محصول القطن أو الذهب الأبيض، أحد أهم الحاصلات الاستراتيجية، التي تربعت على عرش الأقطان العالمية، بفضل جودتها ومستوى نعومتها الذي لا يوازيه أي مُنتج آخر على مستوى العالم، ما يُحتم ضرورة الحفاظ عليها، وتهيئة الأجواء المُناسبة لنجاح الموسم الزراعي الخاص بها، وهو الأمر الذي يحتاج للاستماع إلى رأي الخبراء والمُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى عطية – رئيس مركز بحوث المعاملات الزراعية – عن محصول القطن وأبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها والالتزام بها، للوصول لأفضل النتائج المُمكنة، وجني الحصاد المُتوقع منها بحلول نهاية الموسم.
محصول القطن.. إجمالي المساحة مُقارنة بالموسم الماضي
في البداية كشف الدكتور مصطفى عطية عن المساحات المُنزرعة بـ”محصول القطن”، بعد الطفرة الإيجابية التي حققها الذهب الأبيض هذا الموسم، والتي ارتفعت بإجمالي رقعته إلى 337 ألف فدان، في جميع محافظات الجمهورية، بزيادة 100 ألف فدان عن الموسم السابق – تُعادل 45% – والذي توقف عند حدود الـ226 ألف فدان.
خريطة توزيع أصناف محصول القطن بمحافظات الجمهورية
قدم رئيس مركز بحوث المعاملات الزراعية وصفًا تفصيليًا لخريطة توزيع أصناف محصول القطن بمحافظات الجمهورية، وإجمالي المساحات المُنزرعة بها، وجاءت كالتالي:
1. محافظات الوجه القبلي: يجود فيها زراعة صنف “جيزة 95” طويل التيلة، بإجمالي مساحة يتراوح ما بين 45 إلى 50 ألف فدان.
2. محافظات الوجه البحري: تستأثر بباقي المساحة المُنزرعة بمحصول القطن – قرابة الـ287 ألف فدان – وتجود فيها زراعة أصناف جيزة “86، 92، 93، 94، 97″، والأخير يُعد أحدث الأصناف التي تم إنتاجها، وينتشر بمحافظة المنوفية على وجه التحديد، فيما أثبت صنف “جيزة 45” كفاءة عالية بمنطقة كفر سعد بمحافظة دمياط، كأجود الأقطان العالمية فائقة الطول والنعومة.
أبرز المُعاملات الزراعية والتوصيات الفنية
تناول الدكتور مصطفى عطية أبرز المُعاملات الزراعية والتوصيات الفنية الواجب تنفيذها للحفاظ على جودة أصناف القطن المصري، واستمرار تربعه على عرش بورصة الأقطان العالمية، والتي يُمكن حصرها في النقاط التالية:
1. الزراعات المُتأخرة:
شدد رئيس مركز بحوث المعاملات الزراعية على ضرورة الانتهاء من مُعاملات التسميد الآزوتي بشكل كامل في هذه الفترة، حتى لا يتأثر مُعدل نمو وإنبات المحصول بالسلب.
2. مُعاملات التسميد البوتاسي:
نصح “عطية” بإجراء من “1 إلى 2 رشة على الأقل” بمحلول سلفات البوتاسيوم، أو أي مركب بوتاسي، لمساعدة النبات على تجاوز التغيرات المُناخية والموجات الحارة المُتوقع زيادة مُعدلاتها، بالإضافة لتحقيق ثلاثة نتائج هامة وهي:
– الحفاظ على إنتاجية التيلة
– تسريع وتيرة النُضج
– زيادة الوزن
موضوعات قد تهمك:
التغيرات المناخية.. علاقتها بأمراض القطن وأبرز التوصيات الفنية للتغلب عليها
تسميد القطن.. مشاكل زيادة الجرعات وعدم الالتزام بموعد التنفيد الموصى به
3. الأراضي متوسطة ومنخفضة الخصوبة:
أوصى الدكتور مصطفى عطية بإضافة بعض الأحماض الأمينية والعناصر الصُغرى، للحفاظ على النباتات وتسهيل حصولها على العناصر الغذائية اللازمة، لضمان إنتاجية جيدة، وتجانس للمحصول، بالإضافة لتعزيز قدرتها على مُقاومة التغيرات المُناخية.
