محصول القطن واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي حظت بمكانة وسمعة عالمية، وهي المسألة التي دعت الدولة وأجهزتها المعنية، لتذليل كافة العقبات للارتقاء بمعدلات إنتاجيته، وتحسين وتطوير اصنافه وسلالاته، وهو الملف الذي تناوله الدكتور مصطفى عطية عمارة بالشرح والتحليل خلال حلوله ضيفًا على برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل.
أهمية تطهير البذور وطرق الزراعة المثلى
لفت الدكتور عمارة إلى أهمية إجراء عملية تطهير للبذور قبل الزراعة مباشرة باستخدام مطهر فطري مثل بنثرين أو جوسه لحماية البادرات من الآفات الأولية لمدة 40 يومًا، محذرًا من نقع البذور المعالجة بمطهر فطري لفترة طويلة لأنه يسبب مشاكل في الإنبات، مشددًا على ضرورة الزراعة مباشرة بعد التطهير وري الأرض، منتقلًا إلى مرحلة تجهيز الأرض النهائي من تخطيط أو إقامة مساطب.
وأوضح أن التوجه المسيطر حاليًا هو تطبيق مفاهيم الزراعة المستدامة أو الزراعات التجديدية، والتي تهدف إلى الحفاظ على البيئة والاستفادة القصوى من مدخلات الإنتاج.
وأوصى “عمارة” بالزراعة على مصاطب بدلًا من الاعتماد على نظم الزراعة على الخطوط التقليدية، موضحًا أن المصاطب هي الخيار الأفضل لزراعة القطن في معظم الأراضي بما فيها الرملية، باستثناء الأراضي الجيرية والملحية والتي لا ينصح بها، لتجنب ظهور الأملاح على سطح المصطبة وبالتبعية مضاعفة فرص إجهاد الجذور، مبينًا أن الزراعة على مصاطب تحقق وفرًا مائيًا بنسبة 30%، بالإضافة للاستفادة من فوائدها في تهوية النباتات، وتوسيع المسافات بينها لدخول الإضاءة والهواء.
توصيات بشأن المسافات بين النباتات لتجنب الإصابات
قدم الدكتور مصطفى عطية عمارة التوصيات الحالية بزراعة محصول القطن على مسافات واسعة، موضحًا أن المسافات التقليدية من 25 إلى 30 سم بين الجور لم تعد مناسبة، ناصحًا بزيادة المسافة لتصل إلى 40 سم بين الجور، معللًا ذلك بالمشاكل التي حدثت في الموسم الماضي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية لفترات طويلة، مما أدى إلى زيادة الإصابات الفطرية والحشرية مثل المن والذبابة البيضاء والجاست.
وأكد أن الحل لم يكن في المبيدات أو أسلوب الرش بالضرورة، بل في توفير بيئة غير مناسبة لانتشار هذه الآفات، مبينًا أن وجود عوائل بديلة قريبة مثل الخضروات والرطوبة العالية والظل تعتبر بيئة مثالية لهذه الحشرات.
وتابع حديثه مشيرًا إلى أن توفير تهوية جيدة وإضاءة كافية يعتبر المبيد الطبيعي لهذه الآفات، موصيًا بتبني نظام الزراعات المستدامة أو الجديدة من خلال الزراعة على مصاطب لا تقل عن 90 سم ولا تزيد عن 120 سم، والزراعة على جانبي المصطبة بمسافة 40 سم بين الجورة والأخرى بنظام رجل الغراب (بالتبادل) لتوفير مسافات بينية وتوزيع فراغي هندسي للنباتات.
وأوضح أن نبات القطن بطبيعته تعويضي، فكلما اتسعت المساحة حوله نما بشكل أفضل وأعطى أفرعًا ثمرية وإنتاجًا ثمريًا أفضل، مما يقلل من الحاجة إلى المبيدات والأسمدة، نتيجة لهذه الخبرة والمشاكل التي حدثت في الموسم السابق.
توفر التقاوي المعتمدة وجهود الدولة في التسويق
أكد الدكتور مصطفى عطية عمارة أنه بناءً على القرار الوزاري، تم بالفعل توزيع الأصناف المعتمدة في الجمعيات الزراعية، مشيرًا إلى أن هذا العام شهد توريد أقطان الإكثار للمحالج في مواعيدها، وبالتالي تم حلج القطن وتجهيز التقاوي مبكرًا، مبينًا أن الكمية اللازمة للزراعة هذا العام متوفرة في جميع الجمعيات والإدارات الزراعية على الرغم من التوقعات بانخفاض المساحة المنزرعة.
واستطرد حديثه مسلطًا الضوء على جهود الدولة في تسويق محصول القطن، موضحًا أنه تم توريد أقطان الإكثار للمحالج في مواعيدها، وتجهيز البذور مبكرًا، معترفًا بوجود بعض الإشكاليات البسيطة في منظومة إدارة التسويق، حيث كان انخفاض السعر العالمي عن سعر القطن المحلي هو السبب الرئيسي في مشكلة عدم الإقبال على الشراء.
وكشف عن تدخل الدولة لحل هذه المشكلة من خلال إعلانها عن شراء محصول القطن من المزارعين بالأسعار المعلنة، كضمان لهم في حالة انخفاض الأسعار العالمية، مشددًا على أن الدولة تضمن المزارع بهدف دعم الصناعات الوطنية، وتوفير المادة الخام اللازمة للمصانع النسيجية، مؤكدًا أن ضمان المزارع هو السبيل لاستمراره في زراعة القطن وزيادة المساحات المنزرعة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الكاملة..
اهم التوصيات الفنية في بداية موسم زراعة محصول القطن
شاهد أيضًا..
موضوعات قد تهمك..
«زراعة الشرقية » توعي مزارعي ديرب نجم بأهمية تحميل البصل على محصول القطن
محصول القطن وجهود الدولة لتحسين جودة البذور و3.4 مليار دعمًا للمزارعين