محصول القطن واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي حظت بمكانة وسمعة عالمية، وهي المسألة التي دعت الدولة وأجهزتها المعنية، لتذليل كافة العقبات للارتقاء بمعدلات إنتاجيته، وتحسين وتطوير اصنافه وسلالاته، وهو الملف الذي تناوله الدكتور مصطفى عطية عمارة بالشرح والتحليل خلال حلوله ضيفًا على برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل.
أهمية محصول القطن والاستعداد الأمثل لزراعته في مصر
أكد الدكتور مصطفى عطية عمارة، وكيل معهد بحوث القطن لشؤون الإرشاد والتدريب والمنسق والمتحدث الإعلامي، على الأهمية التاريخية والاقتصادية لمحصول القطن في مصر، مشيرًا إلى ارتباطه الوثيق بالحياة المصرية على مر العصور.
وأوضح أنه لطالما كان مصدرًا للخير والرخاء، ومعترفًا بمرور زراعة القطن بفترات من التحديات، لكنه شدد على عودته القوية بفضل جهود العلماء وتقديم كل ما هو جديد ومفيد للمزارعين.
وسلط الضوء على أن مزارع القطن يتميز ببحثه الدائم عن المعلومة التي تزيد من إنتاجيته، حيث يعتمد عليه في جوانب حياتية عديدة، مضيفًا أن هذا المحصول يعتبر الرابط الشرطي أو وزير اقتصاد المحاصيل الزراعية في مصر، ومستطردًا في حديثه حول الاستعداد الأمثل لزراعته بهدف تحقيق أعلى إنتاجية وفقًا للمعايير العلمية الصادرة عن مركز البحوث الزراعية.
بدء موسم الزراعة والتوعية الإرشادية للمهندسين والمزارعين
أشار الدكتور عمارة إلى أن بداية موسم زراعة محصول القطن تعتبر عيدًا يحتفل به الجميع منذ وضع البذرة وحتى لحظة الحصاد، وموضحًا أن القطن يتمتع بوجود تاريخي في مصر وارتباط وثيق بالمزارعين.
ولفت إلى الأهمية الاقتصادية لهذا المحصول على كل من المزارع والدولة، معترفًا بأن محصول القطن مر بفترات صعبة، ومستشهدًا بمشكلة التسويق في الموسم الماضي التي لا تزال قائمة.
واكد على ضرورة الاستفادة من هذه المشاكل لتطوير أساليب الزراعة والتعامل معها، كاشفًا عن أن الموسم الزراعي الحالي بدأ تقريبًا مع بداية شهر رمضان، أي منذ أوائل شهر مارس، حيث باشر معهد بحوث القطن ووزارة الزراعة في تنظيم الندوات الإرشادية العامة في مختلف محافظات الجمهورية.
وأضاف أنه قام بالمرور على 14 محافظة لعقد هذه الندوات للمهندسين الزراعيين والأخصائيين المختصين بالقطن في الجهاز الإداري، مشيرًا إلى أن ذلك سبق إصدار وزارة الزراعة للقرارين الوزاريين الخاصين بتوزيع الأصناف والسلالات على مستوى الجمهورية، وهما القرار رقم 91 الخاص بتوزيع الأصناف، والقرار رقم 92 المتعلق بحقول الإكثار وتوزيع مناطقها للحصول على التقاوي للموسم القادم.
توزيع الأصناف الجديدة وأبرز مميزاتها
أوضح الدكتور عمارة أنه خلال هذه الندوات يتم تعريف المهندسين بالأصناف الجديدة المتاحة، مع ذكر أبرز الأمثلة مثل صنف جيزة 98 الذي يعتبر أحدث الأصناف المنزرعة على مستوى الجمهورية.
وبين أنه يزرع منذ سنتين في الزراعة العامة، حيث اقتصرت زراعته في العام الماضي على محافظة سوهاج فقط، بينما يتم التوسع فيه هذا العام ليشمل محافظات سوهاج وأسيوط والمنيا والوادي الجديد.
