محصول الشعير واحد من أهم الحاصلات الشتوية التي تتمتع بمزايا اقتصادية كبيرة، ما يضعه في مرتبة مُتقدمة، خلف محاصيل الحبوب الاستراتيجية كـ”القمح والأرز”، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط الضوء على أبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين في هذا الصدد.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة شيرين فيليب إبراهيم – باحث بمعهد بحوث أمراض النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف القواعد والتوصيات الفنية لزراعة محصول الشعير بالشرح والتحليل.
محصول الشعير.. مزايا اقتصادية وخيار أمثل للأراضي الجديدة
في البداية تحدثت الدكتورة شيرين فيليب إبراهيم عن مزايا محصول الشعير الاقتصادية، لافتةً إلى أنه يوفر ما يُقدر بـ33% من الاحتياجات المائية الفعلية، المُستخدمة على مدار الموسم، مُقارنة بمحصول القمح على سبيل المثال، وهو رقم ضخم وله دلالته، التي تُترجم على أرض الواقع لمكاسب اقتصادية بالنسبة للمُزارعين.
ولفتت أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات إلى المزايا النسبية الأخرى، التي يتفوق بها محصول الشعير، مُمثلةً في إمكانية زراعته بكافة أنواع الأراضي المُتاحة، حتى الصحراوية التي لم يتم استصلاحها من قبل.
وأوضحت أن محصول الشعير يجود بشكل أكبر حال زراعته بالأراضي الطينية القديمة، لكن هذا لا يمنع من إمكانية الاعتماد على الأراضي الصحراوية الجديدة، مع تحقيق إنتاجية ومُعدلات ربحية مُرضية بحلول نهاية الموسم.
توقيت زراعة محصول الشعير
كشفت أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات عن التوقيت الأمثل لزراعة محصول الشعير، وبخاصة في ظل التغيرات المُناخية، والتي حددتها بالفترة من 15 إلى 30 نوفمبر، على أن يكون أقصى موعد مسموح للزراعة في السابع من شهر ديسمبر.
إعداد التربة للزراعة
وأوصت الدكتورة شيرين فيليب إبراهيم بضرورة الاهتمام بإعداد التربة، لتجهيز المهد المُناسب لنمو البذرة بشكل سليم، لافتةً إلى فوائد إجراء مُعاملات الحرث والتقليب والتشميس والتهوية والتسوية، والتي تنعكس على مُعدلات نمو البذور بشكل إيجابي.
ونصحت أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات بتنفيذ “الرية الكذابة” قبل بدء الزراعة، وبعد إجراء حرثتين مُتعامدتين، لتسهيل مُهمة المُزارعين في التخلص من بقايا المحصول السابق، والقضاء على فُرص نمو “بذور الحشائش” حال وجودها، ما يُمهد لموسم جيد وبلا مشاكل فيما بعد.
موضوعات قد تهمك
المحاصيل الزيتية.. 9 مكاسب اقتصادية من زراعتها بـ”الأراضي الجديدة”
زراعة القمح بالأراضي الجديدة.. مُعاملات “التربة الجيرية” وتوصيات التسميد والري
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
فوائد زراعة محصول الشعير بالأراضي الجديدة
عددت الدكتورة شيرين فيليب إبراهيم فوائد زراعة محصول الشعير بالأراضي الجديدة، وفي مُقدمتها إسهام هذا المحصول البقولي في زيادة درجة تماسك التُربة، وتأهيلها لزراعة باقي المحاصيل في المراحل التالية.
وأكدت أن أبرز النصائح الفنية التي يتم توجيهها لمُزارعي الأراضي والمناطق الصحراوية للمرة الأولى، هي الاعتماد على محصول الشعير، كأحد الحلول السحرية التي تُساعد على زيادة درجة خصوبة التربة وتماسكها، بما يؤهلها لزراعة باقي المحاصيل ومنها القمح فيما بعد.
ونصحت بالاعتماد على أصناف “جيزة 2000″، “جيزة 129″، “جيزة 130” كأفضل السلالات المُتاحة للزراعة بالأراضي الجديدة، علاوة على ارتفاع حجم إنتاجيتها المُتوقعة، والتي تتراوح ما بين 12 إلى 14 إردب للفدان.
مُعاملات التسميد والري
أقرت الدكتورة شيرين فيليب إبراهيم تنفيذ مُعاملات التسميد باستخدام سلفات البوتاسيوم بالتوازي مع عملية بذر البذور “التقاوي”، يليها تغطية التربة بطبقة من الأتربة تتراوح ما بين 3 إلى 5 سم بواسطة الجرار أثناء عملية التقليب.
وقسمت مراحل الري كالتالي:
1. رية الزراعة
2. رية “المُحاياه” بعد 15 يوم من تنفيذ رية الزراعة
3. مع وضع المُقننات الآزوتية المُقررة على الريتين المُتبقيتين كالتالي:
– 15 كجم للأراضي القديمة
– 30 كجم للأراضي الجديدة المُستصلحة
– إضافة “السلفات” مع مياه الري في حالة الأراضي ذات مستويات الملوحة المُرتفعة
محاذير تجاوز المُقننات الآزوتية
حذرت أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات من تجاوز المُقننات الآزوتية المُقررة لزراعة محصول الشعير، مُؤكدةً أن عواقبها خطيرة على حجم الإنتاجية ونسبة الإصابات المرضية المُتوقعة.
ولفتت إلى أن تجاوز المُقنن الآزوتي المُقرر، تؤدي لزيادة ومُضاعفة النموات الخضرية، ما يُعزز من فُرص حدوث ظاهرة “الرقاد”، والتي تُعرض النبات لمخاطر الإصابة بالعديد من المُسببات المرضية، ما يعني خسارة مُضاعفة للمحصول ولتكاليف التسميد التي تم إنفاقها على مدار الموسم.
إقرأ أيضًا
محصول الكانولا.. التوصيات الفنية وطريقة تنفيذ “مُعاملات التسميد”
زراعة القمح.. طريقة سحرية لمُضاعفة الإنتاجية وتوفير 25% من التقاوي المُستخدمة
محصول القمح.. توقيت إضافة المُقننات السمادية ومزايا “نترات النشادر” و”الجرعة التنشيطية”
لا يفوتك