محصول القطن وأهم المعاملات الخاصة بمرحلة الجني والحصاد، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور مصطفى عطية عمارة – رئيس بحوث قسم المعاملات الزراعية بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج المرشد الزراعي، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأهمية الاقتصادية لـ”محصول القطن”
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عطية عمارة، عن رحلة زراعة محصول القطن منذ مرحلة البذرة وحتى الحصاد، مشيرًا إلى أهمية الاقتصادية التي يتمتع بها محصول القطن الذي كان في فترة من الفترات يمثل عصب الاقتصاد المصري، ويشكل حوالي 95% من الاقتصاد الوطني، حيث لم يكن مجرد محصول زراعي، وإنما أحد الركائز التي كان لها تأثير كبير على التجارة والصناعة والنسيج، بالإضافة إلى استخداماته المتعددة في تغذية الماشية.
وأشار “عمارة” إلى أن هناك عدة تحديات تواجه زراعة محصول القطن، أبرزها التنافسية بين محاصيل الأمن الغذائي والأمن الكسائي، موضحًا أن القيادة السياسية تسير بتوازن بين هذه الملفات، لتحقيق أفضل النتائج المرجوة منها، ومؤكدًَا أن هناك تكافؤًا بين ما يقدمه المزارعون من جهد، وما يحصدونه من مكاسب اقتصادية، ولافتًا إلى أن نصف النجاح يعتمد على المعاملات الزراعية الجيدة، بينما يعتمد النصف الآخر على اتباع كافة التوصيات المتعلقة بعملية الحصاد.
المعاملات الزراعية وأهمية الحصاد السليم والعوائد الاقتصادية المتوقعة
واستعرض الدكتور مصطفى عطية عمارة، أهمية المعايير الدقيقة للحصاد، ومدى تأثيرها على جودة المحصول، موضحًا أن كافة المعاملات الزراعية لها تأثير ملموس على حجم الحصاد ومعدلات الجودة المتوقعة، ما يعني أن أي خلل في إحداها سيعود بالسلب على المحصلة والنتيجة النهائية، وخاصة في مرحلة الحصاد، التي ينعكس ارتكاب أي خطأ فيها بالسلب ويودي لخسائر كبيرة، حتى لو كانت كل العمليات الزراعية الأخرى قد تمت بشكل صحيح.
وأكد “على أن جودة المحصول تعتمد بشكل كبير على مدى التزام المزارعين بالمعايير المثلى لجمع محصول القطن، حيث تساهم عملية الحصاد الجيدة في زيادة العائد الاقتصادي، مشيرًا إلى التحسن الملحوظ في نظام تسويق القطن هذا العام، بالنظر لحجم المكاسب المتوقعة التي يمكن للمزارعون التحصل عليها، بمعدل 200 جنيه لكل قنطار من القطن عالي الجودة.
وقدم رئيس بحوث قسم المعاملات الزراعية بمركز البحوث الزراعية توضيحًا حول المساحات المزروعة بـ”محصول القطن” هذا العام، موضحًا أن إجمالي المساحة المنزرعة يصل إلى 311 ألف فدان، تتوزع على الأراضي الموجودة بالوجهين القبلي والبحري.
التحديات المناخية وتأثيرها على الزراعة
ناقش الدكتور مصطفى عمارة أيضًا التحديات التي تواجه مزارعي محصول القطن خلال الفترة الحالية، في ظل التغيرات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة، والتي تؤدي إلى زيادة انتشار الآفات الزراعية، وأبرزها الذبابة البيضاء والمن، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالتوصيات الخاصة برش المبيدات المناسبة، شريطة الالتزام باتباع الطرق الصحيحة، بالإضافة إلى أهمية تهوية النباتات، لتمكين الشمس من تجفيف الرطوبة الزائدة، والتي تُعد بيئة خصبة لنمو الآفات.
وأوضح أن إهمال هذه التوصيات قد يؤدي إلى أضرار كبيرة، منها انتشار “الندوة العسلية”، التي تنمو على الأوراق السفلية للنباتات، والتي تسبب نمو الفطريات والعفن الأسود، ما يقلل من جودة القطن ويؤثر على عملية الجني، ومشددًَا على أن اتباع الممارسات الصحيحة في هذه المرحلة الحاسمة يساهم في حماية المحصول، ويعزز فرص المزارعين على تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.
خطط استباقية للموسم القادم
واختتم “عمارة” حديثه بالإشارة إلى التغيرات المناخية الملموسة التي طرأت هذا العام، والتي ضاعفت من صعوبة التنبؤ بالمشكلات التي قد يواجهها المزارعين، مؤكدًا على أن هناك حاجة ملحة لتطوير ووضع خطط استباقية، استعدادًا للموسم الزراعي القادم، بهدف تفادي أي تحديات مشابهة، موضحًا أن التخطيط الجيد وإدارة المشكلات بشكل فعال، هما مفتاح النجاح في الزراعة، ومشيرًا إلى أن الفترات القادمة قد تكون صعبة، لكنها ستشهد تحسينات كبيرة، مع التركيز على تقديم التوصيات المناسبة للمزارعين منذ بداية الموسم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
تحديات زراعة محصول القطن وأبرز الأخطاء التي يقع فيها المزارعين
سعر ضمان محصول القطن للموسم الجديد وأبرز التوصيات لمعاملات الجني والحصاد
التوسعات الجديدة لزراعات محصول القطن وإجمالي المساحة المنزرعة هذا الموسم