محصول الفراولة أحد النباتات التي تلقى قبولًا ورواجًا كبيرًا بين جمهور المُستهلكين، علاوة على كونها أحد الخيارات الممتازة كعصائر أو غذاء، والتي فرضت نفسها على مائدة المصريين، بالإضافة لأهميتها الاقتصادية بالنسبة للمُزارعين، ما يستدعي التعرف عليها عن قُرب، والاستماع لأراء المُتخصصين حول قواعد وآليات زراعتها، وأهم الشروط الواجب توافرها لتأسيس وتجهيز تربة المشتل الخاص بها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كرم الدسوقي – مدير عام الإدارة العامة للخضر والنباتات الطبية والعطرية، بالإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة – عن محصول الفراولة ورتبه وصفاته، وأهم الاشتراطات اللازمة لزراعته، بالإضافة للخطوات الخاصة بالحصول على الترخيص اللازم لتأسيس المشتل.
خطأ شائع ونبذة تاريخية عن محصول الفراولة
في البداية صحح الدكتور كرم الدسوقي الاعتقاد الشائع لدى عموم المصريين بأن الفروالة تقع ضمن دائرة محاصيل الفواكة، موضحًا أنها أحد الأصناف التابعة للخضراوات، والأمر عينه ينطبق على بعض الأصناف الأخرى مثل “الكانتالوب، الشمام، البطيخ”، مُشيرًا بأنها جميعها ضمن رتبة “الخضر الثمرية”.
وقدم “الدسوقي” نبذة تاريخية بسيطة عن محصول الفراولة، موضحًا أنه أحد الثمار الخضرية غير التقليدية، والتي بدأت زراعتها في منذ عهد قريب بمحافظة القليوبية، قبل أن تنتقل إلى الإسماعيلية، ثم النوبارية، ومنها إلى منطقة الصالحية بمحافظة الشرقية، لتتسع رقعتها الزراعية داخل مصر بشكل جيد.
مزايا اقتصادية
كشف مدير عام الإدارة العامة للخضر والنباتات الطبية والعطرية، أن محصول الفراولة من أعلى الأصناف حاجة للأيدي العاملة المُدربة، منذ بداية زراعتها بدءًا من مرحلة الشتلات وحتى الحصاد، والتي تتجاوز 1040 عاملًا للفدان الواحد.
وأوضح “الدسوقي” أن محصول الفراولة من الأصناف ذات الربحية العالية، ما يجعلها على رأس قائمة المُنتجات والزراعات الاقتصادية بالدرجة الأولى، والتي توفر عائدًا مُرضيًا للمُزارع أو المُستثمر سواء كانت على شكل شتلات والتي وصل سعر الواحدة منها إلى 27 جنيهًا خلال الموسم الماضي، أو كمحصول نهائي، علاوة على توفير فُرص العمل لآلاف الشباب والخريجين.
شروط تأسيس مشتل لزراعة محصول الفراولة
انتقل “الدسوقي” إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي الخاصة بالتجهيز لزراعة محصول الفراولة، طبقًا لمواد ونصوص القرار الوزاري رقم 669 لسنة 1985، والذي يُحدد آليات وقواعد زراعتها داخل الأراضي المصرية وفقًا للنقاط التالية:
1. أن تكون الأرض صالحة لزراعة محصول الفراولة.
2. أن تكون خالية من الحشائش والمُسببات المرضية سواء كانت نيماتودا أو فطريات.
3. أن يكون المشتل جيد التهوية.
4. وجود مصدر ثابت ونظيف لمياه الري.
5. أن تتلائم التُربة الزراعية داخل الأرض أو المشتل لزراعة الفراولة التي تتسم بالحساسية الشديدة ضد الملوحة.
6. وجود نظام صرف جيد بلا عيوب.
7. تجود زراعتها في الأراضي الرملية والطميية، شريطة عدم وجود صخور أو أحجار تعوق نموها.
موضوعات قد تهمك:
حصاد القمح.. أفضل 6 نصائح لتقليل مُعدل فاقد “الذهب الأصفر
خطوات الحصول على ترخيص لتأسيس مشتل لزراعة محصول الفرالة
عرض الدكتور كرم الدسوقي بالشرح والتحليل، خطوات التأسيس والتجهيز لزراعة محصول الفراولة داخل أي مشتل، والتي تبدأ بتعقيم التُربة، بالمواد والتركيبات المُصرح بها من قِبل وزارة الزراعة، كخطوة وقائية أساسية لحماية “الجيل الأم”، من خطر الإصابة بالنيماتودا والأمراض الفطرية، لافتًا إلى أن أي إصابة تحدث لهذا الجيل، تنتقل بالتبعية إلى الإجيال التالية، ومنها إلى الأراضي المُستديمة التي ستستقبل هذه الشتلات.
واصل مدير عام الإدارة العامة للخضر والنباتات الطبية والعطرية، شرحه لخطوات تأسيس وتجهيز المشتل لزراعة محصول الفراولة، موضحًا أن الخطوة التالية للتعقيم هي تحليل التربة والمياه، للتأكد من درجة الملوحة ومدى مُلائمتها للنبات، وذلك قبل التقدم للحصول على الترخيص اللازم من وزارة الزراعة، ودفع الرسوم المبدئية المُقررة “50 جنيهًا للفدان وكسر الفدان”.
ولفت “الدسوقي” إلى أن على المُستثمر أو المُزارع اصطحاب نتائج التحاليل عند التوجه لوزارة الزراعة للحصول على الترخيص اللازم، بالإضافة لكافة الأوراق التي توضح مصدر الشتلات التي سيقوم بزراعتها، للتأكد من كونه ضمن الجهات المُعتمدة المُطابقة للمواصفات.
إقرأ أيضًَا:
معاملات القمح خلال موسم الحصاد.. احذر الوقوع في هذه الأخطاء
مكافحة أصداء القمح.. أسباب الإصابة وعلاقتها بالسياسة الصنفية وطُرق الزراعة
رتب ودرجات الفراولة.. وشروط زراعة المحاصيل التصديرية والمحلية
عرف الدسوقي الرتب الخاصة بمحصول الفراولة، والتي تبدأ بـ”السوبر إيليت” وهو الجيل الأول من النبتة الأم التي تمت بطريقة “زراعة الأنسجة” – يتم استيرادها من الخارج – ثم الجيل التالي والذي يُطلق عليه “إيليت”، يليها الرتبة “الريجيستر” المُسجلة، وأخيرًا “المُعتمدة” وهي التي يعتمدها غالبية المُزارعين للسوق المحلي، موضحًا أن القرار الوزاري المُنظم لتصدير هذا المحصول، تشترط أن تكون الشتلات المُستخدمة أحد الرتبتين الأولى أوالثانية فقط.
قبل زراعة محصول الفراولة.. احذر الوقوع في هذا الخطأ
حذر “الدسوقي” المُزارعين من اللجوء إلى الجهات المجهولة أو المشاتل غير المُعتمدة، نظرًا لما يترتب على هذه الخطوة من مشاكل ضخمة، أهمها عدم وصول حجم الإنتاجية للنسب والأرقام المُتوقعة المعروفة، نظرَا لعدم نقاوة الصنف الذي حصل عليها، أو تدهور السلالة التي اعتمد عليها لزراعة محصول الفراولة.
لا يفوتك.. أبرز علامات نضج وحصاد القمح