محصول العنب يحتاج لاكتمال وتضافر كافة المُعاملات الزراعية على مدار كامل الموسم وعلى رأسها ملف “الري”، ما يتطلب أن يكون المُزارعين على درجة الوعي الكافي، بضوابط ومعايير هذه العملية وشكلها الصحيحة، للوصول إلى حصاد محصول ناجح وعلى درجة عالية من الجودة، ويُحتم الاستماع لرأي وتوصيات الأساتذة المُتخصصين في هذا المجال.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المُرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة ثريا صابر أبو الوفا – الباحثة بقسم بحوث العنب، بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن العنب ومعاملات الري المُنضبطة، وأهم الاشتراطات والضوابط الواجب مُراعاتها عند تنفيذ هذه العملية، للوصول لأفضل النتائج المُمكنة، وتحقيق أعلى مُعدلات الجودة والإنتاجية.
محصول العنب.. 3 مراحل هامة لمُعاملات الري المُنبطة
في البداية أكدت الدكتورة ثريا صابر أبو الوفا أن نجاح مُعاملات الري التي يتم تنفيذها، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنوع التربة والصنف، بالإضافة للظروف البيئية المُحيطة بالمحصول، مثل درجات الحرارة والطقس، وطبيعة المناخ السائد بالمنطقة التي تتم فيها زراعة محصول العنب.
وأوضحت أستاذ معهد بحوث البساتين أن درجة الحرارة السائدة في الأراضي التي يتم بها زراعة محصول العنب، تُحدد بشكل كبير، كمية المياه ومُعاملات الري المُنضبطة التي سيتم الالتزام بها، وتنفيذها على مدار الموسم، للوصول إلى مُعدلات إنتاجية وجودة مُرضية.
وأشارت إلى وجود نوعين أساسيين من مُعاملات الري، وهما “الرش والتنقيط” أو” الغمر”، لافتةً إلى أن الأولى هي الشكل السائد في الأراضي الجديدة، فيما تُعد الثانية الخيار الأمثل للأراضي الطينية القديمة.
وقسمت أستاذ قسم بحوث محصول العنب مُعاملات الري في الأراضي التي تستخدم تقنيات الرش والتنقيط إلى ثلاثة مراحل.
1. مرحلة من التفتح إلى التزهير:
أكدت “أبو الوفا” أن هذه المرحلة تستغرق ما بين 42 إلى 49 يومًا، حسب درجة احتياج النبات للمياه في هذه المرحلة الهامة من عمره، وذلك وفقًا للترتيب التالي:
– الأسبوع الأول:
يحتاج إلى رية خفيفة في حدود ما بين 10 إلى 15 متر مُكعب للفدان، مع إضافة أي مُنشط للجذور مثل الهيوميك خلال الرية الأولى.
– الأسبوع الثاني:
تحتاج إلى إجراء ريتين في حدود ما بين 10 إلى 15 متر مُكعب في المرة الواحدة، ويتم زيادة جرعة المياه تبعًا لارتفاع درجة الحرارة، والتي تصل في حدود القصوى إلى ما بين 20 إلى 30 متر مُكعب في الرية الواحدة.
– الأسبوع الثالث:
يحتاج محصول العنب فيها لإجراء ما بين ريتين إلى ثلاث ريات وفقًا للمُعدل السابق ذكره، تبعًا لدرجة الحرارة والطقس السائدة أثناء إتمام هذه المُعاملة الهامة.
– الأسابيع الرابع والخامس والسادس:
يحتاج المحصول فيها إلى إجراء ثلاث ريات في الأسبوع الواحد، في حدود ما بين 15 إلى 20 متر مُكعب للمرة الواحدة.
موضوعات ذات صلة:
محصول العنب.. (9) خطوات ضرورية لتجهيز التربة وخطة التسميد الصحيحة
2. مرحلة التزهير:
هنا يتم تخفيض عدد الريات لتصل إلى مرة واحدة فقط في الأسبوع، مع خفض سقف المياه المُستخدمة في سقاية محصول العنب إلى 10 متر مُكعب، للحد من ظاهرة تساقط الأزهار.
إقرأ أيضًا:
معدلات تسميد العنب في الأراضي الرملية والطينية بـ”الأرقام”
3. مرحلة العقد ونزول المياه إلى حبات محصول العنب
تستغرق هذه الفترة من عمر المحصول قُرابة الـ4 أسابيع، وقسمت الدكتورة ثريا صابر أبو الوفا جرعات الري فيها كالتالي:
– الأسبوع الأول:
يحتاج محصول العنب فيها قُرابة الـ 40 متر مُكعب من المياه، تُقسم على مُعدل ريات مرة كل 48 ساعة.
– الأسبوع الثاني:
يحتاج محصول العنب خلاله ما بين 40 إلى 60 متر مُكعب من المياه، تُقسم على مُعدل ريات مرة كل 48 ساعة.
– الأسبوع الثالث:
ترتفع فيه احتياجات محصول العنب من المياه ما بين 70 إلى 80 متر مُكعب، تُقسم على مُعدل ريات مرة كل 48 ساعة.
– الأسبوع الرابع:
ترتفع فيه احتياجات محصول العنب من المياه ما بين 80 إلى 85 متر مُكعب من المياه، تُقسم على مُعدل ريات مرة كل 48 ساعة، حتى نزول المياه إلى حبات العنب.
ولفتت الدكتورة ثريا صابر أبو الوفا، إلى ضرورة مُتابعة محصول العنب بدقة خلال هذه الفترة، لمنع حدوث ظاهرة “تشقق وانفجار الحبوب”، والتي تستدعي تقليص حجم وكمية مياه الري المُستخدمة إلى حدودها الدنيا، بالرجوع إلى مُعدلات الأسبوع الأول من الزراعة “من 5 إلى 10 متر مُكعب” للفدان.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: