محصول القطن أو الذهب الأبيض واحد من الحاصلات الزراعية التصديرية بالدرجة الأولى، لما لها من سمعة عالمية مرموقة، ما يستوجب تطبيقًا واعيًا لمعاملاتها، للحفاظ على معايير الجودة، ومضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عطية عمارة – أستاذ معهد بحوث القطن – ملف زراعات محصول القطن المتأخرة بالشرح والتحليل.
محصول القطن
أهم أربع معاملات زراعية لـ”الذهب الأبيض”
في البداية أكد الدكتور مصطفى عمارة أن المزارع “طبيب أرضه”، وهو الأقدر على تحديد احتياجات محصوله، والتوقيت الأمثل لتطبيق التوصيات الفنية الواردة بشأنه، تبعًا لنوع الصنف والتربة التي يزرع فيها.
وأكد على ضرورة الاهتمام بتنفيذ بعض المعاملات، بما يضمن نجاح موسم زراعة محصول القطن، والتي حددها في 4 إجراءات أساسية، هي “العزيق، الخف، التكبيش، الري”.
توصيات واشتراطات “العزيق” و”الحرث”
قدم “عمارة” شرحًا مبسطًا لأهمية كل معاملة منها، موضحًا أن العزيق يضمن لمزارع محصول القطن، التخلص من الحشائش وكافة الآفات الأولية، الموجودة بالتربة في هذا التوقيت الحرج.
وعزا خطورة إهمال هذه المعاملة الهامة، إلى تداعياتها السلبية على البادرات الأولية، وبخاصة خلال فترة الثلاثة أسابيع الأولى، والتي تزداد فيها فرص الإصابة ببعض الآفات الضارة.
ولفت إلى أهمية رد الأرض بعد حرثها، لضمان الاحتفاظ بالرطوبة لأطول فترة ممكنة، ما يسهل إتمام عملية نمو البادرات خلال فترة الثلاثة أسابيع الأولى من بدء الزراعة.
معاملات الخف ومخاطر إهمالها
انتقل “عمارة” لثاني الإجراءات الفنية الواجبة مع محصول القطن، والتي يتم فيها تنفيذ معاملات الخف، مشددًا على ضرورة توخي الدقة والحذر، وإجرائها ببطء شديد، بما يضمن سلامة المجموع الجذري للنبات، ويحول دون أي أضرار قد تحدث له.
وأكد أن إجراء عملية الخف بشكل عنيف، يؤدي لتضرر المجموع الجذري للنبات، ما يجعله عرضه للإصابة بالفطريات والبكتيريا، والأعداء الطبيعية الموجودة بالتربة.
وأوصى بضرورة ردم الجور بمجرد الانتهاء من تنفيذ عملية خف القطن، للحيلولة دون نفاذ الهواء إلى المجموع الجذري، ما يعرضه للعديد من الأضرار.
وعرض “عمارة” مخاطر عدم الاهتمام بتطبيق عملية خف القطن في التوقيت الملائم، مؤكدًا أن أغلب مزارعينا يتجاوزون حدود البذور الموصى بها للجورة الواحدة، ما يؤدي لزيادة الكثافة والتنافس بين النباتات.
وأوضح أن إهمال تطبيق معاملات خف القطن، مع تجاوز الحدود الموصى بها لعدد البذور بكل جورة، يؤدي لزيادة التنافس على مصادر المياه والهواء والعناصر الغذائية، ما ينعكس بالتبعية على ارتفاع “حجر النباتات”، وهي المسألة التي تقلل من حجم الإنتاجية المستهدفة بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
التسميد بـ”التكبيش” وعلاقته بالمحصول السابق
نصح “عمارة” بتنفيذ عملية التسميد أو “التكبيش” – ثالث المعاملات الهامة لمحصول القطن – وفقًا لنوع الصنف المستخدم ودرجة خصوبة التربة التي تتم الزراعة فيها، وبما يتماشى مع التوصيات الفنية الواردة بشأنهما.
وأكد أن متوسط احتياجات محصول القطن من التسميد، نوع المحصول السابق، وما يضفيه على درجة خصوبة التربة، فإذا كان البرسيم هو السابق، ففي هذه الحالة يمكن للمزارع الاكتفاء بإضافة 45 وحدة آزوت، يتم توزيعها على 2 إلى 3 دفعات.
ويختلف ذلك المتوسط إذا تمت زراعة القطن بعد المحاصيل النجيلية كـ”القمح”، وفي هذه الحالة يتم إضافة 60 وحدة آزوت، ما يعادل 3 شكائر يوريا أو 4 شكائر نترات.
نصح “عمارة” بتنفيذ معاملة التسميد في الحالة السابقة على 3 أو 4 دفعات، مؤكدًا على المردود السلبي لتجاوز المقنن السمادي الموصى به، والذي يؤدي لظاهرة الهياج الخضري، وما يليها من ضعف الناتج المحصولي العام.
وأوضح أن نثر وبدر المقنن السمادي على دفعة أو دفعتين، يعد هدرًا اقتصاديًا لا طائل منه، نظرًا لضياع جانب كبير منه مع معاملات الري، دون تحقيق أي استفادة تذكر للنبات، ما ينعكس بالسلب على حجم الحصاد المتوقع.
توصيات معاملات الري
واختتم “عمارة” توصياته الفنية، مشددًا على ضرورة تطبيق معاملات الري بالحوال “على الحامي”، في حدود 250 إلى 350 متر مكعب للرية الواحدة، بم يتماشى مع طبيعة التربة التي تتم الزراعة فيها، على أن يتم الصرف بعدها مباشرة.
شاهد..
أهم المعاملات الزراعية لمحصول القطن
موضوعات قد تهمك..
خف القطن.. التوقيت الأمثل لتنفيذها وانعكاسات إهمالها على حجم الإنتاجية المتوقعة
محصول القطن.. أبرز الأصناف الملائمة للزراعات المتأخرة ومزاياها الاقتصادية