وعلل هذا التوسع بتميز هذا الصنف بإنتاجيته العالية التي تصل إلى متوسط 10 قناطير للفدان، وقصر عمره، وتحمله للتغيرات المناخية مثل الظروف الجوية الحارة والجفاف.
ودلل على ذلك بكفاءته التي أثبتها في محافظات الصعيد خلال الموجات الحارة التي شهدتها البلاد مصحوبة بارتفاع الرطوبة، حيث كانت محافظات الصعيد الأقل تضررًا بفضل وجود هذا الصنف وصنف جيزة 95.
وأصاف أن صنف جيزة 98 مطلوب أيضًا في الصناعات الوطنية لما يتميز به شعره من مواصفات جودة عالية تفوق الأقطان القصيرة والغزول السميكة المستوردة، وبالتالي يحل محلها بشكل كبير، خاصة في ظل التغيرات الدولية في التجارة والمناخ.
ولفت إلى ميزة أخرى في القرار الوزاري تتمثل في الصنف سوبر جيزة 97، والذي شهدت خريطته الزراعية بعض التغييرات هذا العام بناءً على نتائج الزراعة في المناطق المختلفة، حيث تم سحبه من أربع مراكز في محافظة الشرقية وإعادة توزيعه في محافظات غرب الدلتا مثل الغربية والمنوفية والبحيرة، معللًا ذلك بتحقيقه جودة أعلى في هذه المحافظات وإمكانية التوسع فيه في الموسم المقبل.
نصائح للمزارعين الراغبين في زراعة محصول القطن وتجهيز الأرض
تابع الدكتور عمارة حديثه موجهًا نصائحه للمزارعين الراغبين في دخول موسم زراعة القطن وتدارك أخطاء المواسم السابقة.
وأكد أن البداية الصحيحة تكمن في اختيار الصنف المناسب، ومشيرًا إلى وجود سياسة صنفية لتوزيع الأصناف بين الوجه البحري والقبلي، وموضحًا قرار سحب بعض الأصناف من مناطق وإعادة توزيعها بناءً على المرجعية العلمية.
ونصح المزارعين بضرورة البدء بتجهيز الأرض للزراعة كخطوة أولى، مشددًا على أهمية الزراعة المبكرة للقطن كلما أمكن ذلك بعد الانتهاء من محاصيل أخرى مثل البنجر والقمح والبرسيم.
وأوضح أن الزراعة المبكرة تؤدي دائمًا إلى إنتاجية أفضل، خاصة مع الأصناف قصيرة العمر التي تم تطويرها في معهد بحوث القطن على مدار العشرين عامًا الماضية، والبالغ عددها تسعة أصناف حاليًا بالإضافة إلى صنف جيزة 45 القديم.
وبين أن هذه الأصناف القصيرة العمر توفر في مدخلات الإنتاج وتحقق إنتاجية وجودة عاليتين باتباع التوصيات، مفسرًا كيفية تجهيز الأرض للزراعة من خلال حرثها مرتين إلى ثلاث مرات، وإضافة سماد السوبر فوسفات بمعدل أربع شكاير للفدان وست شكاير في الأراضي القلوية أو الملحية قبل الحرثة الأخيرة.
وأضاف أنه يفضل في الأراضي التي كانت مزروعة بالبنجر إضافة كبريت زراعي بمعدل من 50 إلى 100 كيلو للفدان لمقاومة البكتيريا وتطهير التربة من الأمراض البكتيرية والفطرية.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الكاملة..
اهم التوصيات الفنية في بداية موسم زراعة محصول القطن
شاهد أيضًا..
موضوعات قد تهمك..
«زراعة الشرقية » توعي مزارعي ديرب نجم بأهمية تحميل البصل على محصول القطن
محصول القطن وجهود الدولة لتحسين جودة البذور و3.4 مليار دعمًا للمزارعين