محصول الطماطم يحتاج لتوفير البيئة المثالية له، حال زراعته في الموسم الشتوي، نظرًا لعدم مُلائمة الظروف المُناخية المُلائمة في مثل هذا التوقيت، ما يستدعي اللجوء إلى تقنية الصوب والبيوت المحمية، مع الالتزام بالاشتراطات والتوصيات الفنية الواردة بشأنها، لضمان تحقيق أفضل إنتاجية مُمكنة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علاء طنطاوي – أستاذ الخضر والصوب والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث – ملف شروط نجاح زراعة محصول الطماطم داخل الصوب بالشرح والتحليل.
محصول الطماطم.. الأهمية الاقتصادية
في البداية تحدث الدكتور علاء طنطاوي عن مدى أهمية محصول الطماطم، والذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة المساحة المُنزرعة بمحاصيل الخضر بشكل عام، علاوة على تعدد استخداماته والصناعات القائمة عليه بوجه خاص.
وأوضح أن اللجوء لزراعة محصول الطماطم داخل الصوب، هو أحد الحلول التي يتم اللجوء إليها، خلال فصل الشتاء، للتغلب على الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، والذي يعوق زراعتها بالطريقة التقليدية في الحقول المفتوحة.
ولفت “طنطاوي” إلى مزايا زراعة محصول الطماطم بنظام الصوب الزراعية، وفي مُقدمتها حجم الإنتاجية ومُعدلات الجودة العالية، علاوة على ضمان توافر المحصول برغم الظروف الجوية غير المواتية لنجاح زراعته بالطرق التقليدية.
موضوعات قد تهمك
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
انخفاض درجات الحرارة وتأثيرها على زراعة وإنتاجية محصول الطماطم
زراعة الثوم بالأراضي الرملية.. تجهيز التربة ومُعدلات التسميد والمسافات المُوصى بها
4 شروط لنجاح زراعة محصول الطماطم داخل الصوب
أكد الدكتور علاء طنطاوي على ضرورة توافر بعض الشروط، التي تضمن نجاح زراعة محصول الطماطم داخل الصوب، وفي مُقدمتها أن تكون التقاوي المُستخدمة “غير محدودة النمو”، لضمان الاستفادة من طول النبات، والحصول على أعلى إنتاجية مُمكنة منها.
وأشار إلى ثاني الشروط والمُتمثلة في الاعتماد على تقاوي وهُجن عالية الإنتاجية، بالإضافة إلى توافر الخصائص المُميزة من حيث درجة الصلابة والشكل واكتمال التصبغ اللوني والوصول إلى الوزن المُنضبط.
شدد “طنطاوي” على ضرورة أن تكون التقاوي المُستخدمة في زراعة محصول الطماطم داخل الصوب، تتميز بقدرتها العالية على العقد تحت درجات الحرارة المُنخفضة، بوصفها واحدة من أهم الشروط التي تضمن ارتفاع مستوى الإنتاجية المُتوقعة.
وسلط أستاذ الخضر والصوب والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث الضوء على واحدة من أهم السمات التي يجب الانتباه إليها، عند اختيار هجين الطماطم الذي ستتم زراعته داخل الصوب، والمُتعلقة بتوافر مستوى التهوية الأمثل، ويعتمد في المقام الأول، على وجود زاوية قائمة بين الأوراق والساق، لإتاحة المساحات المُثلى لمرور الهواء بين النباتات.
جدوى زراعة تقاوي الصوب في الحقول المفتوحة
حذر “طنطاوي” من زراعة التقاوي المُخصصة لزراعة محصول الطماطم داخل الصوب بالحقول المفتوحة، مؤكدًا أن مثل هذه المُجازفة لا يصب في صالح المُزارعين، نظرًا لارتفاع ثمن وتكلفة البذور، والتي تتراوح ما بين 3 إلى 5 آلاف جنيه لـ”الباكت” الواحد، ما يُحتم ضرورة الاستفادة بها في البيئات المُخصصة لها، لافتًا إلى لجوء البعض لزراعتها بالطرق الرأسية لن يؤتي بالنتائج المرجوة منها.
الاحتياجات الحرارية لزراعة محصول الطماطم داخل الصوب
قسم الدكتور علاء طنطاوي الاحتياجات الحرارية التي تحتاجها التقاوي لنجاح زراعة محصول الطماطم داخل الصوب إلى مرحلتين رئيسيتين:
1. مرحلة النمو الخضري: يحتاج خلالها النبات لحرارة تتراوح ما بين 18 إلى 22 درجة نهارًا، فيما تنخفض لحدود من 12 إلى 15 درجة مئوية ليلًا.
2. مرحلة التزهير والإثمار: يحتاج خلالها النبات لحرارة تتراوح ما بين 22 إلى 27 درجة نهارًا، فيما تنخفض لحدود من 14 إلى 16 درجة مئوية ليلًا.
لفت “طنطاوي” إلى أهمية انضباط معدلات الرطوبة داخل الصوب ما بين 60 إلى 65%، مع توافر التهوية الجيدة، لضمان انتقال حبوب اللقاح إلى الميسم لإتمام عملية التلقيح بشكل مُناسب، مُحذرًا من تجاوز الرطوبة لهذه النسبة، نظرًا للنتائج السلبية المُترتبة عليها والمُتمثلة في ابتلال حبوب اللقاح والمياسم، ما يعوق قدرتها على الحركة.
وشدد أستاذ الخضر والصوب والزراعات المحمية بالمركز القومي للبحوث على أهمية ضبط درجات حرارة الليل، نظرًا لتداعياتها السلبية حال انخفاضها عن الحدود المطلوبة، ما يؤدي لزيادة مُعدلات تنفس النبات، ومُضاعفة نسبة حرق الكربوهيدرات “الهدم”، ما يؤثر بالتبعية على مُعدلات التزهير والعقد، وحجم الإنتاجية المُتوقعة بنهاية الموسم.
إقرأ أيضًا
محصول الطماطم.. فوائد “كمر البذور” لتجاوز مخاطر انخفاض درجات الحرارة
محصول الطماطم.. مخاطر ارتفاع نسبة الحموضة وأجود الأراضي الصالحة للزراعة
لا يفوتك