محصول القطن من أهم المحاصيل الاستراتيجية المصرية، وأحد ركائز وأعمدة الاقتصاد القومي، ما حتم ضرورة الاهتمام باستعادته لمكانته العالمية، وعرشه الذي حافظ عليه تاريخيًا وعلى مدار العقود الماضية، وهي المسألة التي أولتها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية كامل اهتمامها.
وخلال السنوات الأخيرة، طرأت بعض التعقيدات والتحديات على زراعة محصول القطن، بسبب نقص الأيدى العاملة وارتفاع تكلفة استخدامها، وبخاصة فى المناطق المستصلحة والأراضى الجديدة، علاوة على ارتفاع التكاليف الإنتاجية للذهب الأبيض، ما انعكس بالسلب على المساحات المنزرعة به، والتي تآكلت تدريجيًا، مقابل الزيادة المطردة للمحاصيل الأخرى سواء “الصيفية أو الشتوية”، والتي اتسعت رقعتها بشطل مطرد.
ويعد تغيير النظم الزراعية المستخدمة مع المحاصيل المنافسة “الصيفية والشتوية”، أحد أهم أسباب التطور الملموس الذي طرأ عليها خلال السنوات الأخيرة مُقارنةً بالقطن، وفي مقدمة تلك الأسباب الاعتماد على الميكنة الزراعية، ما ترتب عليه سهولة إتمام كافة المعاملات المطلوبة في سهولة وسير، علاوة على وانخفاض تكاليف الإنتاج، وزيادة ربحية المزراع.
ومن هذا المنطلق، نفذ معهد بحوث القطن خلال الموسم الجاري 2024/2023، عدد 3 تجارب لزراعة الذهب الأبيض بنظم الميكنة الزراعية، منها تجربتان داخل قطاع الإنتاج بمحافظة كفر الشيخ، الأولى بزراعة صنف “جيزة 94” على مساحة 5 أفدنة بـ”كفر دفرية”، والثانية من خلال الصنف “جيزة 92” على مساحة 5 فدان بقرية القرضا، وذلك يوم السبت الموافق 2023/5/13، قبل تنفيذ تجربة الزراعة الآلية الثالثة، بالصنف جيزة 94، داخل الحقل الإرشادي التابع للإدارة الزراعية بمركز قطور بمحافظة الغربية، وذلك يوم الاثنين الموافق 2023/5/23.
وخلص معهد بحوث القطن إلى حزمة من النصائح الفنية، أهمها على الإطلاق عملية نزع زغب البذرة، بالإضافة للمطهرات الفطرية، وزراعة الفدان بكمية 8 كيلو جرام بذرة فقط، لافتًا إلى الفوارق الكبيرة التي تتجلى في الطريقة اليدوية العادية، والتي تحتاج إلى 24 كيلو جرام بذرة للفدان.
مزايا ال”9″لزراعة محصول القطن
أولاً: توفير نفقات تخطيط الأرض للمزارع حيث تتم زراعة الأرض غير المستوية وغير المخططة، وتظل كذلك حتى نمو النباتات إلى 2 و3 ورقات حقيقية وهو يوفر تكاليف لا تقل عن 250 جنيهاً تخطيط إلى جانب توفير من 300 إلى 400 من تكاليف الزراعة بالمقارنة بالزراعة اليدوى.
ثانيا: ضبط المسافات بين الجور وتكون فى حدود من 10 سم أو 11 جورة فى الخط باجمالى المساحة مما يعطى الفرصة كاملة لكل نبات للاستفادة من المقررات السمادية والعناصر الغذائية والهواء والحرارة والاضاءة الموجودة .
ثالثاً: زراعة بذرة واحدة بالجورة يؤدى بالمزارع إلى عدم القيام بعملية الخف للنباتات مما يوفر على الأقل مبالغ من 300 إلى 600 جنيها للمزارع وهى تكاليف الخف.
رابعاً : سهولة عمليات الخدمة والعزيق وازالة الحشائش باستخدام المحاريث الالية بالجرار مما يخفض من تكاليف نقاوة الحشائش والعزيق انتظام الكثافة النباتية ووصولها للحد الأمثل الذى يعطى أعلى قدرة انتاجية من وحدة المساحة مما يزيد من الانتاجية وتعظيم ربحية المزارع .
خامساً: توفير كمية من البذرة تصل إلى 16 كجم للفدان مما يقلل من تكاليف شراء البذرة على المزارع ويوفر للفلاح 400 جنيهاً من تكلفة شراء البذرة للفدان
سادساً: كمية البذرة التى تم توفيرها وعلى مساحة 300 ألف فدان يمكن أن توفر 40 ألف إردب بذرة إذا تم الزراعة لكافة مساحة القطن بالميكنة الزراعية .
سابعاً: خفض المساحات المنزرعة بتقاوى الاكثار وبالتالى تقليل التفقات التى تنفق على نقاوة واستئصال النباتات الغريبة .
ثامناً : تقليل مدة تداول السلالة بالأسواق مما يزيد من النقاوة الوراثية ويقلل من عمليات الخلط وتدهور البذرة .
تاسعا : تؤدى الميكنة الزراعية للقطن من زراعة وعمليات زراعية إلى إمكانية جنى القطن آلياً فى النهاية مما يقلل من أهم عملية محددة لزراعة القطن ومضاعفة مساحته، وهي المعاملة التي تضمن تعويض بعضًا من خسائره، وجني المزيد من الأرباح والإنتاجية للمزارع.
شاهد..
.