4. مُعاملات الري:
لفت “عطية” إلى خطورة “تعطيش” محصول القطن في هذه المرحلة، التي تتزامن مع بدء ارتفاع مُعدلات الحرارة، والتي عزاها إلى وقوع المُزارعين في خطأين، إما بتقليل المُقننات المائية التي يتم إيصالها للنبات، أو زيادتها عن المُعدلات المسموحة.
وفسر حدوث ظاهرة العطش برغم تقديم مياه الري بسخاء وبنسب زائدة عن الحد، موضحًا أن الوقوع في هذا الخطأ يؤدى لاختناق النبات، وعدم قدرته على سحب المُقننات المائية التي يحتاجها، لإتمام عملياته الحيوية بشكل طبيعي، والتي يترتب عليها حدوث عدة إشكاليات فيما بعد، وأبرزها زيادة مُعدلات الرطوبة، والتي تُعزز فُرص الإصابة بالأعفان، ومن ثم تقلص وإنخفاض حجم الإنتاجية عن الحدود المُتوقعة.
ونصح رئيس مركز بحوث المعاملات الزراعية بتقليل فترات وكمية المياه المُقدمة للنبات، مع إجراء عمليات الري “على الحامي وبالحوال”، لتسهيل مرورها في الأرض بشكل سريع، مع غلق المياه بمجرد وصولها لنهاية الحوض أو الحوال الذي يتم ريه، وتكرار نفس الأمر مع الأحواض التالية.
إقرأ أيضًا:
القطن.. (9) توصيات للزراعات المتأخرة ومخاطر التسميد بـ”السرسبة”
محصول القطن.. الخريطة الصنفية وفائدة المصائد وشروط نجاح المكافحة الحيوية
5. المكافحة الدورية للحشرات والآفات
أكد الدكتور مصطفى عطية على ضرورة الاهتمام بإجراء مُعاملات المكافحة الدورية للحشرات والآفات التي تُهدد محصول القطن، موضحًا أن إنتاجية أي محصول عبارة عن مُعادلة تتكون أضلاعها الأساسية من “تجهيز الأرض، زراعة جيدة، زراعة على مصاطب، تسميد، ري، مكافحة حشائش وآفات” وغيرها من العوامل التي تؤثر “سلبًا وإيجابًا” في حجم الحصاد المُتوقع.
وأوصى “عطية” بتنفيذ عمليات الرش الدوري أو الوقائي ضد الإصابات الحشرية والآفات، التي تُهدد محصول القطن، وبخاصة في هذه المرحلة التي تصل فيها مُعدلات التزهير والتنوير إلى قمتها.
6. تنظيف الحقول
طالب رئيس مركز بحوث المعاملات الزراعية بضرورة تنظيف الحقول من كافة الحشائش والنباتات الضارة، التي تُشارك محصول القطن في غذائه وكافة العناصر الضرورية لإتمام عملياته الحيوية، سواء تلك المُنتشرة على المساقي أو البطون أو الجسور الجانبية، أو المشايات الكبيرة الموجودة داخل الأرض “الغيط”.
وشرح “عطية” وجاهة وأهمية القيام بهذا الإجراء، نظرًا لكون هذه الحشائش تُمثل أحد أهم العوائل المُناسبة للحشرات والآفات التي تُهاجم محصول القطن، ما يجعلها مصدر وباء وتهديد دائم، علاوة على تأثيرها المُباشر والسلبي على درجة الجودة وحجم الإنتاجية المُتوقع بحلول نهاية الموسم، ما يُحتم ضرورة إتمام عمليات المُكافحة الدورية باستمرار حتى مرحلة الجني والحصاد.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: