محصول القصب كان المحور الأساسي لحديث الدكتور عابد عبد الجليل عطا – رئيس بحوث بمعهد أمراض النباتات – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار رمضان”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
محصول القصب
أسباب تقلص معدلات الإنتاجية والمساحات المنزرعة
في البداية تحدث الدكتور عابد عبد الجليل عطا عن أهمية محصول القصب، بوصفه المحصول الأول والأهم لصناعة السكر على مستوى العالم، لافتًا إلى أننا كنا ننتج 118% من احتياجاتنا من السكر عن طريق هذا المحصول الاستراتيجي الهام حتى عام 1972، قبل التحول تجاه التوسع في زراعة البنجر.
ولفت إلى تناقص وتقلص معدلات إنتاجية محصول القصب، بعد حرب أكتوبر 1973، والتي شهدت توجهًا جديدًا لعلاج هذا القصور بدخول البنجر، كأحد المصادر التي يتم الاعتماد عليها في صناعة السكر، والتي شهدت طفرة ملموسة 1982، بالتزامن مع إنشاء مصنع الحامول.
استراتيجيات صناعة السكر من محصول القصب
تطرق “عطا” إلى استراتيجيات صناعة السكر، والتي بدأت تتغير تدريجيًا، وتتجه صوب التوسع في الاعتماد على البنجر، بسبب ارتفاع تكاليف زراعة محصول القصب، وزيادة معدلات استهلاكه للمياه، وهي المسألة التي دعت لتطوير آليات وتقنيات زراعته، بما يتماشى مع توجهات الدولة للحفاظ على مواردها المائية، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.
معدلات الاستهلاك محليًا وعالميًا
ذكر “عطا” معدلات استهلاك السكر في مصر، موضحًا أنها تصل إلى 3.5 مليون طن سنويًا، فيما يصل متوسط الفرد إلى 34 كجم سنويًا، وهو معدل مرتفع جدًا بالمقارنة بمتوسطات الاستهلاك العالمية، التي يتوقف نصيب الفرد فيها عند حدود الـ25 كجم.
وعقد “عطا” مقارنة رقمية بسيطة بين لتوضيح الفوارق الكبيرة في معدلات استهلاك الفرد من السكر محليًا وعالميًا، موضحًا أن المتوسط يتوقف عند 6.7 كجم للفرد في الصين، فيما يصل إلى 16 كجم للمواطن الهندي.
استراتيجيات الدولة للحد من الفجوة الإنتاجية
أكد رئيس بحوث معهد أمراض النباتات أن الفجوة الرقمية الكبيرة بين معدلات الاستهلاك التي تصل إلى 3.5 مليون طن، والإنتاج الذي يتوقف عند 2.6 مليون طن سنويًا، بفارق يصل إلى 900 ألف طن سنويًا، دعا للبحث عن بدائل وحلول أخرى، ممثلة في زراعة محصول البنجر والتوسع فيه بشكل كبير للحد منها.
وربط “عطا” بين التوسعات في زراعة البنجر والقصب، وبين إنشاء المصانع التي تستوعب إنتاجيتها وكامل المساحة الجديدة المنزرعة، مؤكدًا أنه لا يمكن إتمام هذه التوسعات دون إيجاد الآلية التصنيعية التي تحقق المردود المراد منها.
أفضل الأصناف المنزرعة وأبرز التحديات
سلط الضوء على أبرز الأصناف المنزرعة مؤكدًا أن صنف “س 9” يعد الأفضل على صعيد معدلات وإجمالي الإنتاجية والحصاد المتوقع، لافتًا إلى أبرز التحديات التي تواجهه، والتي تعد السمة العامة لأي صنف أو محصول عالي الإنتاجية، والمتمثلة في زيادة احتمالات إصابته بالأمراض.
التفحم السوطي وفوائد الاكتشاف المبكر للمرض
أشار “عطا” إلى أشهر الأمراض التي تهاجم محصول القصب، وفي مقدمتها التفحم السوطي، الذي يهاجم القمة النامية، لتشكل الجراثيم المسببه للمرض ما يشبه “السوط”، وتنتشر من خلالها بعد ذلك لتهاجم النباتات السليمة، موضحًا أن الاكتشاف المبكر للمرض، والتخلص من هذا السوط خارج الأرض، يقلل من فرص انتشاره واستفحاله.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول القمح.. مشاكل تكرار زراعة “الغلة” وسبل تفاديها
صناعة الحرير.. عوائد “الإنتاج المنزلي” ومعوقات التوسع وأبرز أخطاء المربين