محصول الفول أحد أهم الحاصلات التي تمثل الوجبة الغذائية الأهم بالنسبة لقطاع عريض من الأسر المصرية، ما يستدعي الاهتمام بها بشكل خاص، نظرًا لتراجع المساحات المُنزرعة به، نتيجة العديد من الأسباب، وهو الأمر الذي يستوجب العودة إلى المُتخصصين، لوضع الاستراتيجيات المُناسبة التي يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى عبد المؤمن، أستاذ الفول بمعهد بحوث المحاصيل، عن محصول الفول وأهميته الاقتصادية، وأسباب عزوف المُزارعين عن الاهتمام به، وسُبل زيادة الإنتاج وتوسيع الرقعة الزراعية.
محصول الفول.. التسعينيات “الحقبة الذهبية”
في البداية أكد الدكتور مصطفى عبد المؤمن أن حقبة التسعينات شهدت تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي من محصول الفول، بعد وصول إجمالي المساحات المُنزرعة به إلى قُرابة الثلاثمائة ألف فدان، مُوضحًا أن الأمر لم يتوقف عند حدود الأسواق المحلية، وإنما تعداه بتصدير الفائض منه إلى الدول المجاورة.
ولفت الدكتور مصطفى عبد المؤمن إلى أن الأمور تبدلت بعد ذلك بسبب تراجع وتقلص المساحات المُنزرعة بهذا المحصول الاستراتيجي الهام، والذي يمثل الوجبة الرئيسية بالنسبة لقطاع عريض من المواطنين، فيما يمثل أحد الأكلات الشعبية الأولى، التي توفر احتياجاتهم من البروتين النباتي بسعر زهيد.
محصول الفول.. حجم الإنتاج المحلي ومعدل الاستيراد
وأوضح أن العام الماضي شهد وصول إجمالي الإنتاج المحلي من محصول الفول إلى 41% من إجمالي احتياجاتنا الأساسية، فيما يتم استكمال النسبة المُتبقية عن طريق الاستيراد من الخارج.
وأشار الدكتور مصطفى عبد المؤمن إلى أن الوصول لمرحلة تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول الفول – يصل إلى 450 ألف طن – يستدعي زيادة المساحات المُنزرعة بهذا المحصول الاستراتيجي إلى 320 ألف فدان، للوفاء باحتياجات السوق المحلي منه، موضحًا أن المساحة الحالية – 125 ألف فدان – لا تفي سوى بـ41% من إجمالي احتياجاتنا.
موضوعات قد تهمك:
محصول العنب.. أفضل المعاملات المطلوبة وأسباب انخفاض معدل الصادرات
وكشف أن محصول الفول كان يتم زراعته في أغلب المحافظات المصرية، وبخاصة في الوجه القبلي – بداية من بني سويف وصولًا لأسيوط – قبل أن تتقلص المساحات المُنزرعة به، مطلع التسعينات بسبب الفيروس الذي انتشر وقتها، لترتكز حاليًا في منطقة النوبارية التي تستحوذ وحدها على 50% من إجمالي إنتاجنا.
ويعد محصول الفول أحد الحاصلات الشتوية التي تواجه مُنافسة شرسة من البرسيم والقمح والبنجر، والأخيران بالأخص من الزراعات التعاقدية التي تشتريها الحكومة، فيما يُعد البرسيم أحد المُنتجات التي لا يُمكن الاستغناء عنها، نظرًا لكونها أحد مُدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني، ما يؤدي لتراجع اهتمام المُزارعين بالفول، والتركيز على المحاصيل ذات العوائد الاقتصادية الأكبر قيمة لهم.
إقرأ أيضًا:
فيروس سي.. كيف تتأكد من اكتمال شفائك وأهم الفحوصات المطلوبة
أكد الدكتور مصطفى عبد المؤمن أن المنفذ الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الفول، والعودة بهذا المحصول الاستراتيجي الهام لسابق عهده، يكون عن طريق تطبيق استراتيجيات التوسع الرأسي، واستخدام تقنية التحميل على الأشجار والمحاصيل الأخرى – مثل البنجر – بالأراضي الجديدة، أو قصب السكر الذي تنشط زراعته بمحافظات الوجه القبلي.
وأوضح أن أغلب الباحثين يقومون بتوعية المُزارعين بفوائد تطبيق تقنية التحميل، وبخاصة بالأراضي الجديدة مثل النوبارية التي تصل مساحتها إلى 1 مليون فدان، ما يجعلها تُمثل منفذًا هامًا لزيادة الرقعة الزراعية التي تستوعب الفول.
لا يفوتك.. تعرف على خطورة خلط المبيدات ببعضها البعض