصناف التي انضمت للخدمة، بعد الانتهاء من إكثارها، وأبرزها “جيزة 94″، الذي يجود في محافظات الوجه البحري، موضحًا أنه يمتاز بارتفاع معدلات إنتاجيته، بالإضافة لتميزه على صعيد “المتانة” ونسبة التصافي، ما يؤدي لتحقيق أفضل مستويات الإنتاجية المطلوبة.

وانتقل إلى مميزات صنف “جيزة 86” الذي مازال قادرًا على المنافسة والتواجد بين الأصناف الجديدة التي تم إقرارها، نظرًا لارتفاع معدلات الطلب عليه بسبب صفاته المحصولية والغزلية المطلوبة بالأسواق، والتي تعطي معدلات إنتاجية مُرضية، بالإضافة لارتفاع نسبة تصافيه ومتانته.

وأكد أن صنف “جيزة 97” يمثل أحدث أصناف القطن التي يتم التوسع فيها حاليًا، والذي تم إقراره للزراعة بكامل محافظات “القليوبية، المنوفية”، بالإضافة لـ”الغربية” ما عدا مركز واحد فيها، مع استثناء بعض مراكز “الشرقية”، ومركزي “الرحمانية وشبراخيت” بمحافظة البحيرة، لافتًا إلى تميز مواصفاته الخاصة بمستويات الإنتاجية ونسبة التصافي، علاوة على ملائمته لمعاملات الجني والحصاد الآلي، وتحمله للإجهادات البيئية والظروف غير المواتية للزراعة.

وكشف “عامر” أن أقطان طويل الوجه البحري، تمثل قرابة الـ85 إلى 90% من إجمالي إنتاج مصر من محصول القطن، فيما تضم أقطان الوجه القبلي، صنفي “جيزة 95” و”جيزة 98″، لافتًا إلى أن الأخير يمثل أحدث الأصناف التي تم إنتاجها بواسطة المعهد، علاوة على تميزه بارتفاع نسبة التصافي وتحمله للإجهادات الحرارية، وملائمته للزراعة بمحافظات “سوهاج، الوادي الجديد، قنا، الأقصر، توشكى، العوينات”.

وأضاف “عامر” أنه بالإضافة للأصناف السابقة، تواجد بعض الأصناف التي يتم إنتاجها بالطلب بواسطة شركات القطاع الخاص، للزراعة على مساحات بسيطة، وأبرزها صنفا “جيزة 45، 87” كأفضل الأصناف التي أنتجتها مصر على الإطلاق، والتي تتميز غزولها بنعومة تقترب من الحرير، بالإضافة لصنفا “جيزة 93، 96”.