محصول الفراولة.. دور الزراعة العضوية وتكلفة استيراد الشتلات وأبرز التوصيات الواجبة

محصول الفراولة واحد من الحاصلات الاستراتيجية التي تحتل مكانة مرموقة على قائمة الصادرات الزراعية المصرية، وهي المسألة التي استدعت اهتمامًا أكبر برفع مستوى كفاءتها وإنتاجيتها، مع اتباع كافة الاشتراطات الفنية والإرشادية الواجبة، التي تعزز قدرة المزارع على الوصول للمواصفات القياسية المطلوبة والمعمول بها في المنافذ التصديرية.

الزراعة العضوية وتأثيرها على جودة المنتج

أوضح أحد المزارعين الذين التقت بهم عدسة كاميرا برنامج “حكاية مكان”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، أن هناك تحولًا كبيرًا في وعي المزارعين والتجار بضرورة استخدام المبيدات الآمنة، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية أوقفت استيراد المنتجات المصرية قبل أربع سنوات بسبب وجود بقايا مبيدات، وهو ما دفع القطاع الزراعي إلى تبني أساليب زراعية أكثر أمانًا، لافتًا إلى أن الفلاحين باتوا يدركون أهمية الحفاظ على جودة المنتج نظرًا لأنه يدخل ضمن قائمة الصادرات، مؤكدًا أن مفهوم الزراعة العضوية أصبح متجذرًا، إذ يتجه الجميع لاستخدام وسائل مكافحة طبيعية مثل المفترسات الحيوية والمصايد الفرمونية بدلًا من المبيدات التقليدية، ما انعكس إيجابًا على القدرة التصديرية للأسواق الأوروبية والعربية، مضيفًا أن الفلاح نفسه بات أكثر حرصًا لأنه المستهلك الأول لمحصوله.

استيراد شتلات الفراولة وتكلفة الزراعة

وكشف أن شتلات الفراولة يتم استيرادها من الخارج، موضحًا أن شركة “تيكلان” هي المصدر الرئيسي، غير أن مصر بدأت في تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض مستلزمات الزراعة مثل الخراطيم والبلاستيك، مضيفًا أن هناك جهودًا لمحاولة استنبات الشتلات محليًا لتقليل التكلفة، حيث يتم الاعتماد على زراعتها كجيل أول ثم إعادة إنتاجها محليًا كجيل ثانٍ، معللًا ذلك بارتفاع تكلفة الشتلات المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا من ولاية فلوريدا، مشيرًا إلى أن تكلفة زراعة الفراولة تضاعفت هذا العام مقارنة بالسنة الماضية، حيث ارتفعت تكلفة الفدان من 200-250 ألف جنيه إلى 450-500 ألف جنيه، بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة، الشتلات، البلاستيك، الخراطيم، وتكاليف العمالة، مؤكدًا أن سعر التصدير الحالي لا يغطي هذه التكاليف.

إنتاجية الفدان وأهمية التسعير العادل

وأوضح أن إنتاجية الفدان الواحد تتراوح بين 35 إلى 40 طنًا طوال الموسم، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى لسعر بيع الكيلو يجب ألا يقل عن 25 جنيهًا لضمان تغطية التكاليف وتحقيق هامش ربح مناسب للمزارع، مؤكدًا أن زيادة تكلفة الزراعة جعلت نظام الدفع بالكامل نقديًا، بعدما كان بالإمكان الشراء بالآجل، موضحًا أن الفلاح لم يعد بإمكانه تحمّل خسائر كبيرة، إذ أصبح مطالبًا بتوفير رأس المال اللازم للموسم الجديد بنفسه.

موسم الحصاد والفراولة المجمدة

وأشار إلى أن موسم تصدير محصول الفراولة الطازجة يمتد من نوفمبر حتى مارس، بينما يبدأ إنتاج الفراولة المجمدة من يناير وحتى يونيو، لافتًا إلى أن استمرار الإنتاج يعتمد على الظروف الجوية وجودة الأنسجة، موضحًا أنه في حالة بقاء الفراولة صلبة وقابلة للتخزين، فإن الموسم قد يستمر حتى نهاية يونيو.

نصائح للمزارعين الجدد واختيار الأصناف المناسبة

ونصح المزارعين المبتدئين بالبدء بمساحات صغيرة لضمان اكتساب الخبرة وتقليل المخاطر المالية، مشددًا على أن التغيرات المناخية أدت إلى ظهور أمراض فطرية جديدة لا يتم التطرق إليها في القنوات التعليمية القديمة على الإنترنت، موضحًا أن الاعتماد على مهندس زراعي متخصص بات ضرورة لمواجهة هذه التحديات، موصيًا بزراعة أصناف “فورتونا” و”فستيفال” لأنها مناسبة للتصدير والتجميد على حد سواء، محذرًا من زراعة أصناف مثل “سانسيشن” و”بريليونز” التي تقتصر فائدتها على التصدير فقط دون ملاءمة لقطاع الفراولة المجمدة.

دور الفراولة في تشغيل العمالة

وسلط الضوء على دور زراعة الفراولة في تشغيل العمالة، موضحًا أن معظم أهالي القليوبية يعملون في هذا المجال، سواء في زراعة محصول الفراولة، حصادها، تغليفها، أو حتى تصنيع العبوات الكرتونية المستخدمة في تعبئتها، مؤكدًا أن القطاع الزراعي يوفر فرص عمل متعددة، ما يجعله مصدر رزق رئيسي للعديد من الأسر.

خبرات العمال في زراعة الفراولة

واستعرض أحد العاملين في مجال جمع محصول الفراولة تجربته الطويلة في المهنة، موضحًا أنه بدأ العمل منذ حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أنه ورث المهنة عن والده الذي كان يعلمه طرق جمع الفراولة منذ الصغر، مضيفًا أنه يبدأ العمل يوميًا منذ الساعة السادسة صباحًا حتى الثانية ظهرًا، موضحًا أنه بعد انتهاء موسم الحصاد، ينتقل للعمل في تجهيزات الأرض استعدادًا للموسم الجديد، مشيدًا بمعاملة أصحاب المزارع للعاملين معهم، مؤكدًا أن هذا القطاع يوفر استقرارًا وظيفيًا للعديد من الأسر.