يعد محصول الفراولة واحدًا من أهم المحاصيل الزراعية في مصر، حيث يحظى بمكانة بارزة في الأسواق المحلية والعالمية، نظرًا لقيمته الغذائية العالية، ودوره الكبير في حركة الصادرات الزراعية.
وتشغل مصر موقعًا متقدمًا في إنتاج وتصدير محصول الفراولة، ما يجعله محصولًا استراتيجيًا ذا أهمية اقتصادية كبيرة.
وفي هذه الحلقة من برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، استضاف الإعلامي طه اليوسفي الدكتورة هبة حنفي محمد، الباحث بقسم الزراعات المحمية بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، للحديث عن أبرز القضايا التي تهم مزارعي الفراولة، بدءًا من أساليب الزراعة المثلى، مرورًا بالمعاملات الزراعية خلال شهر مارس، وأبرز الأخطاء التي يقع فيها المزارعين، والتحديات التي تواجه هذا القطاع.
محصول الفراولة.. خضر أم فاكهة؟
وأكدت الدكتورة هبة حنفي في حديثها أن الفراولة تُصنف علميًا ضمن محاصيل الخضر، رغم انتمائها إلى العائلة الوردية التي تضم التفاح، والسفرجل، والكمثرى، موضحةً أن تصنيفها كفاكهة يعود إلى انتشارها بين المستهلكين بهذه الصفة، وذلك بسبب مذاقها المميز وقيمتها الغذائية العالية.
نظم الزراعة المعتمدة
وأضافت أن الفراولة تزرع بنظام التكثيف الزراعي، ويتم تجديد زراعتها سنويًا باستخدام الشتلات، مما يجعلها في الأساس من محاصيل الخضر، مشيرةً إلى أن بعض المزارعين قد يتركون النبات لفترة أطول، ما قد يجعله محصولًا معمرًا، لكن الطريقة العلمية الصحيحة تعتمد على الزراعة السنوية للحفاظ على جودة الإنتاجية وضمان تحقيق أعلى عائد اقتصادي.
القيمة الغذائية
وحول القيمة الغذائية للفراولة، أوضحت الدكتورة هبة أنها غنية بالعديد من العناصر المهمة، مثل البوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم، والألياف، فضلًا عن احتوائها على نسبة مرتفعة من فيتامين C، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز مناعة الجسم والوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا، خاصةً أنها محصول يتماشى مع احتياجات الجسم في هذا التوقيت.
وأشارت إلى أن الفراولة تحتوي على صبغة الأنثوسيانين، المسؤولة عن لونها الأحمر المميز، والتي تُعد من مضادات الأكسدة القوية، مما يجعلها تلعب دورًا في الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة العامة.
نبذة تاريخية
وخلال حديثها، استعرضت الدكتورة هبة حنفي تاريخ دخول الفراولة إلى مصر، موضحةً أنها دخلت لأول مرة في عهد محمد علي باشا، حيث جاءت في صورة هدية وزُرعت في حدائق القصر، وكانت الأصناف التي انتشرت آنذاك تُعرف بـ”الفراولة البلدية”، التي تميزت بمذاقها الحلو وجودتها العالية.
وأوضحت أنه ومع مرور الوقت، بدأ المزارعون في إعادة زراعة محصول الفراولة بالتكاثر الخضري، مما أدى إلى تدهور الصفات الوراثية للمحصول وانخفاض الإنتاجية، حتى جاءت مرحلة التطوير، حيث لعبت المراكز البحثية والجامعات دورًا مهمًا في تحسين هذا القطاع عبر استيراد الأصناف المحسنة، وتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين.
محافظات رائدة في لزراعة محصول الفراولة
وأشارت الدكتورة هبة إلى أن محافظة القليوبية، وتحديدًا قرية الدير، تُعد من المناطق الرائدة في زراعة الفراولة، حيث يتميز المزارعون هناك بمهاراتهم العالية، وخبراتهم الواسعة في التعامل مع هذا المحصول، مشيرةً إلى أن نجاح زراعة الفراولة في هذه المنطقة جاء نتيجة توفر الأيدي العاملة الماهرة والمعرفة الزراعية المتوارثة، ما جعل القليوبية واحدة من أهم المحافظات المنتجة للفراولة في مصر.
دور المراكز البحثية
وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة هبة على الدور المحوري الذي تلعبه المراكز البحثية والجامعات في تطوير زراعة الفراولة، مؤكدةً أن هذا المحصول كان يُعد في البداية غير تقليدي، لكن بفضل جهود البحث العلمي، أصبح اليوم من المحاصيل الرئيسية في مصر، مشيرةً إلى أن التوسع في زراعته جاء نتيجة تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، مما ساعد على تحسين الإنتاجية وزيادة المساحات المزروعة، الأمر الذي عزز من قدرة مصر على المنافسة عالميًا في تصدير الفراولة وتحقيق عائد اقتصادي كبير منها.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
المرشد الزراعي| تقنيات زراعة محصول الفراولة
شاهد أيضًا..
موضوعات ذات صلة..
محصول الفراولة.. أبرز التحديات وأنظمة الري وتأثير نوع التربة
محصول الفراولة.. قواعد التسميد واشتراطات ومحاذير إضافة الكالسيوم ورش الكبريت
لمزارعي محصول الفراولة.. أنواع الملش وفوائده وتاثيره على معدلات الجودة والإنتاجية
محصول الفراولة.. أسباب تراجع معدلات الإنتاجية وأبرز الأخطاء التي وقع فيها المزارعين