محصول القطن واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية الصيفية، التي أولتها الدولة ووزارة الزراعة كامل اهتمامها، لتحقيق أقصة إنتاجية ممكنة، والارتقاء بمستوى المنتج النهائي، بما يعود على المزارعين بأعلى ربحية.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عطية عمارة – أستاذ معهد بحوث القطن – ملف زراعات محصول القطن المتأخرة بالشرح والتحليل.
محصول القطن
مؤشرات رقمية مبشرة
في البداية أكد الدكتور مصطفى عمارة أن المؤشرات المبدئية لمعدلات زراعة محصول القطن مبشرة إلى حد بعيد رغم انخفاض إجمالي المساحات المنزرعة بالذهب الأبيض.
وأوضح أن إجمالي المساحة المنزرعة طبقًا لأخر الإحصاءات الرسمية، تصل إلى 172.2 ألف فدان، بما يمثل 60% من إجمالي الرقم المستهدف، و75% مما تحقق خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وكشف أن المساحة المستهدفة خلال الموسم الجاري تتراوح بين 227 إلى 350 ألف فدان، حيث ترتبط زراعة محصول القطن بالعديد من الملفات الأخرى.
أسباب تأخر زراعة القطن
لفت “عمارة” إلى أن أحد أسباب تأخر موعد زراعة محصول القطن تعود إلى استمرار عمليات ضم الغلة والحصاد والدريس، التي لازالت جارية حتى هذه اللحظة بمحافظات البحيرة وكفر الشيخ والشرقية.
قرارات حكومية هامة
تطرق “عمارة” إلى تبعات قرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والذي حدد فيه سعر ضمان توريد محصول القطن بـ4.5 ألف جنيه للقنطار بمحافظات الوجه القبلي، و5.5 ألفًا للقنطار بالوجه البحري، مؤكدًا أن هذا القرار سيكون له مردود إيجابي لتشجيع المزارعين على مضاعفة المساحات المنزرعة.
وأثنى على الاستجابة الواعية لمطالب المتخصصين وأساتذة القطن، والتي دارت جميعها حول ضرورة إعلان سعر ضمان التوريد قبل بدء موسم الزراعة، لتقليل مخاوف المزارعين من مشاكل التسويق التي تواجههم بحلول نهاية الموسم وبعد الحصاد.
وعبر عن أمنياته بارتفاع سعر توريد القطن، مع بداية موسم التسويق، والذي يرتبط بالأسعار والبورصات العالمية، التي تحدد بشكل كبير متوسطات المضاربات المتوقعة، بما يضمن تحقيق أعلى ربحية للمزارعين.
خريطة المساحات المنزرعة
سلط “عمارة” الضوء على خريطة توزيع المساحات المنزرعة بمحصول القطن حتى هذه اللحظة، والتي تحتل فيها محافظات الوجه البحري مرتبة الصدارة بـ147.5 ألف فدان، يليها الوجه القبلي بـ26.5 ألف فدان.
وأوضح أن صنف “جيزة 95” هو السائد بمحافظات الوجه القبلي، وتأتي محافظات الفيوم في المقدمة بـ15.2 ألف فدان، يليها بني سويف بـ7.3 ألف فدان، ثم أسيوط بـ3.5 ألف فدان.
واستثنى “عمارة” محافظة سوهاج، التي تمثل منطقة إكثار صنف “جيزة 98” الجديد، على مساحة 85 فدان، كبداية لتوفير بذور الإكثار، قبل التوسع في طرحها بداية من العام القادم.
وعلى صعيد الوجه البحري، تتصدر محافظة كفر الشيخ الترتيب بـ55 ألف فدان، يليها الشرقية بـ28 ألف فدان، ثم البحيرة بـ15 ألف فدان، وهي مجرد مؤشرات مبدئية قابلة للزيادة، بعد الانتهاء من معاملات جمع المحاصيل الشتوية الرئيسية كـ”القمح”.
أبرز الأصناف الملائمة للزراعات المتأخرة
كشف “عمارة” عن الطفرة الكبيرة التي طرأت على طرق زراعة محصول القطن، مؤكدًا أن القاعدة العامة الحاكمة لهذا الملف، كانت تمنع الزراعات المتأخرة، وبخاصة إذا سبقها غلة أو برسيم.
وأوضح أن جهود باحثي معهد بحوث القطن وأساتذة قسم التربية، أحدثت طفرة ملحوظة للحفاظ على ذلك المحصول الاستراتيجي الهام، ما ساهم في نجاح الزراعات المتأخرة، وتحقيق أفضل إنتاجية ممكنة منها.
وتحدث “عمارة” عن مزايا الأصناف التي تم إنتاجها بواسطة معهد بحوث القطن، وأهمها جيزة “86، 92، 93، 94، 95، 96، 98″، مؤكدًا أنها محاصيل سريعة النضج، قصيرة العمر، ما يلائم الزراعات المتأخرة، شريطة الالتزام بتنفيذ التوصيات والمعاملات الفنية الموصى بها.
مزايا اقتصادية للمزارعين
أكد الدكتور مصطفى عمارة على المزايا الاقتصادية التي تقدمها الأصناف المذكورة للمزارعين، وفي مقدمتها قصر فترة مكوثها بالأرض، والتي لا تتجاوز حدود الـ140 يومًا، ما يعني وفرًا في معاملات الري والمكافحة الكيميائية، يقلل من إجمالي مصروفات مدخلات الزراعة، علاوة على سرعة نضج المحصول، ما يقلل من تكلفة الجمع، والتي يتم تنفيذها على مرة واحدة، وهي الأمور التي تنعكس في النهاية بالإيجاب على مستوى الربحية الذي يحققه المزارعين.
شاهد..
أهم المعاملات الزراعية لمحصول القطن
موضوعات قد تهمك..
محصول القطن.. الوصايا الـ7 وأبرز الأخطاء الشائعة في معاملات الري
محصول القمح.. الزراعة تكثف استعداداتها للموسم الجديد
لا يفوتك..