محصول القطن أحد الحاصلات الاستراتيجية، التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، في سبيل تحقيق التكامل المطلوب بين عمليات الزراعة، والصناعات القائمة عليها، اعتمادًا على السمعة العالمية، التي يحظى بها “الذهب الأبيض المصري”، لتحويل قِبلة الطلب عليه من مرحلة المادة الخام، إلى تصدير المُنتج النهائي من مصانع الغزل والنسيج المحلية، وهو الأمر الذي يستدعي مزيدًا من الاهتمام بمعاملات مكافحة الآفات، والنزول بها لأدنى مُعدلاتها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية إسراء عادل، مُقدمة برنامج “الزراعية الآن”، تناول الدكتور أحمد رزق – رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة – كافة أبعاد ملف مكافحة آفات محصول القطن بالشرح والتحليل، موضحًا شروط نجاح هذه العملية، ومراحل وخطوات تنفيذها بالشكل الصحيح.
محصول القطن وأهمية الالتزام بالخريطة الصنفية
في البداية أكد الدكتور أحمد رزق على ضرورة الالتزام بالخريطة الصنفية، موضحًا أن كل منطقة لها طبيعتها المناخية والبيئية، التي يتلائم معها صنف معين، دونًا عن باقي الأصناف المُتاحة، موضحًا أن تجاوزها يؤدي لخسائر اقتصادية للدولة والمزارع، ما يُحتم الاعتماد على السلالات المُقررة والموصى بها.
محصول القطن وآفات الجذور
أوضح الدكتور أحمد رزق أن محصول القطن يتعرض لمجموعة من الإصابات الحشرية، في منطقة اتصال الساق بالتربة، أو ما يُعرف اصطلاحًا بمجموعة “آفات تحت التربة” وأبرزها “الحفار”.
وشرح “رزق” استراتيجية “آفة الحفار” في الهجوم على محصول القطن، من خلال حفر قنوات في الأرض باتجاه الجذر، بقطر يتراوح ما بين 1 إلى 2 سم، للتغذي على جذور النبات الموجودة تحت التربة.
آفة الحفار.. علامات إصابة محصول القطن
لفت رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات إلى أن أول علامات إصابة محصول القطن الناجمة عن “الحفار”، تتبدى على هيئة ذبول لكامل النبات، مع وجود انفصال ملحوظ بين منطقتي الجذر والساق، وهو ما يتجلى أثناء عمليات الفحص.
الدودة القارضة.. أخطر آفات محصول القطن
تُعد الدودة القارضة ثاني الآفات التي تُهدد محصول القطن، وفقًا لما أكده الدكتور أحمد رزق، موضحًا أنها تستخدم نفس آليات “الحفار” في الهجوم على المنطقة ما بين الساق والتربة، لافتًا إلى أنها تؤدي لذبول النبات وميله بدرجة كبيرة أو سقوطه على الأرض.
آفات المجموع الخضري.. أشهرها “التربس”
انتقل الدكتور أحمد رزق إلى آفات المجموع الخضري، التي تتغذى على الأوراق، وأشهرها “التربس”، موضحًا أن أبرز علامات الإصابة الناجمة عنها، تتبدى على هيئة نقاط لامعة على سطح أوراق النبات، يتطور إلى انكماش كامل، مع زيادة شدة الإصابة.
أوجه التشابه والاختلاف بين “التربس” و”الذبابة البيضاء”
وأوضح أن أعراض الإصابة الناجمة “الذبابة البيضاء”، تتشابه إلى حد بعيد مع ما تُحدثه “الدودة القارضة”، لافتًا إلى أن أبرز الفوارق بينهما، تكمن في صعوبة رؤية الأخيرة، والتي لا تتم إلا عن طريق العدسات المُكبرة أثناء سطوع الشمس.
موضوعات قد تهمك:
مكافحة الآفات.. “الإدارة المركزية” تقدم 8 توصيات لتنفيذها بشكل صحيح
دودة ورق القطن
ثمن رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الجهود التي تقوم بها الدولة، في سبيل القضاء على هذه الآفة، وهو الأمر الذي أدى لتحقيق نجاح باهر وملموس، بالنسبة لـ”دودة ورق القطن”، التي كانت تُمثل هاجسًا مُقلقًا لجموع المُزارعين، قبل أن تتحول بفضل التقنيات الحديثة إلى حشرة عادية، وتنخفض مُعدلات أضرارها إلى حدودها الدنيا.
دودة اللوز القرنفلية والشوكية
كشف الدكتور أحمد رزق ملامح الخطة التي اتبعتها الوزارة لمكافحة هذه الآفات، عن طريق توفير كافة المبيدات، بالجمعيات العامة متعددة الأغراض بجميع المحافظات، مع تقديم وتوضيح طرق وتوقيت استخدامها، والمُقننات الموصى بها بالنسبة للمُزارعين.
ضوابط استخدام المبيدات الكيميائية
أكد الدكتور أحمد رزق الآفات عبارة عن كائنات حية، وبالتالي فوجودها في البيئة الزراعية أمر طبيعي، موضحًا أن الأعداء الحيوية كانت تُشكل حائط صد منيع، وحائل طبيعي يقلل حجم الأضرار المُتوقعة الناجمة عنها.
ولفت إلى أن بعض الممارسات الخاطئة التي يقع فيها المُزارعين، قد تؤدي لزيادة مُعدل نشاط الآفات، وتنامي نسبة الإصابات بشكل قد يتجاوز الحدود المأمونة، مُشيرًا إلى أن الإدارة المركزية والجهات المعنية بهذا الملف، تتعامل وفقًا لمبدأ “الاستخدام الرشيد”.
وأوضح أن استخدام المبيدات ليس “سُبة”، مادام الاستخدام مُرتبطًا بالمُقننات والحدود المُوصى بها، والتي تعمل وفق قواعد الاستخدام الرشيد، وعند الاحتياج والضرورة، التي تستدعي التدخل باستخدامها، بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى المُتاحة.
إقرأ أيضًا:
أمراض شتلات الفراولة.. أبرز التوصيات ومزايا طريقة الزراعة داخل “الكُوب”
المكافحة الحيوية لآفات محصول القطن
أفرد الدكتور أحمد رزق المساحة، للحديث عن المكافحة الحيوية لآفات محصول القطن، والتي تتبناها وزارة الزراعة، لافتًا إلى أن هذا التوجه يحتاج لتضافر وتكامل أضلاع المنظومة، لتسريع وتيرة انتشارها على نطاق واسع بين المُزارعين.
معوقات نجاح المكافحة الحيوية في الأراضي القديمة
وألقى رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الضوء، على معوقات استخدام الطرق الحيوية بالأراضي القديمة، لافتًا إلى أن هذه التقنية لن تؤتي ثمارها، إذا ما تم تنفيذها في رقعة زراعية، إذا كانت الأرض المجاورة لها تستخدم المبيدات الكيميائية، ما يوضح ضرورة تكامل عناصر المنظومة التي تؤهلها للنجاح.
أشهر الأعداء الحيوية المُستخدمة في برامج المكافحة
قدم الدكتور أحمد رزق عدة نماذج، كمثال على أبرز الأعداء الحيوية ومنها:
1. الترايكوجراما: تستخدم على حرشفيات الأجنحة وحافرات الثمار، مُشيرًا إلى أنها أثبتت فعالية كبيرة في مكافحة هذه الآفات.
2. المُفترسات الأكاروسية: تستخدم على نطاق واسع في مُكافحة ثمار الفراولة.
3. حشرة أبو العيد: يتم العمل على تنمية ومُضاعفة مردودها، والتي ترتبط بتقليل مُعدلات اللجوء إلى المبيدات الكيمائية، واستخدامها عند الضرورة فقط.
الزراعة الذكية وفوائد المصائد
شدد “رزق” على فوائد الزراعة الذكية، والتي يتم فيها الاعتماد على المصائد، للوقوف على التعداد الحقيقي للحشرات، وأطوار نموها، ما يُتيح قاعدة البيانات المُناسبة، الدالة على الوصول لحد الخطر، الذي يستدعي اللجوء للمبيدات الكيميائية، والمُقننات المُنضبطة المسموح باستخدامها.
وأكد رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات أن نجاح هذه تقنية المكافحة الحيوية، وتوسيع دائرة استخدامها يحتاح لتضافر جهود كافة الأطراف المعنية، ورفع درجة وعي المُزارعين والمرشدين بأهميتها وفوائدها الاقتصادية والصحية، ما يؤدي لتحقيق الأهداف المأمولة منها على أفضل ما يكون.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: