محصول الشعير يُعد من أقدم المحاصيل الزراعية، حيث يحتل المرتبة الرابعة عالميًا بعد القمح والذرة والأرز، ويتميز بقدرته على التأقلم مع مختلف أنواع التربة، إذ يمكن زراعته في الأراضي المالحة والطينية والمستصلحة حديثًا، مما يجعله محصولًا استراتيجيًا يساهم في الحفاظ على التربة وتحسين خواصها.
التوعية بأهمية مراقبة الحقل خلال فترة الإصابة الأمراض
أكدت الدكتورة شيرين فيليب، رئيس بحوث قسم الشعير بمركز البحوث الزراعية، على ضرورة أن يكون الفلاحون في حالة مراقبة دائمة لمحاصيلهم، خاصة خلال شهر مارس، الذي يُعد موسمًا ملائمًا لانتشار الأمراض الزراعية، موضحة أن بعض الأمراض يمكن أن تتسبب في خسائر جسيمة في الإنتاجية، مثل التبقع الشبكي والتفحم السائب، حيث يؤدي الأخير إلى عدم إنتاج أي محصول، مما قد يكون كارثة حقيقية للمزارعين، مشيرة إلى أن التبقع الشبكي قد يؤدي إلى فقدان ما يصل إلى 60% من المحصول في حالة تفشي المرض.
طرق الوقاية من مرض التفحم السائب
سلطت “فيليب” الضوء على أهمية التعامل السليم مع السُنبُلات المصابة بمرض التفحم السائب، موضحة أن السنبلة المصابة تصبح سوداء تمامًا، وعند لمسها تترك مسحوقًا أسود على اليد، مما يشير إلى انتشار الجراثيم الفطرية، مضيفة أنه يتوجب وضع السنابل المصابة، داخل كيس ورقي محكم الإغلاق، وعدم التجول داخل الحقل أثناء جمعها حتى لا تنتشر الجراثيم في باقي المحصول.
أوصت كذلك بعدم التخلص من السُنبُلات المصابة في القنوات المائية أو المجاري، لأن ذلك يؤدي إلى نشر العدوى في الأراضي المحيطة، موضحة أن الحل الأمثل هو جمعها في أكياس ورقية وحرقها بعيدًا عن الأراضي الزراعية، مشددة على ضرورة تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية في عمليات الحرق، حيث ينتج عنها مواد مسرطنة شديدة الخطورة على البيئة والصحة العامة.
أهمية تجهيز التربة قبل الزراعة
أوضحت الدكتورة شيرين أن نجاح أي محصول يبدأ من اختيار التربة المناسبة وإعدادها بشكل صحيح، مشيرة إلى أن وجود بقايا محاصيل سابقة مصابة بالأمراض داخل التربة يزيد من احتمالية انتشار الفطريات الممرضة في الموسم الجديد، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض بمجرد توفر الظروف الملائمة لنموها، مؤكدة أن تقليب التربة وإزالة البقايا المصابة هو إجراء ضروري للحفاظ على المحصول.
تابعت حديثها بأن عملية حرث التربة بشكل جيد لا تساعد فقط في التخلص من مسببات الأمراض، لكنها تساهم أيضًا في تحسين تهوية التربة وزيادة نسبة الإنبات، مما يؤدي إلى إنتاجية أعلى وجودة أفضل، مشددة على أن هذه الإجراءات ليست خاصة بمحصول الشعير فقط، بل تنطبق على كافة المحاصيل الزراعية.
اختيار الأصناف المناسبة من الشعير
كشفت “فيليب” عن وجود نوعين رئيسيين من الشعير: الشعير ذو الصفين والشعير ذو الستة صفوف، موضحة أن النوع الأول يحتوي على نسبة كربوهيدرات أعلى، مما يجعله مناسبًا لصناعة المشروبات، بينما يتميز النوع الثاني بنسبة بروتين مرتفعة، مما يجعله مثاليًا للتغذية البشرية، مشيرة إلى أن الشعير يُعد من المحاصيل الاستراتيجية التي يمكن أن تسهم في حل مشكلات الغذاء، نظرًا لانخفاض احتياجاته المائية مقارنة بالقمح، وقدرته على تحمل الملوحة والجفاف.
إسهام الشعير في تحقيق الأمن الغذائي
أشارت الدكتورة شيرين إلى أن زراعة الشعير في الأراضي المستصلحة حديثًا يمكن أن تحقق استفادة مزدوجة، حيث تُسهم في تعمير الأراضي الجديدة والاستفادة منها، بالإضافة إلى دعم الأمن الغذائي من خلال إدخاله في صناعة الخبز بنسبة تصل إلى 20%، مؤكدة أن هذه الخطوة يمكن أن تقلل من الاعتماد على القمح، فضلًا عن إمكانية استخدام حبوب الشعير كعلف للحيوانات، مما يعزز من إنتاج الأعلاف المحلية ويقلل الحاجة إلى الاستيراد.
استخدام التكنولوجيا في تطوير أصناف مقاومة للأمراض
أوضحت “فيليب” أن قسم أمراض الشعير يعمل على اختبار وتطوير أصناف مقاومة للأمراض، مشيرة إلى أن هذه الأصناف يتم تقييمها داخل الصوب الزراعية من خلال تعريضها لعدوى صناعية مكثفة، مما يسمح للباحثين بتحديد مدى تحملها للأمراض المختلفة، موضحة أن هذه الطريقة أكثر دقة من الاختبارات الحقلية، حيث تعتمد الأخيرة على العدوى الطبيعية، التي قد لا تتوفر في كل موسم، مما يجعل التجارب داخل الصوب أكثر موثوقية في تحديد الأصناف المقاومة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية وعي المزارعين والتزامهم باتخاذ الإجراءات الوقائية الواردة بالتوصيات للحيلولة دون إصابة محاصيلهم بالأمراض، مشددة على ضرورة اختيار الأصناف المقاومة، وتجهيز التربة بشكل جيد، ومراقبة الحقول باستمرار، مؤكدة أن تطبيق هذه الإجراءات سيسهم في تحسين الإنتاجية، وضمان زراعة مستدامة تضمن الأمن الغذائي وتقلل من الخسائر الاقتصادية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
8 فرق إرشادية بـ«زراعة الإسماعيلية» لمحاصيل الشعير و الفراولة والباذنجان
«زراعة شمال سيناء»:تعقد ندوة حقلية عن محصول الشعير وتقوم بالمرور على الحقول الإرشادية