محصول الفراولة واحد من أهم الحاصلات الاستراتيجية التصديرية، التي تحتل مصر مكانة مرموقة في ترتيب الدولة المنتجة والمصدرة لها على مستوى العالم، وهي المسألة التي تقضي بضرورة النظر إلى أهم التحديات التي تواجه المزارعين، لمحاولة التغلب عليها والحفاظ على الريادة المصرية في هذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول المهندس عماد مهدي عبد الحليم – استشاري إعداد وتطوير مزارع الفراولة – هذا الملف بالشرح والتحليل.
محصول الفراولة
أبرز التحديات التي تواجه المزارعين
في البداية تحدث المهندس عماد مهدي عبد الحليم عن ارتفاع تكاليف إنتاج وزراعة محصول الفراولة، موضحًا أنها شهدت قفزات غير مسبوقة، وخاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما رفع قيمتها الإجمالية من 180 ألف جنيه موسم 2020 إلى 367 ألف جنيه في الموسم الحالي.
وطالب “عبد الحليم” بإعادة النظر في منظومة تسعير محصول الفراولة، للحفاظ على المكانة المرموقة التي حققها في المنافذ التصديرية، والتي وضعته في المركز الأول على مستوى العالم على صعيد “المنتج المجمد”، فيما نتنافس على المرتبة الثالثة والرابعة بالنسبة للثمار الفريش الطازجة، مع تحقيق هامش ربح مُرضي للمزارعين في نهاية الموسم.
معقمات التربة
حمل اقتصادي زائد أم ضرورة لابد منها؟
تطرق استشاري إعداد وتطوير مزارع الفراولة إلى “معقمات التربة”، موضحًا أنها تمثل وحدها ثُلث كلفة مدخلات الإنتاج، حيث تصل قيمتها إلى 100 ألف جينه للفدان، وهي المسألة التي تفرض ضغوطًا كبيرة على المزارعين، للحفاظ على إنتاجية المحصول ومعدلات الجودة القياسية الحاكمة لملف التصدير.
ولفت “عبد الحليم” إلى فوائد “معقمات التربة”، والتي تجبر مزارعي محصول الفراولة لعدم الاستغناء عنها، كأحد ركائز نجاح الموسم، موضحًا أنها عبارة عن ثلاث إلى أربع مركبات معتمدة من وزارة الزراعة، تعمل على الوقاية من الأعفان والنيماتودا، علاوة على وقاية التربة من الفطريات والحيلولة دون نمو وانتشار الحشائش الضارة فيها.
مستقبل زراعة محصول الفراولة في الأراضي الجديدة
وضع المهندس عماد مهدي عبد الحليم عددًا من القواعد والاشتراطات، التي يتوجب أخذها في الاعتبار، قبل اتخاذ قرار زراعة محصول الفراولة في الأراضي الجديدة والصحراوية، لافتًا إلى ضرورة التأكد من ملائمة الظروف الجوية وحالة الطقس لهذا المحصول.
وشدد على ضرورة فحص التربة، وإجراء كافة الاختبارات اللازمة للتأكد من درجة ومستويات ملوحة التربة، نظرًا لحساسية محصول الفراولة الشديدة ضدها، والأمر عينه بالنسبة لمياه الري، موضحًا أنه يتوجب ألا تتعدى حدود الـ400 جزء في المليون.
وأشار إلى وجود علاقة طردية بين معاملات الري وكلفة مدخلات الإنتاج، مؤكدًا أنه كلما قلت مستويات ملوحة المياه، كلما تقلصت حاجة النباتات إلى المقننات السمادية ومخصبات ومعالجات التربة، وهي المسألة التي يتم ترجمتها لوفر اقتصادي للمزارعين في نهاية الموسم.